المظاهرات العالمية تتواصل واحتجاجات أمريكية مناهضة للحرب على العراق واعتقال أكثر من ألف محتج

  * نيويورك العواصم الوكالات:
اعتقل اكثر من الف محتج في سان فرانسيسكو حيث تظاهر الآلاف في انحاء الولايات المتحدة احتجاجا على الحرب التي تشنها بلادهم على العراق. واحتجز المعتقلون لمدة يوم واحد لاول مرة منذ عشرات السنين في المدينة.
وقال طالب في جامعة بيركلي قيد نفسه بسلسلة مع 16 آخرين في شارع رئيسي في سان فرانسيسكو: يجب أن يعلم العالم أن هناك معارضة منظمة، لو حدث هذا في كل مدينة لأعلنت الاحكام العرفية أو أوقفت الحرب».
ووقعت احتجاجات في مدن أخرى في مختلف أنحاء الولايات المتحدة وفي عواصم أوروبية، وفي ساعة الذروة المرورية صباحا وفي واشنطن العاصمة أغلق أكثر من 100 متظاهر لفترة وجيزة جسر كي بريدج أحد الطرق الرئيسية من فرجينيا الى منطقة جورجتاون في واشنطن. والقي القبض على ثلاثة متظاهرين.
وفي وقت لاحق تجمع اكثر من مئة محتج وسط الامطار المنهمرة في الشوارع القريبة من متنزه لافاييت قرب البيت الابيض.
وقال بيتر ماثيو البالغ من العمر 17 عاما «نحن شباب امريكا ونقول اننا لا نريد هذه الحرب باسمنا».
وفي نيويورك التي تحملت وطأة هجمات 11 من سبتمبر ايلول عام 2001 والتي استشهد بها الرئيس بوش مرارا على انها مثال على الخطر الذي يتهدد امريكا أدانت جماعة «عائلات 11 من سبتمبر من أجل غد آمن» ما سمته حربا امريكية مخالفة للقانون والاخلاق.
وقالت الجماعة في بيان: «نحن لا نريد ان تعاني عائلات بريئة اخرى من الويلات التي تحملناها»، وعبّر المتظاهرون المعارضون للحرب الحواجز التي أقامتها الشرطة خلال ساعة الذروة الصباحية في ميدان تايمز سكوير بنيويورك مما ادى الى اغلاق شارع برودواي تماما. وقالت الشرطة انها ألقت القبض على 21 متظاهرا.
وفيما كانت الشرطة تقتاد متظاهرا بعيدا بالقوة هتف احد المارة قائلا: «قبل عام ونصف من الآن كنتم ابطالا... لا تتحولوا الى اعداء».
وفي سان فرانسيسكو بدأ المتظاهرون في ساعة مبكرة من الصباح واستمروا حتى الليل في تحركات استهدفت تعطيل المرور في المدينة. وقالت متحدثة باسم ادارة مأمور سان فرانسيسكو انه القى القبض على عدد يتراوح بين 1300 و1400 متظاهر.وقال اليكس فاجان القائم بأعمال رئيس الشرطة للصحفيين «اعمل هنا منذ 30 عاما ولم يعتقل ابدا مثل هذا العدد من المتظاهرين خلال يوم واحد».
واظهرت العديد من المدن في امريكا تأييدا للقوات الامريكية وان كان بطريقة اكثر هدوءا.
ووضعت بلدات مثل واشاشي بولاية تكساس اشرطة صفراء تأييدا للجنود الامريكيين، وخرجت مظاهرات مؤيدة للحرب في بلدة لنكولن بولاية نبراسكا.
ووصف ديبي بيتي المؤيد للرئيس الامريكي جورج بوش في سان فرانسيسكو المتظاهرين المناهضين للحرب بأنهم «خونة».فيما قال المتظاهرون المناهضون للحرب في انحاء الولايات المتحدة ان المظاهرات لا تتعارض مع الوطنية والولاء لامريكا. وارتدى مايك وارد «56 عاما» الذي شارك في حرب فيتنام والذي شارك في مسيرات الستينات مناهضة للحرب انواطه الحربية في مظاهرة سان فرانسيسكو كيلا يشكك احد في وطنيته.
وتجمع الطلاب في جامعات في انحاء البلاد بما في ذلك في جامعة هارفارد حيث قاطع مئات الطلاب فصول الدراسة ظهرا وتجمع 1500 طالب على الاقل في مظاهرة.
واحتل طلاب في جامعة بيركلي التي كانت معقلا للاحتجاج على الحرب الفيتنامية في الستينات واوائل السبعينات المبنى الرئيسي لادارة الجامعة لعدة ساعات قبل اعتقال 120 طالبا.واشتبكت الشرطة في بيتسبرج مع بعض المتظاهرين واعتقلت نحو الخمسين من بينهم صغار في الرابعة عشرة.
وقالت مارجريت جاكسون التي شاركت في المظاهرة «الناس تشعر بالقلق وحسب. انهم لا يريدون هذه الحرب وبوش لا يريد ان يستمع لهم». وحمل بعض المتظاهرين في سان فرانسيسكو اعلاما عراقية وفلسطينية وفرنسية.
وبدأت الاشتباكات عندما اقتحم المسؤولون السلاسل التي تربط المتظاهرين.
وفي ماديسون بولاية ويسكونسن تحقق الشرطة في اعمال تخريب تعرض لها مقر الحزب الجمهوري بالولاية ليل الاربعاء.
كما خيّمت الحرب ايضا على احتفالات جوائز الاوسكار الوشيكة. وكلف حاكم ولاية كاليفورنيا امس الخميس الحرس الوطني بحماية الحفل الذي يقام الاحد. وفي بكين ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة ان عشرات الاجانب تظاهروا صباح امس الجمعة بالقرب من السفارة الامريكية في بكين بهدوء ضد الحرب في العراق.
وفي سانتياغو افاد مراسل وكالة فرانس برس ان مئتي شخصا تظاهروا الخميس امام سفارة الولايات المتحدة في سانتياغو ضد التدخل العسكري الامريكي في العراق.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «لا لحرب بوش، نعم للسلام» و«عالم آخر ممكن» كما رددوا شعارات معادية للرئيس الامريكي جورج بوش.
وكان بين المتظاهرين الامينة العامة للحزب الشيوعي التشيلي غلاديس مارين التي وجهت نداء الى مقاطعة البضائع الامريكية.
وفي ملبورن نزل آلاف المتظاهرين الى الشوارع امس في ملبورن لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على مشاركة استراليا في الحرب على العراق.
وسار عمال بناء وتجار ورجال اعمال وطلبة مدارس وعرقلوا المرور في ثاني مدن استراليا. وتوجهوا الى الكاتدرائية بمواكبة قوية من الشرطة. وفي مونتريال نزل آلاف الاشخاص الى الشوارع في المدن الكندية الكبرى امس للاحتجاج على اندلاع الحرب في العراق.
ففي اوتاوا، تظاهر حوالى 400 شخص امام القنصلية الامريكية ثم توجهوا الى مقر البرلمان في وقت تبنى اعضاء مجلس العموم مذكرة تطالب الحكومة الكندية ب«عدم المشاركة في التدخل العسكري الامريكي في العراق» داعمين بذلك الموقف الذي كان اتخذه رئيس الوزراء جان كريتيان.
وفي تورونتو احتشد المتظاهرون امام القنصلية الامريكية بدعوة من منظمة غرينبيس كندا، لمطالبة الحكومة الكندية بالتنديد باعلان الولايات المتحدة حربا اعتبروها «غير شرعية».
وفي فانكوفر، غرب كندا، تظاهر حوالي الف شخص امس الخميس، فيما نظمت في مونتريال تجمعات عدة بدعوة من تجمع «الفشل للحرب» الذي كان حشد اكثر من 200 الف متظاهر السبت الماضي ضد الحرب ودعا الشعب الى تظاهرة كبرى اخرى السبت المقبل.
وفي الرباط تظاهر مئات الاشخاص يوم الخميس في وسط مدينة الرباط احتجاجا على الحرب في العراق ووصفوا الرئيس الامريكي جورج بوش ب «المجرم».