* الرياض- وهيب الوهيبي:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام امس الحفل الختامي للمسابقة الثانية لجائزة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم للعسكريين وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الانتركونتيننتال بالرياض.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية ومعالي وزير الشوؤن الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ومعالي رئيس هيئة الاركان العامة الفريق الاول الركن صالح بن علي المحيا ومدير عام الشؤون الدينية بالقوات المسلحة اللواء فيصل بن جعفر بالي.
وقد بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم عرض فلم وثائقي عن فعاليات المسابقة ونماذج من قراءات المشاركين في المسابقة بعد ذلك القى مدير عام الشؤون الدينية للقوات المسلحة والمشرف العام على المسابقة اللواء فيصل بن جعفر بالي كلمة رحب فيها بسمو النائب الثاني والحضور معتبرا تشريف سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز للحفل والالتقاء بالمشاركين في المسابقة دليلاً على حرص واهتمام سموه بحفظة كتاب الله الكريم .
وقدم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزيرالدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية على تفضله بافتتاح المسابقة ومتابعته المستمرة لها كما قدم شكره للعلماء الذين حكموا هذه المسابقة على مابذلوه من جهد متوخين العدل والمساواة بين المتسابقين وللوفود المشاركة ولكل من ساهم في انجاح فعالياتها .
واختتم اللواء فيصل بن جعفر بالي كلمته مهنئا الفائزين بالجائزة وسائلا الله للجميع التوفيق.
عقب ذلك القى مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة عبر فيها عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على رعايته الحفل وعد سماحته مسابقة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين والتنافس فيها من اشرف التنافس في اشرف العلوم وهو كتاب الله سبحانه وتعالى الذي انزله على الأمة لتدبر احكامه والعمل بها وهو سبب السعادة في الدنيا والآخرة وبه تنال الامة الإسلامية عزها وكرامتها وشرفها ولفت سماحته إلى ان خير ما يتنافس فيه المتنافسون حفظ كتاب الله الكريم وتلاوته فهي نعمة عظيمة من الله ولاسيما لافراد القوات المسلحة الذين يجب ان يعدوا الاعداد السليم ليدافعوا عن دينهم ثم عن بلاد الإسلام فاذا تسلحوا بالعلم بكتاب الله وكانوا اهل كتابه بحفظ القرآن الكريم والعمل به فذلك مدد يقوى قلوبهم ويثبت جأشهم ويجعلهم رجال خير وهدى وهنأ سماحته المشاركين في المسابقة على حفظهم لكتاب الله وأوصاهم بتقوى الله قبل كل شيء والعناية بالقرآن العزيز لانه نعمة عظيمة منَّ الله بها عليهم.واشار سماحة مفتي عام المملكة إلى ان الامة الإسلامية قد تمتحن في دينها وقيمها وفضائلها وامنها واستقرارها وان الله سبحانه وتعالى اخبر المؤمنين في القرآن الكريم بالبلاء الذي قد ينالهم على ايدي اعدائهم كما دلهم على العلاج النافع وهو الصبر والثبات والتماسك وقوة العزيمة والاستقامة على الهدى.
وقال سماحته: عالمنا الإسلامي يمر بظروف حرجة اسبابها بعد المسلمين عن دينهم وضعف الامة الإسلامية .. فلا عزة لهذه الامة ولا مجد الا بالعودة لكتاب الله والتفاف القلوب على هذا الدين القويم الذي يجمع القلوب ويوحد الشمل.
اثر ذلك قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتسليم الفائزين في المسابقة جوائزهم ثم القيت كلمة الوفود المشاركة في المسابقة القاها رئيس الوفد الاردني العميدالدكتور عبدالكريم بن سليم خصاونة عبر فيها عن الشكر والامتنان لسمو النائب الثاني باسمه ونيابة عن الوفود المشاركة على عنايته ورعايته الكريمة لهذه المسابقة وتشريفه لحفلها الختامي.
وتطرق العميد خصاونة في كلمته إلى مكانة القرآن الكريم واهمية عناية الأمة الإسلامية به وقال: ان الامة الناهضة الحية هي الأمة التي تكرم اهل القرآن وحفظته وتسعى لتعليمه ونشره.
واكد رئيس الوفد الاردني ان مشاركة هذه الوفود في جائزة الأمير سلطان الدولية الثانية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين ما هي الا ثمرة للعناية والرعاية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني- حفظهم الله- لحفظة كتاب الله تعالى.
بعد ذلك القيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة القاها عضو هيئة التدريس في جامعةام القرى بمكة المكرمة الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني حيث نالت استحسان الحضور ثم القى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
{الًحّمًدٍ لٌلَّهٌ الذٌي أّنزّلّ عّلّى" عّبًدٌهٌ الكتّابّ وّلّمً يّجًعّل لَّهٍ عٌوّجْا} والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين القائل .. خيركم من تعلم القرآن وعلمه نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .
اخواني الاعزاء وفود القوات المسلحة في الدول الإسلامية .. اخواني حضور هذاالحفل المبارك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .. لقد انعم الله تعالى على هذه الأمة بهذا الكتاب المبين الذي انزله على خاتم النبيين كما قال سبحانه :
وقضى الله سبحانه وتعالى بسلامته من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان كما قال سبحانه:
وذلك لان الله تعالى تكفل بحفظه كما قال عز من قائل:
وما ذاك الا ليكون دستورا لهذه الامة المباركة ونظاما لحياتها ومنهجا تسير عليه في كل امورها فان فعلت ذلك كان لها العز في الدنيا والاخرة وان استبدلته باقوال البشر واهوائهم ومناهجهم فانها بذلك تكون قد استبدلت الذي هو ادنى بالذي هو خير .
ومن نعمة الله تعالى على هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين انها تضطلع بمسؤوليات كبيرة وتقوم بجهود حثيثة في نشر كتاب الله تعالى وتعليمه وتحفيظه وما هذه المسابقة الخيرة الا جزءا من ذلك الجهد المبارك في خدمة القرآن العظيم .. ولا يفوتني في هذه المناسبة الكريمة ان اشيد بما يقوم به مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين من جهد فاعل في هذا المجال.
ايها الاخوة .. ان اجتماعنا اليوم لتكريم اخواننا العسكريين حفظة كتاب الله تعالى ما هو الا سلسلة متصلة من عهد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر في نشر القرآن وتعلمه وتعليمه وتكريم حملته ومن هنا ايها الاخوة الاعزاء جاءت فكرة الجائزة وضرورة اقامتها للعسكريين لان القرآن العظيم هو زاد الجندي المسلم ومصدر قوته المعنوية ليضمها إلى قوته المادية.
ولا يفوتني في هذه المناسبة الكريمة ان اوصي بزيادة الاهتمام بهذا الكتاب العظيم في الكليات والمعاهد العسكرية تعليما وتربية .. كما اود في نهاية كلمتي هذه ان اشكر للوفود الإسلامية المجتمعة من اربع عشرة دولة اسلامية استجابتهم الكريمة لدعوتنا وحسن مشاركتهم لنا املا ان تتضاعف اعداد الدول المشاركة في اللقاءات القادمة بحول الله.
وختاما اوصي اخواني حملة هذا الكتاب الكريم بتدبر معانيه والعمل به وحث الناس على ذلك ليتحقق الخير والرفعة لهذه الامة في الدنيا والاخرة.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|