* جينان -الصين- بن بلانشارد- رويترز:
ثماني سنوات متعاقبة من الجفاف.. يبست سنابل القمح على عيدانها في حقل وانج بو وكاد الماء ينضب في برك الاسماك وجفت الآبار.
ولهذا عندما طلب زعماء القرية من وانج ومزارعين اخرين المساهمة في صندوق للاغاثة من الجفاف احتج القرويون الثلاثمائة وقرروا ارسال التماس الى ممثل حكومة اقليم شاندونج في جينان.
والآن يخشى وانج «27 سنة» العودة الى مسقط رأسه حتى لا تقبض عليه الشرطة لاشتراكه في الاحتجاج، قال «سمعت شرطة الامن بما سنفعله اعتقلت زعماء الاحتجاج ومنعتنا من العودة. في الصين المعاناة دائما من نصيب الفلاحين».
ودفع الجفاف الزراعة في اغلب اقليم شاندون الى حافة كارثة اجبرت مزارعين على الهجرة الى المدن بحثا عن عمل. وتدرك الحكومة المركزية ان تذمر الفلاحين في ريف شاندونج ربما يضر بالاستقرار ولذلك قررت اعطاء اولوية قصوى للحد من شح الماء في الاقليم.
وقبل قرن اشعل الجفاف في شاندونج شرارة ثورة مات فيها مئات الالاف من الناس في الشمال بين عامي 1899 و1900. وبعد 11 عاما من هذه الثورة سقطت اسرة كينج الحاكمة. وتعتزم الصين انفاق نحو 59 مليار دولار تنفيذا لمشروع عملاق لتحويل مياه السيول في الجنوب الى الشمال الجاف.
وينتظر ان يواجه الزعماء في مؤتمر الشعب الوطني السنوي في بكين سيلا من شكاوى الارياف. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حذر رئيس الوزراء جو رونجي من ان الاضطرابات بين المزارعين والبطالة بين العمال يمكن ان تضر بتقدم الصين الاقتصادي.
وعلى خلاف اقاليم في غرب الصين فان سكان شاندونج لم يتوقعوا هذا الجفاف خاصة ان جينان تشتهر بانها «مدينة الينابيع»، وتشير ارقام رسمية الى ان الجفاف اصاب 70 في المئة من شاندونج احد الاقاليم الرئيسية لانتاج الحبوب في الصين.
وقالت وكالة شينخوا للانباء ان الانتاج السنوي للحبوب في الاقليم انخفض بنسبة 5 ،11 في المئة حيث بلغ 92 ،23 مليون طن في 2002 رغم ان الانتاج الكلي للصين ارتفع بنسبة واحد في المئة.ويشمل مشروع الجنوب/الشمال بناء ثلاث قنوات تنقل 45 مليار متر مكعب من الماء سنوياً من انهار كبرى في الجنوب مثل اليانجتسي لارواء عطش الشمال. وتقول وسائل الاعلام الرسمية ان تحويل هذه المياه الى الشمال يلبي حاجة نحو 300مليون نسمة في تسعة اقاليم ويوفر كميات كافية لنحو 80 في المئة من شاندونج.
ولكن المشروع لن يستكمل قبل عام 2030 وربما يفسر هذا ان اغلب سكان شاندونج لا يعرفون الكثير عنه. قال وانج شونمينج وهو مزارع من قرية شيجيا على ساحل النهر الاصفر «سمعنا عن مشروع المياه. لكن لا نعرف كيف سيساعدنا». ورغم توجيهات بكين لا توجد دلائل على جهود جماعية للاقتصاد في استهلاك الماء في شاندونج.
في محاولة لترشيد استهلاك الماء تم تركيب عدادات في بعض البيوت وتفرض غرامات على الاسراف في الاستهلاك.
| 
