رغم التوقعات بأن الحرب آتية، فإن موجة من الوجوم غشيت العالم وهو يشهد عشرات الصواريخ تنهال على بغداد مع غموض حول عدد الضحايا المدنيين في الساعات الأولى التي أعقبت القصف.. فهناك قلق حقيقي على امتداد العالم من ارتفاع رقم الضحايا ليس في الموجة الاستهلالية لهذه الحرب ولكن على امتدادها..
وتتزايد المخاوف من امتداد الحرب إلى فترات أطول وهذا على الأقل ما يُفهم من كلام الرئيس الأمريكي وهو يعلن بداية الحرب حيث أشار إلى حملة واسعة قد لا تنتهي سريعاً.
ويستفاد من كلام الرئيس الأمريكي، ومن إشارته إلى موجة أولى، أن الحملة قد تتخذ شكل موجات، وهو أمر قد يوحي، ربما بفترات هدوء بين موجة وأخرى، يُقصد منها إتاحة الفرصة أمام الرئيس العراقي لكي يبادر ويستجيب لمطالب الولايات المتحدة بمغادرة بلاده.
وإذا استمرت الولايات المتحدة في متابعة هدف ملاحقة صدام حسين بهذا الأسلوب، أي إطلاق عشرات الصواريخ على موقع واحد، فالتوقعات تقول بمجازر كبيرة وسط المدنيين بمن فيهم من نساء وأطفال وشيوخ.. ولهذا فإن هذه الحرب بغيضة في كل مراحلها وما يجعلها كذلك أنه كان بالإمكان تفاديها.
وفي معرض ردود الفعل أمس على الهجوم الأمريكي أصرَّ البعض على إبداء الأسف على توقف مهمة المفتشين، بينما كانت تلك المهمة تحرز نجاحاً، ويعكس هذا الأسف المرارة من تفويت فرصة حقيقية تنطوي على أمل بتسوية سلمية للنزاع من خلال وسائل سلمية تتمثل في عمل المفتشين.. وكان ذلك النهج السلمي سيجنب المنطقة افرازات حرب لا تُبقي ولاتذر، وينقذ الشعب العراقي من مآسٍ ومعاناة جديدة لا قِبَل له بمواجهتها.. والآن تبدو الآفاق قاتمة، فقد انطلقت الرصاصة الأولى ومن الصعب تدارك السقوط المريع نحو الهاوية.
|