* بغداد - سكوت بيترسون (*)
قهوة الشاهبندر هي المكان الذي يتجمع فيه العراقيون من ذوي النزعة الثقافية. يتناولون فيها الحلوى والشاي الساخن في أكواب زجاجية رفيعة. يتجمعون ليتناقشوا في الشعر والسياسة. كما يحذرون بصرامة أولئك الذين يريدون غزو العراق. ولا يوجد عجز في الكلمات. ففي إحدى الأمسيات كان يجلس رجل القرفصاء منهمكا في قراءة كتاب.
وكان إصبع قدمه يتحرك بحرية من خلال فتحة في جوربه. ولم يكن هناك أيضا نقص في التاريخ. فعلى حائط قريب كانت هناك صورة فوتوغرافية قديمة قد بليت تحوي عددا من الجنرالات البريطانيين ينظرون في عبوس. في أدق تعبيرعن فترة الاحتلال البريطاني الكئيبة في القرن الماضي.
الغارات الجوية على بغداد
العراقيون والاجانب
يقول أمير توما أستاذ اللغة الإنجليزية الذي يعمل في مجال الترجمة: إن العراقيين. كل أولئك الذين تراهم أمامك. يمتلكون العديد من الصفات الحميدة، فهم ودودون وأمناء ومؤدبون في تعاملهم مع الأجانب. وإذا ما ذهبت إلى منزل أي عراقي وطرقت على بابه سوف يرحب بك. ولكن تلك الصفات النبيلة سوف تتحول في لمح البصر إذا ما أتيت من الشباك مثل اللص. سوف يعاملونك بقسوة شديدة وبلا رحمة. وسوف يضربونك حتى الموت .
والمشهد في المقهى يقص بوضوح حالة العراقيين اليوم، فهم متعلمون. . قوميون. ومؤخرا .. فقراء. كما أنهم تملؤهم المرارة من ذكريات فترة العيش تحت نيران الاحتلال البريطاني. ويؤيد الكثير من العراقيين السيد توما في وصفه لهم.
شعب صعب المراس
يقول سعد ناجي جاد. أستاذ العلوم السياسية بجامعة
بغداد: إن العراقيين من أصعب الشعوب العربية إذا ما أردت أن تتحكم فيهم أو تخضعهم. هذه هي طبيعتهم. كما أن تاريخهم عبارة عن ثورات وثوار. ولا يستطيع أجنبي أن يتحكم فيهم .
وعبر ألف عام استطاع العراق أن يدحر ويقاوم سيطرة الغازين الأجانب. بدءامن الآشوريين وانتهاء بالحكم الملكي الذي نصبته بريطانيا. والذي أطيح به في عام 1958. وبالإضافة إلى تغيير النظام والاحتلال العسكري للعراق حتى لو كان بصور ةمؤقتة. فإن خطط الولايات المتحدة تشمل مزيدا من الطموحات. فهي تهدف إلى استغلال العراق في هدف على المدى البعيد. وهو أن ترى باكورة الحكم الديموقراطي في العالم العربي.
وفي محاولة منه لقمع الانتقادات المتزايدة خارج الولايات المتحدة بأنها لديها دوافع توسعية إمبريالية في العراق. قال الرئيس بوش: إن نظاما جديدا في العراق يمكن أن يكون نموذجا للديموقراطية يحتذى به بالنسبة للدول الأخرى في المنطقة . وقد قارن الرئيس بوش أهداف الولايات المتحدة بتلك التي كانت في فترة ما بعدالحرب العالمية الثانية في كل من ألمانيا واليابان. فقال: بعد دحر الأعداء. لم نترك وراءنا قوات للاحتلال. ولكننا تركنا دساتير وبرلمانات. وسوف نظل في العراق طالما أن ذلك ضروريا. ولن نبقى ليوم واحد أكثر من ذلك . وربما ما عزز ثقة الإدارة الأمريكية في حربها على العراق هو تلك السهولة النسبية التي استطاعت بها الإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان. فمنذ أقل من ثمانية عشر شهرا صدرت تحذيرات تنذر بعواقب وخيمة إذا ما ذهبت الولايات المتحدة إلى أفغانستان. وأنها سوف تلقى نفس مصير الاتحاد السوفيتي. وأنها سوف تتورط في مستنقع عسكري في دولة لها تاريخ طويل من المقاومة الشرسة لأي حكم أجنبي.
وبالرغم من أن الحكم على تلك الحرب لا يزال مبكرا. فأسامة بن لادن لا يزال هاربا. ولكن تلك الحرب ينظر إليها على أنها حالة مثلى للحروب قليلة الخسائر عظيمة النتائج على المدى الإقليمي.احياء العراق وتقول الإدارة الأمريكية أن العراق ليست أفغانستان. وأنها تهدف إلى إعادة إحياء عراق السبعينيات والثمانينيات. والتي كانت فيها العراق ثاني دول العالم من حيث إنتاج البترول. كما كانت لديها بنية تحتية عصرية. وكانت تتمتع بأعلى مستوى للمعيشة بين دول الشرق الأوسط. وكانت الطبقة المتوسطة لديها مزدهرة ومنتعشة. وكان لديها واحدة من أفضل الخدمات الاجتماعية المتطورة وأفضل الأنظمة الصحية في المنطقة. كما ازدادت حملات محو الأمية والتي انتشرت بصورة واسعة. كما ازدهر التعليم وزادت دوافع العراقيين للتعلم ومعرفتهم بالعالم الخارجي. ولكن أدت حرب العراق مع إيران في الثمانينيات وحرب الخليج عام 1991 إلى سحق العراق العصري. كما مزقت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة أوصال العراق وأدت إلى مزيد من التدمير للبنية الاجتماعية. وعم الفقر بصورة كبيرة. والذي لم ير في العراق على مر أجيال عديدة.ويلقي الكثير من العراقيين باللائمة على الولايات المتحدة وأنها السبب في ذلك التدهور. كما يشير الخبراء إلى أن سجل الولايات المتحدة لإرساء الديموقراطية في أي مكان في العالم خاصة في العالم العربي سجل فاشل وخاسر.
ويقول السيد جواد: سوف تعم الفوضى .
قانون حمورابي
ومكانة العراق في هذه البقعة من العالم ترجع إلى آلاف السنين. وقد عرفت المناطق الواقعة بين نهري دجلة والفرات بأنها مهد الحضارة. وقد كان ملك بابل في الألفية الثالثة قبل الميلاد هو الذي أعطى العالم قانون حمورابي الذي يعد أصل النظام القضائي الغربي. والذي فيه أن العقوبة لابد أن تتناسب وحجم الجريمة. وقبل ذلك بألفي عام ابتكرت الحضارة السومرية طريقة الكتابة. عن طريق الكتابة المسمارية على ألواح الطين. ولكن يشير المؤرخون العراقيون أيضا إلى أن أراضي حدائق بابل المعلقة والتعاليم القديمة تمتلئ أيضا بتاريخ دموي وتصادم بين الإمبراطوريات والعنف والغزوات الفاشلة على العراق.
ملوك وغزوات
والملك نبوخذ نصر بنى بابل ودمر هيكل سليمان في القدس في عام 586 قبل الميلاد. وجيوش الإسكندر الأكبر المقدوني اكتسحت السهول العراقية في طريقها إلى شبه القارة الهندية في القرن الرابع قبل الميلاد. كما انتشر الإسلام بعد ذلك من مكة عبر العراق وباتجاه أوروبا. ولم يوقفه سوى المحاربون الصليبيون في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين. كما استطاع صلاح الدين أحد رموزالعالم العربي والذي ولد في نفس منطقة صدام حسين في مدينة «تكريت» إجبارالصليبيين على الجلاء من القدس.وقد بدأ الحكم المغولي بغزوة دموية في القرن الثالث عشر الميلادي. ولكنه انهزم أمام الإمبراطورية العثمانية في القرن السادس عشر الميلادي. والذي حكم العراق عندما كان يتكون من مناطق ثلاث آنذاك. وهي مناطق كردستان. والمناطق الوسطى ذات المذهب السني. والمناطق الشيعية الجنوبية. ثم انهارت الخلافة العثمانية بدورها وفتحت الطريق أمام البريطانيين الذين احتلوا العراق بعد معارك طاحنة لتأكيد سيطرتهم على بترول العراق ومن أجل المساعدة في حماية الهند واستطاعت السيطرة على بلاد ما بين النهرين. وبعد الترحيب المبدئي بالقوات البريطانية في بغداد سرعان ما أدرك العراقيون أنهم استبدلوا غازي بغاز آخر. وكما كتبت ساندرا ماكاي المتخصصة في شئون الشرق الأوسط في كتابها الحساب: العراق وتركة صدام حسين قائلة: أنه في مرحلةما تشجع البريطانيون على إرسال مبعوثيهم أملا في أن يحظوا بدعم العراقيين بعدما تم طرد الأتراك في أثناء إحدى الثورات في مدينة بالجنوب. ولكن لم تظهرالقبائل العربية رغبتها في مد البريطانيين بالخيول والسلاح أو المقاتلين لأي قوات أجنبية. سوى بعض القبائل القليلة.وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أعطت عصبة الأمم لبريطانيا تفويضا بتقسيم أراضي الخلافة العثمانية. وأن تقوم بضم مناطق العراق الثلاث في دولة واحدة. ولكن ظلت المشكلة الأساسية هي شكل العراق الجديد. والذي كان يشتمل على 25% من الأكراد في الشمال. و60% من المسلمين الشيعة في الجنوب. وكان يحكم الطائفتين مسلمون سنة من الطبقة العليا في الجزء الأوسط من البلاد. وتم إخماد ثورة مناوئة للبريطانيين في عام 1920 بعدما حصدت أكثر من ألفي قتيل بريطاني والعديد من الأموال. كما حلت الكوارث بالبريطانيين حتى بعدما استطاعوا تنصيب مملكة صورية في عام 1932 وجاءوا برجل ونصبوه ملكا وهو الملك فيصل الأول المسلم السني المذهب. وقد قابله كل من الأكراد والشيعة بشك وريبة. كما يسجل التاريخ أن بريطانيا قد قامت بترحيل أخطر معارض للملك إلى جزر سيلان البريطانية (سري لانكا الآن). كما أظهرت نتيجة اقتراع أجرته الحكومة البريطانية فوز الملك الجديد بنسبة 96% من الأصوات.
سلسلة من الثورات
ولكن لم يؤد تنصيب الملك الجديد إلى السلم في البلاد. فمنذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى عام 1958 هزت العراق ثماني ثورات كردية وتسع ثورات شيعية والعديد من المذابح العرقية. كما أن تاريخ الصراع البريطاني لمد سيطرتها على العراق محفور على صخور مقابرالبوابة الشمالية للعراق حتى الآن. ومع هبوب الرياح الجافة على شواهد القبور المصنوعة من الحجارة البيضاء التي اصطفت وراء بعضها البعض تهب رياح الماضي محملة بالذكريات عن آلاف الجنود البريطانيين الذين قضوا نحبهم في العراق في سبيل الإمبراطورية البريطانية. من أولئك الذين هلكوا أثناء سيرهم في منطقة الكوت. وهؤلاء الذين قاتلوا أكثر من ثلاثين ساعة متواصلة ضد قوات تفوقهم عددا بكثير.
وهنا أيضا يرقد جثمان القائد البريطاني الذي أعلن تحريره لبغداد من الأتراك العثمانيين في عام 1917. والذي قضى نحبه بعد أيام من انتصاره متأثرا بمرض الكوليرا.
كراهية الانجليز
ولنعود إلى مقهى الشاهبندر حيث يحكي لنا السيد توما كيف أن والده عندما كان يبلغ من العمر سبعة عشر عاما فقط أعطى مسدسا يسمى «أدولف» وحاول أن يغتالبه القنصل البريطاني في مدينة البصرة بجنوب العراق. ويستطرد: لقد كره والدي البريطانيين بشدة. فلقد كانوا يعاملون العراقيين بقسوة شديدة. ولا يزال العراقيون يتذكرون حتى اليوم كيف تم إدخال ذويهم معسكرات الاعتقال البريطانية أو سيقوا إلى الإعدام. وعادة ما كان العراقيون يسخرون من البريطانيين ويصفوهم ب«الحيمر» أو ذوي الوجوه الحمراء.
ويقول حليم بركات الأستاذ المتقاعد للدراسات العربية في جامعة جورجتاون بواشنطن: إذا ما قاوم العراقيون الاحتلال في الفترة التي كان الاحتلال فيها سائدا في جميع أنحاء العالم وبدا كأنه شيء طبيعي. وإذا لم يستطيعوا العيش تحت سيطرته في تلك الفترة.
فماذا عن اليوم بعدما أصبح الاستقلال وتقرير المصير من القيم الهامة للحياة الإنسانية؟ لقد انتهت فترات الاحتلال في عقول العراقيين للأبد .
وتدعو الخطط الاستعمارية الأمريكية الآن إلى تنصيب حاكم عسكري أمريكي. وأن يحل كبار القادة العسكريين محل الوزراء ونواب الوزراء في الحكومة العراقية لمدة لا تقل عن ثمانية عشر شهرا.
وهو دور أكبر بكثير من ذلك الدور الاستشاري الذي كان يشغله الضباط البريطانيون في فترات الاحتلال السابقة. فهل سيتم الترحيبب الأمريكيين؟
يقول أحد العراقيين لا أمل على الإطلاق. لا تتوقع أن يأتي أجنبي خارج منزلك وبيده مسدس وتتوقع أن يتم الترحيب به. لماذا يظنون أنهم يستطيعون فعل ذلك؟ .
حليف أمريكي
ومثل تلك المشاعر بأن العراق قد يصبح حليفا للولايات المتحدة تثير السخرية في العراق. فبالرغم من أن العراق دولة علمانية منذ وقت طويل. بالإضافة إلى الغنى البترولي والتعليم المرتفع ونمط الحياة العصرية الذي شاع في الفترات الماضية مما قاد العديد من المحللين إلى الاعتقاد بأن العراق يمكن أن يصبح حليفا طبيعيا للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب. وتلك العوامل بالطبع لا تنطبق على الكثير من البلدان العربية. ولكن تجاوز العوائق والصعوبات المعادية للولايات المتحدة لن يكون سهلا. إذا ما وضعنا في اعتبارنا الدروس المستفادة من مثال الاحتلال البريطاني السابق. كما سيؤدي دور كبار القادة الأمريكيين إلى مزيد من الأهمية لذلك. ويحذر توبي دودج الخبير في الشئون العراقية بجامعة وارويك البريطانية: إذا ما أردت استثارة غضب العراقيين تجاه أي إدارة ضع كثيرا من الأمريكيين في الإدارة التي سوف تحكم العراق. فسوف تكون تلك أسهل طريقة لكي تشعل بها الغضب الشعبي المسلح من قبل القوميين العراقيين.
وأضاف معتبرا من الدروس الأمريكية عبر التاريخ: لا تعتمد على أصدقاء تظنهم ذوي نفوذ ومؤثرين وهم ليسوا كذلك. مثل أولئك العراقيين في المنفى منذ فترة بعيدة من المعارضين لنظام صدام حسين. فكثير منهم ظل خارج البلاد لعقود طويلة .
ويضيف دودج: وقد استطاع البريطانيون السيطرة على العراق بإمطارها بالقنابل حتى تم إخضاعها. وكان سبب فشلهم في إرساء نظام سياسي قادر على البقاء هو إنهم قد أدمنوا الضرب من الجو فقط . إذن فما هو مصدر التفاؤل في واشنطن الآن؟ فهناك فارق بين اليوم وبين ثورةعام 1920 وهو تلك الحالة من الانقسام بين السنة والشيعة.
ويقول وميض نظمي استاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد: لقد عمل القوميون في هذه الفترة بنشاط شديد من أجل التوحد. وحدث تقارب لم يصدقه أحد مشيراإلى أنه في تلك الأيام كان دائما ما يقيم السنة والشيعة احتفالاتهم الدينية مع بعضهم البعض. ويضيف: ولكن الآن هناك انشقاق حقيقي. ربما لا يوجد حقد بين الناس. ولكن هناك انشقاق حقيقي بين الشيعة والسلطة المركزية وبين الأكراد. كما أن هناك العديد من السنة يعارضون السلطة المركزية.
ويقول أحد الدبلوماسيين الغربيين الذي كانت له خبرة طويلة بالشأن العراقي أن قوة وقسوة المقاومة العراقية سوف تتوقف على عدد المدنيين العراقيين الذين سوف يقتلون. وبسبب أن الأهداف الاستراتيجية العسكرية مثل الوزارات والقصوروالمكاتب العسكرية ومكاتب الاستخبارات تقع جميعها داخل الأحياء السكنية في بغداد. فلذلك يخشى العراقيون أن الخسائر بين المدنيين سوف تكون حتمية ولا مفر منها.
ولكن يشكك بعض العراقيين في ذلك. ويقولون أنه إذا ما قامت القوات الأمريكية والبريطانية بغزو بلادهم فسوف يكون هناك في القريب العاجل مقابر أخرى بجوار مقابر البريطانيين في بغداد. ولكن هذه المرة ستكون للأمريكيين.
ويميل توما أستاذ اللغة الإنجليزية بظهره إلى الوراء ويفكر مليا. ثم يرتشف رشفة من كوب الشاي. ويقول: لقد قام البريطانيون ذات مرة بالقبض على أحدرجال القبائل من منطقة النجف بعد أن جرحوه بخمس أو ست رصاصات في كتفه وذراعه وركبته. وقد كان مصبوغا بالدماء. وسأله البريطانيون: لماذا تقاتل؟ فأجاب: أنا أقاتل ذوي الوجوه الحمراء الذين جاءوا ليحتلوا بلادي .
العراق عبر التاريخ:
- قبل الإسلام (من 3500 قبل الميلاد وحتى 632 بعد الميلاد): كانت سهول بلاد ما بين النهرين مهدا لحضارات العالم الأولى. فقد قام السومريون والبابليون والآشوريون بإنشاء دول وأنظمة للري والتجارة والكتابة. وتحت حكم الملك حمورابي توسع البابليون في حدودهم قبل أن يحتلهم الآشوريون. وقد خضعت مدنهم في أول الأمر للحكم الفارسي في عام 539 قبل الميلاد. وبعد ذلك بمائتي عام قاد الإسكندر الأكبر بلاده لفترة حكم استمرت لقرنين من الزمان قبل أن يقوم الفرس بإعادة احتلال بلاد ما بين النهرين في عام 64 قبل الميلاد.
- في أوائل عهد الإسلام (632 حتى 1533): بعثت الدولة الإسلامية جيوشها الى بلاد ما بين النهرين. ثم أنشئت مدينة بغداد بعد ذلك على ضفة نهر دجلة وأصبحت مركزا للعالم الإسلامي. ولكن بعد عدة قرون من الحروب الأهلية والغزوات والفيضانات دمرت بغداد على يد المغول الغزاة في عام 1258.
- الدولة العثمانية (1533 1914): استولت الإمبراطورية العثمانية على العراق واستطاعت توحيد الشرق الأوسط. وبعد تحقيق السلام في المنطقة ازدهر الاقتصاد العراقي وبخاصة الزراعة. كما بدأت التجارة مع البريطانيين والألمان والبرتغاليين. وعادة ما تعتبر تلك الفترة مثار فخر بين العراقيين. وفي أواخر القرن الثامن عشر ازدادت حاجة الغرب إلى البترول بعدما تحولت البحرية البريطانية من العمل بوقود الفحم إلى البترول.
- الحكم البريطاني (1914 1932): تحالفت الإمبراطورية العثمانية مع الألمان والنمسا والمجر ضد إنجلترا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى. والتي استطاعت فيها القوات البريطانية غزو العراق. وعندما سقطت الإمبراطورية العثمانية تم تقسيم أراضي العراق بأمر من عصبة الأمم. والتي وضعت العراق تحت الحكم البريطاني. وفي عام 1925 تم التصريح للشركات العالمية باستخراج النفط من العراق.
- الملكية/ الاستقلال (1932 1958): أصبحت العراق دولة مستقلة في عام 1932تحت حكم ملكي . وعندما أعلن إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948 انضمت العراق إلى الدول العربية في مهاجمتها. في الوقت الذي ازدادت فيه عائدات البترول بصورة حادة.
- فترة الاضطرابات السياسية (1958 1979): وفي خضم تنامي التيار القومي العربي تم الإطاحة بالحكومة العراقية بعد ذلك عن طريق حزب البعث العربي الاشتراكي. وفي عام 1972 تم تأميم صناعة البترول العراقية. ثم اندلع القتال بين العراق وبين الأقلية الكردية مجددا.
- صدام حسين (1979 1980): ترقى صدام حسين في مناصب حزب البعث حتى استولى على السلطة وأصبح الرئيس العراقي الجديد.
- الحرب العراقية الإيرانية (1980 1988): قامت العراق بغزو إيران معلنة بداية حرب مكلفة وغير حاسمة لمدة ثمانية أعوام. وقد مدت الولايات المتحدة العراق بالدعم الاستخباراتي وباعت لها مواد لتصنيع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وفي عام 1981 قامت إسرائيل بتدمير المفاعل النووي العراقي. كما أدين العراق في الأمم المتحدة باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد القوات الإيرانية. وإعدامها للمعارضين السياسيين. وقتل آلاف الأكراد بالغازات السامة في القرى الكردية.
- حرب الخليج (1990 1991): قامت القوات العراقية بغزو الكويت. وبعد ذلك بسبعة أشهر تم إجلاء القوات العراقية على يد جيوش التحالف بقيادة الولايات المتحدة. ثم أدت العقوبات والحرب إلى إحداث خسائر فادحة للمدنيين. وبتشجيع من الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين قامت مجموعات من الشيعة والأكراد بثورة ولكن فشلت الولايات المتحدة في دعمهم.
- العقوبات (1991 حتى الآن): تضاءل الدعم الدولي للعقوبات على العراق بعدما قدرت منظمة اليونيسيف أن هناك 4 آلاف طفل عراقي يموتون كل شهر. وتجاهل صدام حسين محاولات الأمم المتحدة للتفتيش على برامج الأسلحة العراقية مما أدى إلى انسحاب المفتشين. وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وصف الرئيس جورج بوش كل من العراق وإيران وكوريا الشمالية بأنهم «محور الشر».
(*) خدمة كريستيان ساينس مونيتور - خاص بـ «الجزيرة»
|