إذا أردت أن تقيس حجم نجاح أي مسؤول.. فلا يحتاج منك ذلك الى طلب سجل كامل بمنجزاته داخل ادارته.. أو سجل آخر بإخفاقاته وسلبياته وأخطائه.
* فقط.. عليك أن تزور ادارته فور تسلمه العمل.. ثم عليك أن تزورها بعد سنتين أو ثلاث.. وستشاهد النجاحات أو الاخفاقات حية واضحة أمامك..
* بعض الجهات أو الادارات.. تزورها فور تولي المسؤول.. فتجدها حية نابضة بالنجاح.. وعندما تزورها بعد سنتين أو ثلاث أو أربع.. تجدها «مْغَمْضَةْ» وقد أعلنت تراجعاً ملحوظاً للخلف.. ولو سألت هذا المسؤول أو بعض معاونيه عن سر الفشل والاخفاق.. لما تردد في رمي الفشل على الآخرين.. لأنه بالتأكيد.. لن يدين نفسه أو يدين المسؤول عنه.. الذي عيَّنه فيها.
* بعضهم.. يرمي الفشل على الامكانات المادية.. وبعضهم يرمي على الصلاحيات وبعضهم يرمي على ظروف أخرى.. وينسى ان الامكانات والصلاحيات وكل شيء تُعطى لكل مسؤول بالتساوي.. وهذا ينجح.. وهذا يخفق.. والسبب بكل تأكيد.. هو الفرق بين امكانات شخص وآخر.
* لا أخفيكم.. أنني أزور ما بين وقت وآخر.. مدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة للحرس الوطني شرق مدينة الرياض.. وأجد هذه المدينة العملاقة.. تتمدد وتتسع عاماً بعد آخر.. بعد تولي ذلك الشخص القدير المتفوق دائماً.. معالي الأستاذ الدكتور فهد العبدالجبار مسؤولية الاشراف عليها وعلى الشؤون الصحية بالحرس الوطني.
* لقد كانت هذه المدينة الى وقت ليس بعيداً.. عبارة عن مستشفى واحد به ثلاثة ممرات طويلة .. واليوم.. هذه عدة مستشفيات ومراكز طبية عالمية متطورة.
* تدخل هذه المدينة العملاقة وتضيع وسطها ووسط منجزات ضخمة كانت نتائجها.. تلك المستشفيات أو المراكز الطبية الشامخة.
* بالأمس.. كانت مجرد مستشفى واحد.. واليوم.. هناك أكثر من ثمانية مستشفيات ومراكز طبية وبحثية يجمعها هذا السقف العظيم.
* هناك مراكز طب وجراحة القلب وزراعة الكبد.. وهناك المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات.. وهناك مركز طب وجراحة الأسنان.. وهناك مركز الاقامة الطويلة.. وهناك مركز الاسعاف والطوارئ.. وهناك مركز العيادات الخارجية.. وهناك العيادات التخصصية الشاملة.
* وهناك مبرة فهدة بنت العاصي بن شريم للعناية المركزة والحروق.. وهناك ادارة الطب الميداني.. وهناك وهناك.. وتحت كل اسم من تلك الأسماء.. قائمة طويلة من المنجزات والنجاحات والعمل الطبي المتخصص الطويل.. والعرق والجهد والاخلاص.
* ولم يقتصر التطوير على ايجاد هذه المراكز الطبية المتقدمة فقط.. بل واكب ذلك نجاح آخر في مجال تطوير الكوادر العاملة وتطويرالكوادر المتخصصة وتأهيلها.. وكذا اتاحة الفرصة للكوادر الوطنية لإثبات كفاءتها والعهد لها بإدارة وتشغيل المرافق الصحية الكبرى في هذه المدينة.
* وهناك العديد من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات العلمية.. التي ينظمها هذا القطاع الكبير ويستقطب فيها أمهر الأطباء والخبراء العالميين والمحليين.
* وهناك العديد من البرامج المتعددة التي نجحت في ايجادها الشؤون الصحية بالحرس الوطني.. خذ على سبيل المثال.. برنامج الرعاية الصحية المنزلية وتشكيل وحدات مركزية وإقليمية للخدمات الوقائية.. وبرنامج جراحة اليوم الواحد.. وبرنامج الاستفادة من الخبرات الطبية.. وبرنامج تطوير القوى العاملة وعشرات البرامج الأخرى المماثلة.
* غير أن ما يلفت النظر أيضاً.. هو تلك الخطوة الرائدة لإنشاء كلية للتمريض والعلوم الطبية المساعدة.. وهي خطوة متقدمة وغير مسبوقة في أي مستشفى محلي آخر.. لإمداد المستشفيات المحلية بكوادر وطنية متخصصة في مجالات شتى..
* كما نجحت هذه الكلية في مد جسور التعاون مع جهات أكاديمية ومؤسسات دولية مشهورة.. من أجل نجاح أكبر.. ومن أجل تلاقح الخبرات.
* إن الحديث عن انجازات تمت هناك يطول ويصعب حصره في هذه الزاوية الصغيرة.. غير ان بعضها سجل على عجل في مطبوعات صدرت عن الشؤون الصحية بالحرس الوطني.. وهو انجاز يجعل المتلقي يحيي المسؤولين هناك وعلى رأسهم معالي الدكتور فهد العبدالجبار.. ذلك الرجل الذي له ألف موعد مع النجاحات والتفوق.. والانجاز والمسؤولية.
|