Sunday 23rd march,2003 11133العدد الأحد 20 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الشيخ العودة لـ « الجزيرة »: الشيخ العودة لـ « الجزيرة »:
احذروا الشائعات ولا تفرطوا في مشاهدة الفضائيات

  * حفر الباطن فهد الجخيدب:
حذر الشيخ سلمان العودة من الترويج للأقاويل والمبالغة في المشاهدة الطويلة أمام الشاشات والتحليلات التي تخلق الإشاعات التي تضر الفرد والجماعة وتحرم الإنسان من حياة هانئة وطيب عيش.. وتعيقه عن دوره بما يثيره لديه الفزع والخوف.. وقال العودة ل«الجزيرة»:نصيحتي للناس الهدوء في التعامل مع الأخبار والتحليلات والتصريحات والمواد الإعلامية، فإن مزيد الانهماك فيها ربما صنع لدى المتلقي قدراً من البلبلة والحيرة والتردد، ثم الخوف المفرط. وكثير من هذا الضخ الإعلامي هو مواد مشققة مفرغة، يعاد إنتاجها بطرق مختلفة، أو وجهات نظر وتحليلات وظنون وتوقعات قد ينتفع اللبيب بها إذا أحسن قراءتها والتعامل معها، وعرف ما يأتي وما يذر، وما يأخذ وما يدع، أما غير الفطن فربما كانت شقوة له، تحرمه هناءة حياته وطيب عيشه، وتعوقه عن سيره، دون أن يظفر من ورائها بطائل، أو يكون من معالجتها بسبيل.
وكذلك الحذر من ترويج الشائعات والأقاويل والأخبار المرتبكة والتحليلات المغرقة في التشاؤم، فإننا في عصر صارت قوة الدول تبنى على مقدار ما لديها من سعة المعلومات ودقتها، إننا في عصر «المعلوماتية».
فكم من خبر يروج ويتم تداوله وتبنى عليه نتائج قريبة وبعيدة، وقرارات واجتهادات، وهو غير مؤكد ولا ثابت. فكيف تظن بمثل هذه الرؤية المبنية على شائعة أو ظن، أو خبر مكذوب، أو رواية مضطربة، أو معلومة ناقصة أو مضللة، والحصول على المعلومة لم يعد صعباً ولا عسيراً ولا مكلفاً متى توفرت الإرادة، وأدركت الأمة الأهمية القصوى لهذه المعلومات.
ويقول سبحانه: {يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا إذّا ضّرّبًتٍمً فٌي سّبٌيلٌ اللّهٌ فّتّبّيَّنٍوا وّلا تّقٍولٍوا لٌمّنً أّلًقّى" إلّيًكٍمٍ السَّلامّ لّسًتّ مٍؤًمٌنْا..} فيؤكد المعنى الأول خصوصا في مقام الجهاد في سبيل الله، ويحذرمن الجرأة على دماء المسلمين، أو التسرع في تكفيرهم مما يترتب عليه استحلال دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
وإذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المخاطبون أول مرة بهذا النداء يوعظون بقوله سبحانه وتعالى: { تّبًتّغٍونّ عّرّضّ الحّيّاةٌ الدٍَنًيّا}.
فقد يستمع المرء إلى برنامج في إذاعة أو قناة فضائية أو يقرأ مقالاً في جريدة غير رصينة فيخيل إليه أنه أحاط بالأمر من جوانبه ويصنف هذا على أنه وعي ويقظة {وّمّا أٍوتٌيتٍم مٌَنّ العٌلًمٌ إلاَّ قّلٌيلاْ}.
وكذلك حفظ اللسان، فإنه في أزمنة الفتن أشد من وقع السيف، ومن أعظم المخاطر المحدقة أنها تستفز بعض العواطف التي لم تترب في محضن، ولم تتلق تعليما، ولم تعايش تجربة فتنجر إلى تكفير أو تنسيق أو تبديع أو تخوين لهذا الطرف أو ذاك لمجرد عدم استيعابها لمواقف الآخرين، أو حتى قل لحصول خلل أو خطأ ما. لكنه لا يعالج بمثل هذه الطريقة.
وما أشد وطأة القيل والقال والتلاعن والتطاعن في وقت وصلت فيه الأمة إلى قعر هاوية بتخلفها وجهالتها وعجزها عن تحصيل الأسباب الحقيقية للعزة.
إن أقل ما يجب هو أن نلجم ألسنتنا بلجام التقوى والخوف والإيمان عن أعراض المسلمين بتأويل أو بغير تأويل لنصلح أنفسنا أولاً ثم لن نجد بعد ذلك ما يبيح لنا الاشتغال بأصحابنا حين سلم منا أعداؤنا..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved