* بغداد - واشنطن - الوكالات :
شهدت بداية اليوم الثالث من العمليات العسكرية الامريكية البريطانية في العراق تطورات عنيفة ومتسارعة كان أبرزها القصف العنيف الذي تعرضت له العاصمة العراقية بغداد ومدينتا الموصل وكركوك بالجنوب بإلقاء آلاف القنابل والصواريخ الموجهة من القاذفات الامريكية والبريطانية في هجوم لم تشهده المدن العراقية منذ حرب الخليج الثانية.
وتشير المصادر الامريكية إلى أنه تم القيام بحوالي ألفي طلعة جوية وإطلاق ألف صاروخ كروز من الجو والبحر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في الهجمات ضد العراق بالإضافة إلى قصف مقر قيادة الحرس الجمهوري بنحو 1500 قنبلة وصاروخ بواسطة طائرات بي 52 وبي1 وتورنادو التي انطلقت من حوالي 30 قاعدة جوية في 12 دولة ومن خمس حاملات طائرات للقيام بمهام القصف.
ويبدو أن العمليات العسكرية العنيفة بالعراق تسببت كما تدعي مصادر المخابرات الامريكية والبريطانية في حدوث حالة من الفوضى والارتباك على مستوى القيادة العراقية خاصة بعد الأنباء التي أذاعتها محطة تليفزيون «ا يه بي سي نيوز» الأمريكية من أن ثلاثة من أقرب مساعدي الرئيس العراقي صدام حسين هم عزة إبراهيم وعلي حسن المجيد وطه ياسين رمضان لقوا مصرعهم في الضربة الجوية التي شنتها القوات الأمريكية فجر الخميس وكانت تستهدف الرئيس العراقي والقيادة العراقية بوجه عام.
ورغم أن متحدثاً باسم وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي إيه» نفى تلك الأنباء إلا أن مصادرها في المخابرات الأمريكية تؤكد صحة هذه المعلومات في ضوء تحليل الاتصالات التي التقطت في العراق وما توفر من معلومات حول تحركات المسئولين العراقيين ومتابعة الأماكن التي توجه إليها المسئولون العراقيون عقب الهجوم ومن لم يظهر في أي من الأماكن التي يتوقع أو يفترض أن يوجد بها.
وتتزامن مع تصاعد الحرب العسكرية حرب من نوع آخر بين الجانبين هي الحرب النفسية.
وعادت حركة المرور في بغداد صباح أمس السبت غداة ليلة شهدت غارات شديدة وقصفا عنيفا، غير ان الإدارات وأغلب المحال التجارية ظلت مقفلة.
وسارت حافلات النقل العمومي الصفراء ذات الطابقين كالمعتاد في شوارع المدينة في حين كان المارة يسيرون على الأرصفة تحت الشمس المتوهجة.
وخلا شارع الرشيد أقدم الشوارع التجارية في بغداد وكانت أبواب محلاته التجارية مغلقة.
ويوجد هذا الشارع قبالة ضفة نهر دجلة التي استهدفت بقصف عنيف الليلة قبل الماضية، وبدا واضحاً ركام قصر السلام «قصر الضيافة» داخل المجمع الرئاسي في بغداد والدخان يتصاعد منه.
وفتحت المخابز أبوابها وكذلك المطاعم ودفع باعة «الكباب» عرباتهم في شارع السعدون القلب التجاري للعاصمة العراقية، كما فتحت الصيدليات أبوابها.
وتوزع أفراد ميليشيات حزب البعث الحاكم عند المفارق إلى جانب عناصر الشرطة.
وعلى مقربة من القصر الرئاسي الذي أصيب مساء الجمعة لليلة الثانية على التوالي نشط عمال البلدية في جمع حطام تناثر على قارعة الطريق. ولا تزال أعمدة دخان تتصاعد من مبنى قصر الضيافة الضخم الذي استهدف بعدد كبير من الصواريخ.
|