اطلعت على ما كتبه الأستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ يوم السبت 12/1/1424هـ تحت عنوان (قراءة أخرى للحرب)، حيث رأى ضرورة الحرب والعدوان الأمريكي على العراق وأن ذلك أفضل الخيارات المتاحة.بادئ ذي بدء لعلنا نتفق على طغيان وتسلط النظام العراقي ولكن لا نتفق على أن الحرب الأمريكية ستخلص الشعب العراقي من هذا النظام والحكم (الدكتاتوري)، بل نتفق على ذلك حيث إن أمريكا لو أرادت التخلص من صدام لفعلت ذلك من حرب الخليج عام 1411هـ إبان غزوه للكويت، ولو أرادت تخليص شعبه منه وشعوب المنطقة وتحقيق السلام المزعوم لاستطاعت ذلك والقضاء على صدام بخاصته، ولكنها لا تريد فعل ذلك حتى لا تفقد الذريعة والمسوغ الذي تتمسك به في تسلطها وجثومها في المنطقة الخليجية.
فكل ما تفعله أمريكا الآن من حشد للقوات وغير ذلك ليس لسواد عيون العراقيين كما يقال، وهذا ليس بخاف على على كل ذي بصيرة فإن أمريكا تخطط لأمور بعيدة المدى فحتى لو أذعن النظام العراقي لكل شروطها وإملاءاتها فلن تقبل بغير الحرب وتدمير العراق وأهله بديلاً، ولو نجا صدام وسلم وخرج من ذلك كما تخرج الشعرة من العجين وهذا ما هو متوقع.
فهذه الحرب وهذا العدوان لتحقيق أهداف متوسطة وبعيدة المدى:(دينية: القضاء على الإسلام).
(اقتصادية: السيطرة على النفط العراقي)
(سياسية واستعمارية: تمكين اليهود من أمانيهم الخبيثة).
وغيرها من المصالح التي تسعى أمريكا لتحقيقها ووجدتها فرصة سانحة في هذا الوقت وفي ظل الظروف الراهنة.
فلماذا يا كاتبنا الكريم ترى ضرورة هذه الحرب؟!
ولعلك اطلعت على ما كتبه الأستاذ جاسر بن عبدالعزيز الجاسر في نفس العدد في الصفحة (17) ففيه الجواب الشافي، حيث أصاب عين الحقيقة - وفقه الله - فما يعرضه وركّز على الأهمية الاقتصادية لغزو أمريكا للعراق ونهب ثرواته وإنعاش اقتصادها مع حلفائها.
نسأل الله أن ينصر الدين وأهله وأن يذل الكفر وأهله إنه سميع مجيب.
فضل بن عبدالله الفضل/بريدة - جامعة الإمام
|