تعقيباً على ما جاء في المقالة الوارد عنوانها أعلاه في عمود «نبض الشارع» في العدد 11127 الصادر في يوم الاثنين الموافق 14/1/1424هـ بالصفحة رقم 10.
لفت نظري العنوان لما أعانيه والكثير من أولياء الأمور من تصرفات بعض أبنائنا الطلبة التي تجبرنا على القسوة عليهم لعدم امكانية التوصل إلى اقناعهم بالأساليب السلمية.
في الواقع أعجبني ما تم التوصل إليه في الدراسة من أساليب مناسبة للتعامل مع المشكلة، كما أتمنى من الدراسة الآتي:
1- أن تكون قد بينت المواضيع التي يجهلها الآباء عن الأبناء وتنوير الآباء بها.
2- أن تكون قد بنيت على دراسة ميدانية «استفتاء» تعالج المشاكل التي تواجه كلاً من الأبناء والآباء.
3- أن يتم تفعيلها بفتح الحوار سواء المرئي «عن طريق مناقشتها في برنامج على الهواء» أو التعقيبات الصحفية.
4- إشراك وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في مناقشة الموضوع.
كما أود عزيزتي الجزيرة أن أعبر عن موقف بعض الآباء من تبرير القسوة على أبنائهم عما نواجهه من أبنائنا الأحبة، وما سبب القسوة وإن أخطأنا الوسيلة ما هي إلا سعينا إلى أن نجنبهم مهالك المستقبل.
عزيزتي الجزيرة تطرقت الدراسة إلى لوم الآباء في عدم تلبية احتياجات أبنائهم الطلبة، وأفيدك عزيزتي الجزيرة بأن مطالب أبنائنا الطلبة تتجاوز احتياجات الطلبة وعند تلبية الطلب الأول يباغتك بالطلب الثاني والثالث وهكذا.
وللمعلومية عزيزتي الجزيرة بالاضافة إلى أن مطالب أبنائنا الطلبة تتمثل في مظاهر استعراضية بين زملائهم، فإنها «المطالب» تمتاز بالمداومة والإلحاح في الطلب ولا تتوقف في كثير من الأحيان إلا بالرد العنيف عليها والذي يصاحبه حدة في اللهجة أو قسوة في الألفاظ وقد يصل في بعض الأحيان إلى الضرب لعدم قناعة الأبناء الطلبة بالرفض المبرر بالمنطق لطلباتهم.
عزيزتي الجزيرة يجابهنا أبناؤنا الطلبة بمطالب منبعها المدرسة الأمر الذي يوحي إلينا كآباء إلى بأن المدرسة أضحت سوقاً يلتقي فيه الأصحاب «الطلبة» للبيع والشراء، حيث الاستعراض بموديلات الجوالات ونغماتها والسيارات والدراجات النارية وامتلاكها، ونمت بالتالي لدى أبنائنا الطلبة مبدأ «أبغى أعيش حياتي» حيث لم تسع المدرسة إلى ايجاد روح بناء المستقبل لدى الطلبة، ومساعدتهم في رسم أهداف الحياة الكريمة والمنافسة فيما بينهم لتلقي العلم، وتوجه أبنائنا الطلبة إلى التنافس فيما بينهم في المظاهر والاستعراض، وتغير مفهوم التخلف والفشيلة من تدني الحصيلة العلمية والفشل الدراسي إلى عدم امتلاك جوال أو لا يمتلك سيارة خاصة.
عزيزتي الجزيرة ألوم بعض المدارس التي ساهمت في نمو هذه الظاهرة بالاكتفاء بخصم علامات الطلبة المتخلفين عن أداء واجباتهم المدرسية وكتابة ذلك في سجلهم المدرسي، والذي لا يعتبر رادعاً لثنيهم عن إهمالهم مما أدى إلى تراجع حصيلتهم العلمية، وبروز ظاهرة الدعوة إلى أهمية الدروس الخصوصية لدعم التحصيل العلمي للطلبة المتخلفين.
مما سبق فمن الأجدى البحث عن أساليب تزيد حماس الطلبة إلى تلقيهم العلم سواء باللين أو الشدة والعودة في ذلك إلى منهج السلف الصالح في التربية والتعليم وأخذ العبر والدروس منهم بدلاً من التربية الحديثة التي أوردتنا الواقع المر.
غازي محمد حكيم بخش /ولي أمر طالب
|