* لندن قاعدة السليلة الدوحة الوكالات:
صرح الرئيس الامريكي جورج بوش امس ان الحرب ضد العراق قد تطول أكثر مما كان متوقعاً وإقامة نظام ديموقراطي في هذا البلد سيتطلب التزاماً امريكياً على المدى الطويل.
وقال بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية «ان حملة عسكرية على أرض وعرة يمكن ان تكون أطول وأصعب مما توقعه البعض»، وتابع ان «مساعدة العراقيين على اقامة بلد موحد، مستقر وحر سيتطلب منا ايضاً التزاماً على المدى الطويل، لكن مهما طلب منا فاننا سنقوم بالواجبات التي قبلناها»، واضاف ان «قضيتنا التي هي قضية توفير أمن دول تساعدنا وإرساء السلام في العالم، هي قضية عادلة، ومهمتنا واضحة: نزع اسلحة الدمار الشامل في العراق ووضع حد للدعم الذي يقدمه صدام حسين الى الارهاب وتحرير الشعب العراقي».
وكرر الرئيس الامريكي القول ان القادة العراقيين وضعوا قواتاً وعتاداً في مناطق آهلة «ويستخدمون رجالاً ونساءً واطفالاً ابرياء دروعاً بشرية»، واضاف «أريد ان يعلم الامريكيون والعالم اجمع ان قوات تحالفنا تبذل كل جهودها لتجنيب المدنيين الابرياء»، واستطرد ان «امتنا دخلت في هذه الحرب بتحفظ ولكن بهدف واضح وحازم، شعب الولايات المتحدة واصدقاءنا وحلفاءنا لن يعيشوا تحت رحمة نظام خارج عن القانون يهدد السلام بأسلحة قاتلة على نطاق واسع».
واضاف «وبعد ان بدأ النزاع الآن ان السبيل الوحيد للحد من مدته هو ممارسة قوة حاسمة، ان ذلك لن يكون حملة بانصاف اجراءات انها معركة من اجل امن بلدنا والسلام العالمي ولن نقبل بأي نتيجة اخرى غير النصر».
وفي أول تصريحاته للصحافيين منذ بدء الحرب يوم الخميس قال الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الامريكية أمس السبت إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق تشن هجماتها وفق ما يناسبها وتحرص على تفادي المدنيين.
وحذر فرانكس انه قد تكون هناك ايام صعبة في العراق ولكنه اكد على ان النتيجة النهائية ليست محل شك.
وقال فرانكس امام مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية الدوحة ان الهدف هو الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين وتدمير أي اسلحة دمار شامل مخبأة.
واضاف ان القوات الامريكية والبريطانية والمتحالفة تهاجم العدو وفق ما يناسبنا مستخدمة في ذلك مزيجاً مرناً من القوات خاصة والبرية والجوية.
وقال رداً على سؤال بشأن التقدم الذي تحقق حتى الآن نعتقد اننا نسير وفق اطارنا الزمني.
واضاف انه لا يعرف ما اذا كان صدام حياً ام ميتاً ولكنه حذر مما قد يحدث في الايام المقبلة قائلاً ربما ستكون هناك ايام صعبة.
وقال الجنرال الامريكي فينس بروكس في تصريحه مع فرانكس ان تسعة ابار نفط من بين 500 في منطقة الرميلة جنوب العراق قد اشعلت فيها النيران، وأنكر العراق تخريب ابارها النفطية . وقال فرانكس ان اهداف الضربات الجوية التي ركزت على العاصمة بغداد تم اختيارها لتفادي اصابة مدنيين وان قواته التي بدأت في التحرك نحو جنوب العراق يوم الخميس اسرت بين الف والفي عراقي.
واضاف فرانكس انه يرغب في التعامل مع سكان مدينة البصرة ولا يريد ان يخلق مواجهة معهم ورفض التصريح بما اذا كانت قواته تسيطر على المدينة، لكن تقارير من الجبهة اشارت الى معارك دائرة في ضواحي المدينة.
وقال عن استقبال القوات المتقدمة «العراقيون يرحبون بالقوات لدى دخولها» دون ان يحدد المواقع.
وقال فرانكس ان قواته مازالت تبحث عن اسلحة دمار شامل مشيراً انها لم تعثر على شيء حتى الآن.
وقد كانت الصور التي نقلها التلفزيون للدبابات الامريكية وهي تتقدم عبر الصحراء العراقية تجعل غزو العراق يبدو سهلاً لكن المعارك الأكثر شراسة في هذه الحرب لم تأت بعد.
قال تيم ريبلي من مركز دراسات الدفاع في جامعة لانكستر البريطانية «لم نر بعد اشتباكاً كبيراً بين مجموعتين كبيرتين من القوات». ومضى يقول «وإلى ان ترى ذلك لا يمكن تقدير استعداد العراقيين للقتال». وتوقع قائد عسكري امريكي كبير في الخليج تحقيق انتصار سريع في الحرب وقال متحدث عسكري بريطاني انه «يأمل» ان تصل قوات الحلفاء بغداد في غضون ثلاثة أو أربعة أيام، لكن مقر القيادة المركزية في قطر فرض تعتيما إعلامياً على العمليات.
ويستهدف الحلفاء بالجمع بين التفاؤل العام وندرة المعلومات عن تفاصيل العمليات والصور الاخبارية التي تخضع لسيطرة شديدة ترويع العراقيين وإرباكهم.
لكن بينما يشاهد العالم طوابير االمدرعات الامريكية وهي تتوغل في العراق فمن المحتمل ان تقع عمليات تتسم بقدر أكبر من الفوضى بعيداً عن أعين الجمهور.
ولم يتوقع أحد أبداً ان تواجه القوات الامريكية والبريطانية مقاومة في صحراء العراق الغربية حيث قبعت قوات صدام حسين بلا حركة في حرب الخليج عام 1991.
وأوضح العراق قبل إطلاق النار انه سيتم سحب قوات الحرس الجمهوري القوية إلى البلدات والمدن لجر أعدائهم إلى اشتباك في المدن لا يمكن التوقع به بدرجة أكبر وأكثر خطورة.
|