* مكة المكرمة - عمار الجبيري:
تشهد الهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة برابطة العالم الاسلامي حاليا نشاطا ملحوظا في شتى مجالات اعمالها البحثية والادارية وذلك استعدادا لعقد المؤتمر العالمي السابع للاعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة بمدينة دبي بالامارات العربية المتحدة خلال شهر شعبان القادم والذي سيقدم فيه العديد من البحوث العلمية في شتى التخصصات ومناقشتها من قبل علماء متخصصين حيث تظهر هذه الابحاث توافق دلالات نصوص القرآن الكريم والسنة مع آخر ما استقر من حقائق في شتى المجالات الكونية.
ويتم عقد هذا المؤتمر بالتعاون مع جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ويشارك فيه نخبة من العلماء في مختلف التخصصات من طب وفيزياء وعلوم الحياة والفلك والارصاد وعلم البحار والنبات والجيولوجيا وغير ذلك ويأتي ترجمة عملية للبند العاشر من الوسائل المعتمدة في نظام الهيئة الاساسي الذي ينص على عقد المؤتمرات والندوات وحلقات البحث المتعلقة بالاعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة ونشر ابحاثها وذلك لتحقق هذه المؤتمرات ما يرجى منها من آثار طيبة منها تحقيق ما ارشدنا اليه رسولنا صلى الله عليه وسلم من تعليم القرآن الكريم للآخرين واظهار الحقائق التي تشتمل عليها النصوص القرآنية كما ان بيان القرآن الكريم للناس مطلب دعوي مهم وهو من اعظم القربات مثوبة عند الله وان عقد مثل هذه المؤتمرات يحقق فوائد جمة في مجال التصدي لحملات التشكيك في الدين الاسلامي وذلك لان مؤشرات الاعجاز العلمي تترجم الحقائق التالية: دعوة الدين الاسلامي للعلم وحضه عليه وتكرار النصوص القرآنية الداعية الى اكتشاف اسرار هذا الكون في عموم آفاقه واشادة النصوص القرآنية بالعلماء ورفعة شأنهم وسبق القرآن الكريم للكشف عن تلك الحقائق وانه لا تعارض مع الدين والعلم.
كما ان اجتماع العلماء في مثل هذه المؤتمرات يثمر تكاملا في مسيرة البحوث وتكميلا للمواضيع المعروضة على بساط النظر والمناقشة وتحريض همم الباحثين لمزيد من العطاء في هذا السياق فلا جرم ان تكون هذه المؤتمرات موئل اثارة للعزائم وتقوية للهمم ومناط انتاج بحثي وفير ومنطلقا لنشر ذلك العطاء النافع وما يحصل في تلك المؤتمرات من مناقشات ومطارحات فكرية له اثاره المباركة في تلقيح الافكار والعناية في تطوير مسيرة النشاط في مجال الاعجاز العلمي مع ما تثمره من تعارف وتآلف وتعاون وتناصح لذلك فلا عجب ما تركته المؤتمرات السابقة من آثار طيبة في نفوس من حضرها او قرأ عنها وسمع قبساً من اخبارها.
وان الاعجاز العلمي الذي يعني وجود دلالات في نصوص القرآن والسنة علي حقائق كونية كان يستحيل على البشر ان يدركوها وقت تنزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم اكتشفت فيما بعد وبعد انصرام قرون عدة، ليدل دلالة واضحة على ان هذا الرسول لا يأتي بهذه الآيات من عنده بل هي من لدن خالق الكون و هكذا نجد القرآن مفتاحا لتنوير القلوب اذا تدبر اصحابها آياته الكريمة وانتفعوا بما احتوته من العظة المفضية الى اليقين.
ولئن كان العقلاء قديما يدركون ان القرآن الكريم بفصاحته وبيانه واحكامه ليدل على انه من عند الله فإنه في زمننا هذا وبعد ان وقف اساطيل العلم الكوني على ما اشتملت عليه آياته من ادلة على تلك الاشارات الواضحة لما في سطور الكون من حقائق اكتشفت حديثا ليتأكد للقاصي والداني انه من المستحيل امكانية ان يكون احد من البشر هو مصدر هذ القرآن.
ان مؤتمر الاعجاز العلمي العالمي السابع جدير بأن يحضره المثقفون من ارجاء العالم لينهلوا من نعيم المعارف والعلم واليقين كما انه جدير بأن تحظى مثل هذه المؤتمرات بدعم الجهات الرسمية والشعبية لإنجاحها.
|