Sunday 23rd march,2003 11133العدد الأحد 20 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحرب على العراق لم تؤثر على السوق الحرب على العراق لم تؤثر على السوق
تجار السلع الغذائية بتبوك لـ « الجزيرة »:أسعارنا ثابتة

* تبوك - عبدالرحمن العطوي:
رغم مرور عدة أيام على بدء الحرب الأمريكية والبريطانية على العراق ومقارنة بما حدث من شن حرب على العراق قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً كانت السلع التموينية قد أوشكت على الانتهاء ونظرا للإقبال الشديد على شراء المواد التموينية من التجار في ذلك الوقت مع زيادة أسعارها بدرجة كبيرة في ذلك الوقت لكن المتابع لما يحدث الآن في الساحة وبدء الحرب الفعلية على العراق يلاحظ انعدام المظاهر التي حدثت قبل ثلاثة عشر عاماً عنها الآن.
«الجزيرة» ومع بداية هذه الحرب قامت بجولة على كبرى المحلات التجارية التي تبيع المواد التموينية بالجملة لرصد انطباعتهم على مدى اقبال الناس على شراء السلع الغذائية قبل وأثناء بدء الحرب على العراق ومدى ثبات أسعار المواد الغذائية وهل تأثرت بالحرب.
ففي البداية التقينا بأحد التجار في مجال بيع المواد الغذائية بالجملة حيث قال خالد بن صالح بن حجلان أن ما يحدث في الساحة الآن من أحداث لم تؤثر على حركة البيع والشراء فنحن نشهد اقبالاً طبيعياً من المواطنين على شراء المستلزمات الأساسية من المواد الغذائية حيث لاحظنا أن الحركة طبيعية جداً ونحن كتجار لبيع المواد الغذائية بالجملة جميع من يأتي لدينا هم من تجار التجزئة وبعض المواظنين فكما ترى لم نشاهد ما يلفت انتباهنا من حركة شرائية خصوصاً وأن حرب الخليج الثانية كان الاقبال على الشراء من المواطنين كبير جداً لكن هذه الحرب تختلف عما حدث عام 1411هـ حيث نشاهد كل شيء طبيعيا ولا يوجد أي مظهر غير طبيعي رغم أن بعض التجار في المحلات التموينية قد اشتروا سلعاً بكميات كبيرة قبل فترة إلا أننا نلاحظ أن البعض من التجار قد راجع حساباته ولم يوقع نفسه في الاندفاع وراء الشائعات عن خطر الحرب والتي هي وبحمد الله بعيدة كل البعد عن وطننا الغالي.
كما أكد أحد تجار الجملة في تبوك الذي يملك محلات للمواد الغذائية أن الاقبال على شراء المواد الغذائية لم يحدث عليه أي تغير وأن الأسعار ثابتة سوى بعض أسعار المواد الغذائية طرأ عليها ارتفاع من مصدرها وهذا بالطبع لا بد أن يؤدي إلى زيادة سعرها لدى المستهلك أثناء الشراء فجميع المستلزمات الغذائية ولله الحمد متوفرة والبضائع المتوفرة لدى تجار الجملة تكفي لسنوات طويلة وأضاف نحن كتجار جملة أسعارنا ثابتة وبسؤاله عن وجود بعض الأرتفاع في أسعار بعض السلع قال: هذا يعود للتجار ولضمائرهم فيجب على الإنسان مخافة الله وعدم استغلال أي ظرف أو جهل بعض الناس في الأسعار ليزيد فيها فنحن في دولة وفرت للمواطن كل شيء وعليه أن يشكر الله على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى.
وذكر سليمان عيد المدمي وهو من تجار المواد الغذائية أن المرحلة الحرجة المتمثلة في شن الحرب الأمريكية والبريطانية على العراق أكدت تماسك الجبهة الداخلية للمواطن السعودي في هذه البلاد وقال: لقد حضر لدي بالمحل أحد المواطنين صباح يوم الخميس الماضي في أول أيام الحرب على العرااق وطلب مني أن أزوده بأكياس أرز وطحين وسكر وزيوت وخلافه ولاحظت أن أسرته معه في السيارة المتهالكة التي يقودها فاستفسرت لماذا كل هذا؟ فقال أريد أن أذهب إلى البر (الصحراء) حتى انتهاء الحرب أنا وأسرتي فأخذت ابتسم وقلت له حرام عليك في هذا البرد أن تخرج أطفالك وما داعي الخوف ونحن في أمن ولله الحمد وشاركني أحد الزبائن في اقناع هذا الرجل الذي يبدو أنه أمي فاقتنع ولم يذهب إلى الصحراء وهذا ما يدعونا إلى نبذ الشائعات التي يطلقها المغرضون وخاصة لمناطق المملكة الشمالية وأنها في خطر من هذه الحرب .
وأضيف أن بعض العاملين في المحلات التجارية من العمالة الوافدة يجب الانتباه لهم فهم يطيب لهم تصريف تجارة محلاتهم وحتى اطلاق الشائعات وأن المواد قد نفدت وهكذا فنحن يجب أن تكون كما عهدونا ولاة أمرنا في الوقوف جنباً إلى جنب مع بعضنا وأن نخرس كل من يحاول استغلال هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، ومثل ما حدث لهذا الرجل الذي أراد أن يهلك أسرته في الصحراء وهذه الطقس البارد ويبنى لهم خيمة ويحرمهم من دراستهم بسبب الشائعات المغرضة التي قد تنطلي على البعض.
كما قامت «الجزيرة» بجولة على كبرى المحلات التسويقية للمواد الغذائية والمنتوجات الزراعية بتبوك وشملت الجولة المركز الرئيسي للتسوق بتبوك وهو (استرا) ومحلات علي حافظ وزاد والأحمدي والتي تعتبر من أكبر المراكز التجارية التموينية بمنطقة تبوك حيث التقينا بعدد من المواطنين الذين حضروا للتبضع من هذه المحلات حيث قال المواطن أحمد الحربي: حضرت لهذا المكان لشراء احتياجات أسرتي وأنا متعود على الشراء من هذا المكان.
وعن أسعار السلع قال: لم ألاحظ أي ارتفاع عليها فكل شيء متوفر هنا ويكفي أن منطقة تبوك تتميز بمنتوجاتها الزراعية التي تعتبر أرخص مناطق المملكة في هذه الأسعار كما أن المكرمة الملكية التي أمر بها مولاي خادم الحرمين الشريفين بشراء المحاصيل الزراعية من منتوجات المزارعين أدت إلى زيادة كافة المنتوجات الزراعية.
وعن ظروف الحرب التي تمر بها المنطقة وهل هناك زيادة في التخزين الغذائي قال: كما تشاهد ما في هذه العربة مواد قليلة تكفي لاحتياجاتنا لمدة قليلة ولا أجد أي مبرر لأي إنسان ليقوم بتخزين المواد التموينية حيث إن كل شيء متوفر في الأسواق والمحلات التجارية عددها كبير جداً في كل مكان ولماذا هذا الخوف الذي ينتاب بعض البشر وعلينا قبل كل شيء الاتكال على الله عزّ وجل.
وأشار المواطن عبدالله محمد عسيري إلى أن الأسعار في المحلات التجارية الكبرى بتبوك ثابتة ولا يوجد هناك أي فرق وكذلك في محلات بيع الجملة حيث ان الأسعار معقولة ولم يظهر عليها أي ارتفاع رغم أننا على حد قول العسيري توقعنا أن يحدث ارتفاع كبير في الأسعار بسبب الحرب على العراق لكن هناك بعض السلع لاحظنا عليها ارتفاعاً طفيفاً لا يتجاوز الخمسة ريالات وأقل في بعض السلع وهذا حسب ما ابلغنا به من قبل التجار بسبب ارتفاع الأسعار من مصدر السلعة وهناك قيمة أجرة تحميل.
وبالمقارنة لما حدث في حرب الخليج الثانية فواقعنا اليوم شيء مختلف تماماً جداً عن حيث حرب الخليج الثانية كانت المواد التموينية من أرز وطحين ولحوم قد شهدت ارتفاعاً كبيراً ونفدت من بعض المحلات بسبب عدم وعي الناس وانسياقهم وراء الشائعات وأن المواد ستنفد لكن الآن أصبح هناك وعي كبير لدينا كمواطنين والإنسان يتعلم من أخطاء الآخرين ويجب علينا الإبلاغ عن من يستغل هذه الظروف ويرفع الأسعار لأنه بذلك قد خان وطنه إن كان مواطناً وإن كان مقيماً قد خان هذا الوطن الذي ينال رزقه منه.
وناشد المواطن أنور نايف العساف اخوانه المواطنين بعدم السير وراء كلام المغرضين الحاقدين على خيرات هذا البلد الآمن وعدم تصديق ما يقولونه وتهويل الأمور لأكبر من حجمها الطبيعي وقال: المواطن السعودي يتميز بحبه وولائي لهذا الوطن وقادته وهذا ما يقلق الحاقدين في كل مكان.
وأضاف أن شراء وتخزين المواد الغذائية لأجل أن يكون هناك نقص في توفرها هذا شيء غير معقول فكل شيء متوفر وأنني وكل إنسان يدرك ما يقول وما يفعل لا يستعجب بل يشفق على من يقوم بأخذ الاحتياطات بشراء المواد الغذائية بكميات كبيرة وتخزينه وهذا الإنسان من السهل أن يصدق كل ما يقال فيجب عليه أن يعود لجادة الطريق وأن يعلم أننا في بلد آمن بعيدين إن شاء الله كل البعد عن المخاطر التي يتعرض لها العراق الآن وأن الدولة أعزها الله وفرت كل شيء للمواطن وأن تزايد الشراء في أي مكان في المملكة على المواد الغذائية وتخزينها يترك العنان للمغرضين لإطلاق شائعاتهم ضد هذه البلاد ولكن ما نعيشه الآن من أمن وأمان واستقرار رغم أن المنطقة تمر بظروف صعبة جداً يجعلنا نشكر الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة الذي ننعم بها ولا توجد في أي بلدان العالم فلله الحمد والمنّة.
ويقول المواطن عبدالرحمن أبو سالم الخطاب الإعلامي الذي ألقاه ولي العهد الأمين عبدالله بن عبدالعزيز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله أثبت لكل إنسان أن هذه الدولة تولي شعبها كل اهتمام وتعمل على مصلحة المواطن ليل نهار وتوجه الشعب لما فيه صالحه وإنني أرى أن كل أفراد الشعب السعودي في هذه الأيام يقفون صفاً واحداً بجانب قادتهم كعادتهم في كل الأوقات وأؤكد أننا ننعم بتوفر كل المستلزمات الأساسية ونعيش حياة طبيعية بفضل الله ثم بسياسة بلادنا التي تولينا جل اهتمامها وأنا في هذا المكان نشتري بعض المستلزمات للمنزل حيث أن كل شيء متوفر في خدمة المواطن وبأسعار معقولة جداً ولم نلاحظ أي زيادة على أي من المواد التي قمت بشرائها فالحمد لله على هذه النعم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved