سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - حفظه الله
السلام عليكم رحمة الله وبركاته وبعد..
فتعقيباً على ما تحدثت عنه الكاتبة الفاضلة خيرية السقاف في العدد 11126 تحت عنوان (لم يعد من اللائق) الذي بدأت فيه الحديث بالقول (عن استيعاب ساعات الدراسة في المؤسسة التعليمية كل احتياجات المتغيرات العامة التي طرأت في حياة الإنسان) وحيث تصاعدت حدة المقال إلى أن تحدث عن (مهمة منح الإنسان فيها ما يحتاجه من الخبرات في هذا الزمن المحتشد) أقول تعليقاً على رأي مقال الكاتبة - سلمها الله - إن الذي طال فهمي من المقال أن هناك جزئيات تشكل المساحة التي تحدثت بها الكاتب بحيث إنه ليس من الموافق عليه أن تظل المؤسسات التعليمية على ما هي عليه دون إحداث التغيير ليستوعب حجم المتغيرات والإحداثيات التي لم تعد هي كما كانت وحيث تطرقت الكاتبة إلى المؤسسات التعليمية فلتسمح لي الكاتبة أن أحرف في المقال ليصل إلى حد مؤسسات الدراسات العليا والبحث العلمي ونظامها الذي في رأيي ولو حمل صفة العمومية في نظامه فهو لم يستوعب الكل من الجزء من إحداثية جرها (الواقع غير السار) إلى ساحة التعليم ومقدرة استيعابه فحتى تلج في غمار الدراسات العليا في المؤسسات التعليمية يطلب الأمر أن تلج الجمال في سم الخياط وفق مساحات تزيد وتزيد بحسب حجم مدخلات العقلية التي ابتغت هذا المسار فالحكم المبدئى لمن أراد أن يتقدم للدراسات العليا أن يكون في قمة (الجيد جداً) وحيث إن مقررات ومقدرات التعليم في أوائل التسعينيات تختلف عنها في أوائل الألفية الثالثة فقد تعرضت لجملة من التغيرات إن بأسباب داخلية (مؤسية) أو خارجية بشكل متطلبات واحتياجات على أرض الواقع لعلمي لم تشفع في أن تسير السفن المنثورة في عرض بحر التحصيل العلمي والبحث في طريق سالكة إن صح التعبير فإن الواقع جدلاً قد تغير بما يشفع لمن لم يتسن له الظفر بدرجات كان من الممكن أن تغير النظرة العلمية إلى ما هو أفضل بسبب ما جلبه الرقم الأكاديمي (المتدني سابقا) والذي قضى على ما تبقى من الأمل في تحصيل أفضل في زمن لاحق، أقصد أن الحكم على العقلية في زمن سابق بأرقام (المعدل التراكمي) ليست بالتقنين الذي لا يقبل الجدل والتغيير فالكثير يحمل الرغبة في مواصلة الدراسة ولكن عائق المعدل وهو الشرط الأساس في القبول لم يرضخ لجذريات التغيير المفترضة وهذا الأمر الذي تلف به مؤسسات التعليم الخاصة بالدراسات العليا والبحث العلمي نفسها تستمد (ضرورة توفر هذا الشرط بغض النظر عن أي شيء آخر) من توهم ارتباطات ليس لها تأثير في الواقع الفعلي كالذي يربط بين الأحوال الجوية في مكان ما وبين تدني سعر الدولار في بورصة الداو جونز!! ولو فرض على سبيل المثال أن جميع من تقدم لمواصلة الدراسة في مجال ما لم يحصل أحد منهم على شرف الظفر بهذا الشرط فهل يقفل مسار التخصص العلمي هذا؟ أو أن المؤسسة سوف تضطر إلى التنازل عن هذا الشرط ربما ولكن أليس من الأجدر أن تفسر المؤسسة ماهية العلاقة بين معدل تراكمي في وقت سابق يزيد على الأربع والخمس سنوات وما بين حجم العقلية والذهنية التي سوف يوكل إليها التوغل في البحث العلمي والدراسات العليا الآن أما فيما يتعلق بالمقابلة الشخصية فهل هي ضرورية طالما أن المعدل كفل للمتقدم للقبول!! ومنحى لآخر وهو هل تستطيع المؤسسات التعليمية البحثية ذات العلاقة أن ترفض متقدماً بنسبة عالية جداً بسبب المقابلة وهل سوف يرتبط حجم العمل البحث بمعدلات إناس سابقين يقاس عليهم حجم العمل في وقتنا الحاضر، ولماذا لا تأخذ المؤسسات التعليمية في الاعبتار الظروف التي قد تكون مرت بالطالب في وقت سابق وأدت إلى تدني المعدل التراكمي وأنها كانت نتيجة لقصور في أداء المناهج أو فشل في إيصالها إلى المتلقى أو أن الحشو المفرط أدى إلى ضياع جملة من الأرقام كانت كفيلة بأن تشفع وترفع من قدر المتقدم طالما أن (قياس العقليات) أصبح بالأرقام وأن مجمل هذه الظروف كانت ناكسة وهي السبب في التدني مع جل الاعتذار للكاتبة الفاضلة على تحوير الاقتباس بما وافق ما أردت الكتابة عنه وفيه وجزى الله الكاتبة عنا كل الخير.
محمد بن سعود الزويد الرياض
|