والآن، وبعد أن وقعت «الفأس بالرأس» فإن الأمريكيين والبريطانيين سيشعرون بأن الحرب التي يشنونها على العراق ليست نزهة كما حاول قادتهم تسويقها لشعوبهم والشعوب الغربية عامة، فحتى وإن ظهر التفوق العسكري والتقني الأنكلوسكسوني وزيادة القوات المجهزة لغزو العراق، فإن هناك عوامل أخرى تجاهلها الغزاة، فبالإضافة الى عوامل الجو غير المريحة لهم ولآلياتهم، حيث لاحظنا ان حصيلة اليوم الاول للهجوم «الاستطلاعي» كانت تحطم ثلاث مروحيات قتالية، ومقتل ستة عشر جندياً أمريكياً وبريطانياً وهي حصيلة كبيرة سواء بالنسبة لتحطم الطائرات المروحية أو عدد القتلى في يوم واحد لم يكن «يوماً قتالياً» بالمعنى العسكري، إذ كانت القوات تقوم بمهام استطلاع.
سقوط الطائرات تلك وإن لم يكن بنيران العراقيين الذين لا يملكون «المضادات المدفعية» عند الحدود، إلا أن الخبراء يرون أن العواصف الرملية والأغبرة، وحبيبات الرمل الصحراوية تؤثر سلباً على محركات الطائرات مما يؤدي الى اتلاف المحركات وهو ما يفسر سقوط ثلاث طائرات في يوم واحد انطلقت فيه المعركة، وهو يوم قتالي غير ساخن ويعتقد الخبراء أنه بتطور الاعمال القتالية والاستعمال المكثف للطائرات المروحية سيزداد عدد سقوطها وسيزداد كذلك ازدياد عدد الضحايا، لأن هذه الطائرات مخصصة لعمليات إنزال القوات الخاصة والمارينز خلف القوات العراقية، وهذه العمليات أساسية في الحرب التي يشنها الأمريكيون والبريطانيون على العراق.
عموماً.. وقياساً على نتائج اليوم الأول للمعارك الفعلية للحرب وبحساب الأرقام،فإن خسائر الأمريكيين والبريطانيين تبدو أكثر منها لدى العراقيين، حيث فقد الأمريكيون خمسة جنود أربعة في سقوط الطائرة المروحية وآخر قتل في المعارك إلى جانب تحطم طائرتين مروحيتين.
أما البريطانيون ففقدوا ثمانية قتلى وطائرة مروحية مقابل أربعة قتلى عراقيين و 37 جريحاً..!!
وعموماً فإن الاستراتيجية العراقية أصبحت واضحة وهي استدراج القوات الأمريكية والبريطانية إلى داخل العراق حتى مدينة بغداد التي ستشهد المعركة الحقيقية، حيث يسعى العراقيون إلى جر القوات الغازية إلى حرب مدن، في حين يحاول الأمريكيون والبريطانيون تكثيف النيران على بغداد والمدن الأخرى باستعمال صواريخ كروز والطائرات القاذفة الضخمة لتدمير قوات الحرس الجمهوري وإثارة الهلع بين صفوف القوات المدافعة ومن خلال هذه الاستراتيجية لكلا الطرفين سيتبين حجم الخسائر التي وصلت الدفعة الأولى منها في أكفان إلى أمريكا وبريطانيا.
|