إذا كان العلم هو العنصر الفعال في نهضة كل أمة فهو العامل الاساسي فيها إذ به تستطيع تلك الأمة أن تشق طريقها بين الأمم الراقية وتحذو حذوها وتقتفي أثرها وتستفيد من تجربتها فالعلم هو المشعل الوضاء الذي ينير للأمة طريقها وقد قال الشاعر:
بالمال والعلم يبني الناسُ ملكَهُمُ لم يبنَ ملكٌ على جهلٍ واقلالِ
|
كذلك فإن المال عنصر فعال من العناصر المهمة في حياة الأمم فبالمال تستطيع الأمة تنفيذ المشروعات العظيمة التي تعود بالخير العميم، ومن العناصر المهمة في بناء الأمة والجيش، فمتى كان الجيش قويا أصبحت أمة تخشاها الدول مهما كانت عظمتها وتخاف بأسها أياً كانت قوتها فالجيش هو عماد الوطن وهو الحسن الحصين الذي يحمي الحمى وبالجيش نستطيع أن نحرر ما اغتصب من أراض مقدسة من قبل الصهاينة وأن نصد ضربات العدو، قال الله تعالى: {واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكمً} كذلك الاخلاق فإنها مرآة الأمة الصادقة إذ بها تسمو الأمم فلا خير في علم مجرد من الأخلاق ولا خير في أمة ولو كانت أقوى الدول إذا ما نقصها الخلق:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
|
إننا الآن في حاجة إلى أخلاق تشد عضدنا وخاصة في هذه الظروف الحزينة التي مرت بنا ونحن الذين سقينا العدو في السنين الماضية كؤوس المنون ولقناه الدروس المؤثرة التي لا تنس ولقد جرني هذا الحديث في هذا الموضوع إلى المأساة التي يعيشها عالمنا الاسلامي لتدنيس الصهاينة أراضينا المقدسة، ولذا فنحن في حاجة الى وحدة في الصف حتى تعود الأراضي المغتصبة الى أهليها، قال الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم } فاللهم ألف قلوب العرب والمسلمين واجمعهم على كلمة الحق وشتت شمل من أراد أن يمزق وحدة الصف المسلم وارفع راية دينك خفاقة عالية.
|