ما أجمل التراث إنه المرآة الصادقة التي تعكس بصدق ووضوح وموضوعية حياة مجتمعنا وعاداته وتقاليده وموروثاته التي تدل على شخصية هذا المجتمع رجالا ونساء. ان قلمي يكتب بإيمانه قبل علمه وبيقينه قبل ريشة قلمه متحدثا يقينا عن التراث فهو جزء لا يتجزأ منّا يعكس بيئتنا التي نعيش فيها ولنا أن نفخر بهذا التراث الذي خلفه الأجداد.ولكن للأسف وفي هذا الوقت خصوصاً نجد ان الأحوال تغيَّرت والأمور تبدلت، فالكثير من فتياتنا خصوصاً نسين التراث، وانسقن وراء المظاهر الخداعة مما حدا بالكثير من نسائنا الكبيرات في السن ان يتألمن لحال التراث، فقد بكينه وحقَّ لعين ان تبكي من أجله ولدمع ان يهطل بعد غيابه وحق لقلب ان يتمزق فداء له.
فرق بين الثرى والثريا، نساء يبكينه لأنه جزء من حياتهن وفتيات نسينه حتى غدا بالنسبة لهن ماضياً مدفوناً، فهن يعتبرن من تتمسك بتراثها رجعية متخلفة تراثية.
لقد ذبح تراثنا على أرضنا وأريق دمه من قبل بعض بناته ونسائه فتشجع أولئك الغربيون وانبروا ينسجون لتلك الفتاة الموديلات الفاضحة تحت شعار «التمدن والتحضر»، بل أخذوا يصفقون لها وينعتونها بالجمال في حين ان ذلك خدعة منسوجة لتترك مجدها الزاهر وترتمي في أحضانهم.
آه ثم آه لو أن التاريخ يتحدث لكتب بمداد أسود قاتم عن حال فتياتنا اليوم وما فعلن ذلك إلا بواقع الحضارة والمدنية كما يعتقدن.
فأفٍ لتلك الحضارة التي رانت على قلوب الكثير منهن فذهبت بجمال تراثنا وأصالته.إن تراثنا جزء من حياتنا فلا بد ان نحميه ويكون معنا قلباً وقالباً.
عفواً.. إن أثقلت كلماتي نفوس بعض نسائنا أو ضايقتهن ولكن الحق أحق أن يقال دون مجاملة لأن ما جعلني أراه على أرض الواقع يحتم على يراعي ان يترجمه عبر تلك الورقة لأن الأمانة قد طوّقت عنقه فأبى إلا أن يبوح بالحقيقة ويؤدي الأمانة الملقاة على عاتقه.
عذراً.. أختي حواء لم أكتب تلك المقالة إلا من أجلي وأجلك وأجل بنات مجتمعنا أجمع لأنني أتمنى ان تحين تلك الساعة التي نعود فيها جميعاً إلى أنفسنا ونحمي تراثنا الأصيل لنقهر تلك الحضارة الزائفة فتستسلم أمواج تلك الحضارة لشواطئ تراثنا ونقذف معاً كل ما هو مخل بعاداتنا وتراثنا وتقاليدنا ونبتعد عن تلك الشعارات الجوفاء حتى نقتلع النماذج الرديئة من مجتمعنا.
|