* بغداد من نديم لادقي رويترز:
صعَّدت القوات الامريكية والبريطانية حربها في كل انحاء العراق الليلة قبل الماضية مع تقدم قوات برية في الجنوب والاستيلاء على مهبطين للطائرات في الغرب وشن غارات جوية في وسط بغداد ومدينتين في شمال العراق.
وشنت الطائرات والصواريخ هجوماً مدمراً على العاصمة العراقية الجمعة في الليلة الثانية للحرب مما اثار كرات هائلة من اللهب وانفجارات مدوّية وسحبا ضخمة فوق وسط المدينة.
وقال خلد عويس مراسل رويترز الذي كان يتابع في الوقت الذي سقطت فيه الصواريخ على مجمع القصور الرئيسية للرئيس العراقي صدام حسين على ضفاف نهر دجلة ومبان حكومية رئيسية ان (الارض تهتز بشكل حقيقي في بغداد). ولكن سلطان هاشم أحمد وزير الدفاع العراقي قال في مؤتمر صحفي في ذروة الغارة المبدئية على بغداد ان القوات العراقية محتفظة بأراضيها في جنوب البلاد بعد يوم من شن القوات الامريكية والبريطانية الحرب البرية هناك.
وكان الهجوم الصاروخي الذي شن على بغداد الليلة قبل الماضية اعنف كثيراً من الهجمات التي اطلقت الحرب يوم الخميس واضاء سماء الليل وتسبب في حرائق ظلت مشتعلة حتى ساعة متأخرة من تلك الليلة.
وقالت وزارة الدفاع الامريكية ان هذه بداية حرب ضخمة اطلقت عليها (الصدمة والرعب). وتتوقع الوزارة ان يؤدي التأثير النفسي للهجوم الى عزل الرئيس العراقي وأتباعه وبث الرعب في قلوبهم.
وزعم دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي ان القوات الامريكية سيطرت على ميناء ام قصر في جنوب العراق.
وصرح مسؤولون بريطانيون بأن قوات مشاة البحرية استولت على شبه جزيرة الفاو المجاورة في هجوم برمائي وجوي وأمنت منشآت النفط الرئيسية على رأس الخليج.
ولكن وزير الدفاع العراقي نفى ذلك واتهم الولايات المتحدة وبريطانيا بالكذب بشأن الخسائر البشرية التي منيت بها الدولتان.
وقال وزير الدفاع العراقي انه حتى هذه اللحظة ما زال اللواء الخامس والاربعون في ام قصر صامداً في مواقعه ولم يفلح (العدو) في زحزحته عن مكانه.
واعترفت الولايات المتحدة بمقاومة بعض الجنود العراقيين لتقدم قوة الغزو.
وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة (انها مقاومة متفرقة. وقعت معارك دبابات محدودة بوجه عام. ولكن كان هناك بعض القتال).
وصرح مسؤولون امريكيون بأنه في اول يوم من القتال قتل جنديان امريكيان من مشاة البحرية. وقتل ثمانية جنود بريطانيين وأربعة امريكيين في سقوط مروحية في الكويت.
وبدأت الولايات المتحدة الحرب فجر الخميس بشن هجمات صاروخية على بغداد بعد انتهاء مهلة من واشنطن التي تتهم صدام بإخفاء اسلحة الدمار الشامل.
ومساء الخميس وتحت جنح الظلام ووابل شديد من القصف المدفعي والجوي غزت القوات الامريكية والبريطانية العراق من الكويت.
وقال احد مراسلي رويترز الذين يرافقون القوات عبر جنوب العراق بحلول مساء الجمعة ان طوابير مدرعات تقدمت لمسافة 200 كيلومتر شمالاً عبر الصحراء في اتجاه بغداد في حركة كماشة واضحة.
وتوقع متحدث عسكري بريطاني دخول القوات الامريكية والبريطانية بغداد في غضون ما بين ثلاثة واربعة ايام.
ولكن توني بلير رئيس وزراء بريطانيا حذَّر من ان القتال لن ينتهي في ليلة.
ولم تسيطر القوات الغازية بعد على المناطق السكانية الرئيسية.
وسار طابور مدرع دون اي اعتراض عبر الصحراء الغربية الخالية ولكن طابورا آخر اتجه الى الناصرية على نهر الفرات واجه مقاومة.
وقال اندرو جراي مراسل رويترز المسافر مع عناصر من الفرقة الامريكية الثالثة للمشاة ان ضباطاً ابلغوه بوقوع قتال قرب المدينة. وشاهد راجمات صواريخ امريكية تطلق اكثر من 20 صاروخا اضاءت سماء الليل.
وتقع الناصرية التي يقطنها ربع مليون نسمة على نهر الفرات الذي لا بد ان تعبره القوات الغازية للوصول الى بغداد على بعد نحو 375 كيلومترا الى الشمال الغربي.
ويعبر الطريق الرئيسي من بغداد الى مدينة البصرة في الجنوب نهر الفرات الى الغرب مباشرة.
وقالت القوات البريطانية انها تأمل الاستيلاء على البصرة وفيها اغلبية السكان من الشيعة.
|