* جنيف - واس:
القى صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية المساعد للشئون السياسية رئيس الادارة العامة للمنظمات الدولية يوم الاربعاء كلمة المملكة العربية السعودية امام لجنة حقوق الانسان في دورتها التاسعة والخمسون المنعقدة في جنيف من 17 مارس 2003م الى 25 ابريل 2003م. وفيما يلي نص الكلمة...
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة الرئيس
المفوض السامي
السادة الحضور
بداية يسعدني ان اعبر لكم عن تهنئة وفد بلادي على تراسكم الدورة الحالية للجنة ونحن على يقين بان حكمتكم وخبرتكم وما عرف عن شخصكم سيسهم بلاشك في انجاح اعمال دورتنا هذه والوصول بها الى الهدف المرسوم لها ، ولا يفوتني ان اتقدم لسلفكم السفير كرزيستوف ياكوبوفسكي بشكرنا وتقديرناله على الدور الفعال الذي قام به خلال توليه رئاسة دورتنا السابقة رغم الصعوبات الكثيرة التي واجهته لاسيما مسألة ترشيد اعمال لجنتنا .
كما انتهز هذه المناسبة ايضا للترحيب بسعادة المفوض السامي لحقوق الانسان في اول مشاركة له في اعمال لجنتنا متمنيا له التوفيق ومؤكدا على مؤازرة وفد بلادي له للقيام بمهامه السامية في تعزيز وحماية حقوق الانسان.
السيدة الرئيس
الوفود الموقرون
1 - ما احوجنا في هذا الوقت بالذات ان نكثف جهودنا المشتركة لتعزيز دور ومهام الامم المتحدة ومنظماتها المتعددة في التعامل والتفاعل مع القضايا الدولية التي تهم مجتمعنا الدولي وانها لعلامة نضج ووعي وادرك في ان نعود لهذا الصرح الكبير والذي يسعى الى الوصول للاهداف النبيلة التي نص عليها الميثاق من اجل تحقيق الامن والسلم الدوليين ومنع وقوع النزاعات اضافة الى صون حقوق الانسان الاساسية رغم ما قد يشوب في بعض الاحيان آليات العمل من شوائب او يعترضها من عقبات او صعاب .. ان جهود الامم المتحدة ووكالتها المتخصصة عبر العقود الماضية كانت عاملا هاما من عوامل استتباب الامن والسلم الدوليين وقد واكب ذلك جهود دولية لمزيد من التعاون الدولى بين افراد المجتمعات لتحريرالتجارة واعادة الاقتصاديات الموجهة الى اليات السوق اضافة الى محاولات متعددة لفتح الافاق امام الافكار والمعلومات والتعاون لما فيه مصلحة اسرتنا الدولية واننا اذ نشيد بجهود منظمة الامم المتحدة في ذلك الاتجاه نود ان نذكر في نفس الوقت بمسئوليتها التاريخية تجاه ضرورة ان تكون هي المرجعية الاساسية في معالجة الازمات والتحاكم ولهذا فاننا نهيب بها بان تقوم بدور المنظم والداعم للعلاقات الدولية المبنية على مانص علية ميثاق الامم المتحدة حتى لا تتحول هذه العلاقات الى طوفان جارف تنهار بسببه الضوابط والمبادىء التي قامت عليها هذه المؤسسة العظيمة والتي لاغنى عنها في تماسك المجتمعات البشرية واستقرارها وامنها .
السيدة الرئيس ..
عالمنا الحاضر يعيش ظروفا بالغة الخطورة وبالاخص منطقتنا التي تواجه احداث اجسيمة وفي هذا الصدد فان بلادي لم تكن بمعزل عن مجريات تلك الاحداث بل قامت بجهود كبيرة وحثيثة للحيلولة دون وقوع الحرب وما سوف يكون عليه موقف بلادي اذا قامت الحرب لاقدر الله لقد كانت المملكة العربية السعودية من اوائل الدول التي اخذت على عاتقها مسئولية الوصول الى تسوية سلمية لهذا النزاع سواء كانت هذه الجهود منفردة او بلاشتراك مع بعض الاشقاء العرب والمسلمين لقد كانت جهودنا منصبة على مجلس الامن وكذلك في عواصم الدول دائمة العضوية وخلال القاءات العربية والاسلامية وكان جل اهتمامنا وتركيزنا ينصب على طرح افكار واضحة تتصف بالعدالة والمنطقية فهي تقوم اولا على ضرورة تعاون العراق المطلق مع القرارات الدولية وثانيا تقوم على اعطاء المساعى الدبلوماسية الفرصة الكاملة لحل النزاع على نحو سلمي وكان تحركنا هذا مبني على مبادئنا العربية والاسلامية وادركا منا بان الحرب يخسرها المنتصر والمهزوم على حد سواء واضعين في الاعتبار بين اعيننا انه مهما كانت اخطاء الحكومة العراقية عبر السنين فان الشعب العراقي الشقيق يجب ان لايدفع الثمن وان بقاء العراق موحدا حرا مستقلا مبدا لايقبل النقاش والمساومة غير انه وللاسف الشديد ان كل هذه الجهود المكثفة والمضنية طيلة تلك الفترة لم يكتب لها ان تصل الى النتيجة المنشودة وفى هذا الصدد فقد اتخذت بلادى جملة من القرارات التي تعبر عن مواقفها المبدئية وتتماشى مع التزامها بالقيم العربية والاسلامية وتحظى بموافقة جماعية:
اولا - ان المملكة لن تشارك باي حال من الاحوال في الحرب على العراق الشقيق ولن تدخل قواتها المسلحة تحت اي ظرف شبرا واحدا من الاراضي العراقية .
ثانيا - اننا نتوقع ان تنتهى الحرب بمجرد تنفيذ قرار مجلس الامن «1441» لنزع اسلحة الدمار الشامل ونرفض رفضا قاطعا ان تمس وحدة العراق او استقلالها وخيراته او امنه الداخلي او ان يتعرض لاحتلال عسكري وقد ابلغنا حكومة الولايات المتحدة بموقفنا السعودي الواضح.
ثالثا - ان الظروف الاستثنائية التي احاطت بهذه الازمة منذ اثنى عشر عاما تفرض علينا ان لا ندخل في مغامرة غير محسوبة تعرض سلامة وطننا وشعبنا للمخاطرومع ذلك لابد ان نقول انه اذا اتخذت الاحداث مجرى غير الذى اوضحناه او تجاوزت الحرب اهدافها المعلنة فعندها سوف يكون لنا موقف مختلف ولكل حادث حديث.
رابعا - اننا نتوقع ان تشهد الفترة المقبلة تحركا فعالا جديا للوصل الى تسوية عادلة لمشكلة فلسطين تقوم على اساس المباردة العربية اي الارض مقابل السلاموقد ابلغنا المجتمع الدولي كله بموقفنا هذا كما اننا في كل اتصالاتنا مع حكومة الولايات المتحدة اكدنا بشكل واضح ان القضية الفلسطينية هي محور كل حل في منطقة الشرق الاوسط واستقراره.
السيدة الرئيس
الوفود الموقرون
2 / تشهد الساحة الدولية احداثا ومتغيرات وظواهر خطيرة وانتهاكات جسيمة منها الظاهر للعلن ومنها ما يصعب التحقق منه وهو ما تسعى لجنتكم الموقرة الى ابرازه ومعالجته ولعل اهم الظواهر الخيرة التي تواجه المجتمع الدولي الان هي ظاهرة الارهاب وتوجه الاسرة الدولية الى مكافحته واعلان الحرب عليه بغية اجتثاثه من عالمنا ونحن في المملكة العربية السعودية نؤمن ايمانا لا يتطرق اليه الشكب انه لايجوز لاي سبب ومهما كانت الذرائع ان تسفك الدماء ويقتل الابرياء ويروع الامنون ولقد اكدت المملكة العربية السعودية دعمها التام لقرارات مجلس الامن وقرارات لجنتكم الموقرة ذات الصلة بالارهاب وتعاونت مع المجتمع الدولي بشكل كامل في تنفيذ الجهود الدولية التي تبذل لمكافحة الارهاب .
«ان المملكة العربية السعودية التي عانت من الاعمال الارهابية سنت الانظمة التي تعاقب مرتكبي الارهاب وجعلت مادة مكافحة الارهاب احد المواد الاساسية التي تدرس في المناهج الاساسية وقامت باتخاذ الخطوات اللازمة لسد اي ثغرة في انظمة جمع التبرعات للاعمال الخيرية التيقد تستغل لغير الاعمال المشروعة والقانونية المخصصة لها اصلا ملتزمة بذلك باحكام قرار مجلس الامن رقم 1373 لعام 2001 م .4» ولايفوتني في سياق اشارتى الى موضوع الارهاب ان اؤكد على ان المملكة العربية السعودية تتفق مع التوجه العام الداعي الى ضرورة التزام جميع الدول بقيم حقوق الانسان عند مكافحة الارهاب وعدم اتخاذ مكافحة الارهاب ذريعة لممارسة تمييز عنصري ضد دين او عرق او الربط بين اي دين خاصة ديننا الاسلامي وبالارهاب والتطرف ونحن في رفضنا القاطع لجميع اشكال الارهاب يجب الا نخلط بين ظاهرة الارهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال بل وحقها في تقرير مصيرها وهي حقوق مشروعة اكد عليها ميثاق الامم المتحدة واكدت عليها لجنتكم هذه طوال سنوات مضت .
5 - كما لا يفوتنى ان اذكر بان الجهد الدولى المناوئ للارهاب مهما بلغت فعاليته لن يتمكن من القضاء على هذه الظاهرة كليا اذا جرى التعامل معها بمعزل عن جذورها ومسببات نشوئها وانتشارها فالاوضاع السياسية والظروف الاقتصادية والاجتماعية والممارسات اللااخلاقية لحقوق الانسان تشكل تربة خصبة لنمو هذه الظاهرة وعليه فانه يتعين على لجنتكم الموقره ان تضع العوامل والمؤثرات نصب اعينها وان تولى بعض الاهتمام للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولعل ابلغ مثال لتفشى ظاهرة الارهاب هو استمرار الاوضاع المتردية للشعوب المقهورة المكتوبة بنار الظلم والتعسف او الواقعة تحت نير ووطإة الاحتلال كالشعب الفلسطيني وعجز المجتمع الدولي والذى تمثله لجنتنا هذه في بعض منه لسبب او لاخر عن ايجاد حلول مناسبة فاعلة لتلك المشاكل وكان من شان ذلك ان توفرت فرص استغلها ذوو النوايا الخبيثة في التغرير بالشباب وايهامهم بأن العنف هو السبيل الوحيد لرفع الظلم .
6 - ولعل فيما ذكرته عن الارهاب امتدادا وتأكيدا لما ذكره سعادة المفوض السامي لحقوق الانسان في كلمته اما لجنة مكافحة الارهاب التابعة لمجلس الامن في 21 اكتوبر 2002م حيث اعرب جليا ان انتهاكات حقوق الانسان من شانها ان تخلق نبته خطيره للارهاب ولذلك فان القضاء على الارهاب لن يتحقق بمعاقبة مرتكبيه فقط بل يبحث الظروف والمسببات التي ولدته مع التحذير من مخاطره افراد جماعة او دين في الخطوات الاحترازية منالارهاب السيدة الرئيس السادة الحضور.
7 -اعتمدت لجنتكم الموقره خلال السنوات الماضية جملة قرارات تطالب اسرائيل بوقف ممارستها التعسفية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل ولعل فيما نراه ونسمعه بشكل يومي يعكس حقيقة الوضع الماساوي في الاراضي الفلسطينية المحتلة والممارسات الصارخة لقوات الاحتلال الاسرائيلى ضاربة بعرض الحائط بجميع اتفاقيات القانون الدول الانساني وقرارات لجنتكم الموقرة ومستغلة الظروف السياسية والمتوترة التي تعيشها المنطقة ووفد بلادي اذ يعيد مجددا تأكيده على حق الفلسطينيين المشروع في مقاومة الاحتلال في ظل رفض حكومة اسرائيل لجميع جهود التسوية السلمية يطالب لجنتكم هذه النهوض بواجباتها ومسئولياتها في تنفيذ القرارات الصادره عنها وايجاد الاليات المناسبة لذلك للضغط على حكومة اسرائيل لسحب قواتها من الاراضي الفلسطينية المحتلة ورفع الحصار عنها وايقاف المسلسل الدموي ضد الشعب الفلسطينى وقياداته والانصياع للجهود الدولية الداعية الى تسوية سلمية لهذا الصراع الذي عانت منه دول المنطقة بما فيها اسرائيل عن ما يزيد عن نصف قرن .
8 - ان السلام الدائم في الشرق الاوسط لابد ان يقوم على العدل والمساواه ويؤمن وفد بلادي بان السلام لن يعم الا باحترام حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف واسترداد جميع الحقوق العربية وانسحاب اسرائيل من الاراضى الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل ومزارع شبعا اللبنانية ومن العوامل التي ستسهم في تحقيق ذلك الحيلولة دون الاستمرار في نهج الازدواجية والكيل بمكيالين في التعاطى مع قضايا منطقة الشرق الاوسط .
السيدة الرئيس
الوفود الكرام
9 - لا يخفى على الجميع ان هناك بعض التيارات التي لم تال جهدا في استغلال احداث الحادى عشر من سبتمبر لتشوية علاقات المسلمين بالغرب والحيلولة دون تحقيق العدل والتوازن في النظام الدولى وقد نجحت هذه التيارات وللاسف في تصعيد غير مسبوق للتطرف المعادي للاسلام والمسلمين
وحسبنا ان نعلم انه تم نشر اكثر من عشرين كتابا خلال عام واحد تتحدث عن خطر الاسلام والاسلام وفوبيا وتنظر اليه كعدو يجب محاربته .
ان لمثل هذه الابتزاز الذى يتعرض له الاسلام والمسلمون ما يشجع على قيام وضع عالمى يغلب فيه التعسف على الحق ويخلق فرقه بين افراد الاسره الدولية بل ويولد الحقد والكراهيه ويؤسفنا ان نرى بعض وسائل الاعلام وقد انتهجت سياسات تحريضية متناسية ان التحريض بتحريض معاكس من شأنه تعزيز وترسيخ الصور النمطيةالمشوهة وعليه فانه يتعين على لجنتكم الموقره مواجهة هذه الصور المشوهه بالمبادره الى ايقافها وفضح ماتستند اليه من تزييف متعمد ولعل الدور الواقع على لجنتكمقد اصبح اكثر اهمية من اي وقد مضى في التعامل مع مسالة تشويه الاديان نظرالما يروج عن الاسلام من صور تغذيها حملات التحريض والعدا وكنا نتمنى ان يعكستقرير المقرر الخاص المطروح على لجنتكم المعنى بالعنصرية وكره الاجانب السيددودو ديين بعضا من الحالات التي تعرض لها المسلمين في انحاء متفرقه من عالمناالا اننا على ثقه بان تقريره القادم سيكون اكثر شموليه وهذا بلاشك لن يحول دون مسعى لجنتكم لاضفاء روح التسامح والمحبة والعيش الامن بين افراد الاسرهالدولية الواحده من خلال مايصدر عنها من قرارات .
11 - لاشك السيدة الرئيس ان لجنتكم الموقره تتفق معى على ان النظره الابتزازية والانجراف السلبي ضد الاسلام والمسلمين ومن شاأنه ان يضعف بل ويلغي التعددية الدولية ويقضى على اليات الحوار والنقد والنقد المتبادل والتشاور وغيرها من الاليات الديمقراطية العالمية التي اسست بين الدول عبر عقود من الزمن وبعد تجارب مريرة وحروب كثيرة ذهب ضحيتها الملايين من البشر وعليه..
السيدة الرئيس.
فانه يتعين على لجنتنا هذه الخروج بقرار يستنكر الحملة الموجهة ضد الاسلام والمسلمين ويؤكد على ضرورة الحفاظ على روح التسامح واحترام القيم والثفافات وضمان العيش الامن بين افراد المجتمع وتفعيل جميع القرارات السابقة ذات الصلة بهذا الامر فحقوق الانسان كما نفهمها نحن المسلمون هي هبة من الخالق لا يملك احد حق مصادرتها او سلبها وليست شهادة حسن سلوك يقدمه بعض البشر لبعضمن زاوية ادعاء خاطئ للقوى اخلاقي على الاخرين ان هذه الحقوق والمبادئ توجد في اعماق كل الحضارات الانسانية ولا يصح النظر اليها بمعزل عن الحضارة التي نشات منها كما انه من الصعب ان نفرض على انسان او مجتمع مفاهيم ترفضها معتقداته ومبادئه وبات لزاما البحث عن صيغة توفيقية تجمع بين عالمية هذا المفهوم وبين المبادئ والقيم التي لايمكن لاي حضارة التخلي عنها.
السيدة الرئيس.
السادة الحضور.
12 - مطروح على لجنتكم الموقرة جملة امور لها اثرها على التمتع الكامل بحقوق الانسان وتتطلب منا جميعا تضافر الجهود وارادة سياسية واضحة وعزم على معالجتها وبحث مسبباتها ولى ان اشير هنا الى قضايا العنصرية والتميز العنصري والفقر والحق في التنمية.. وان اؤكد على ان حكومة بلادي تلتزم بالمقاصد والاهداف النبيلة الدعية الى مكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الاجانب وجميع اشكال التمييز وفق المبادئ والقيم الاسلامية التي تؤمن بها.. كما انها تشجب العمل والعزل العنصري ايا كان واى ممارسات تؤدى اليها وتستخدم كل الوسائل الاعلامية والتربوية المتاحة لايصال رسائل واضحة في هذا الاطار الى كافة مؤسسات المجتمع وتحظر المملكة قيام التنظيمات العنصرية او الداعية لها اونشر الافكار القائمة على التمييز وكل ما يؤدي الى الفتنة او الانقسام اويسئ الى كرامة الانسان وحقوقه وفق مانصت عليه المادة 39 من النظام الاساسي للحكم هذا كما وان المملكة انطلاقا من نهجها السياسي وحرصا منها على القيام بدورها قد شاركت بفاعلية في المؤتمر الدولى لمناهضة التمييز المنعقد في ديربانوقد جرى تعميم اعلان وبرنامج عمل مؤتمر ديربان على المؤسسات الحكومية التي تقوم بدورها باتخاذ التدابير المناسبة لتنفيذها.
13 - ومن جملة المخاطر ولظواهر التي تواجه مجتمعنا ايضا وتتطلب تضافرالجهود لمكافحة الفقر الذي تفشى اما لاسباب بيئية او نتيجة العز عن مواجهة تحديات المنافسة العالمية في المجالات المختلفة وللاطراد المتزايد لظاهرة العولمة وبات على لجنتنا هذه ان تضع نصب اعينها الاليات المناسبة للتعامل مع ظاهرة الفقر والعولمة واثرهما على التمتع الكامل بحقوق الانسان.
14 -لاتزال مسالة الحق في التنمية تواجه صعوبات لاعمالها بالرغم من المساعي المبذولة من قبل الفريق العامل المعني بهذه المسالة لتوصل الى تفاهم شامل يعكس ارادة لجنتنا هذه ورغبتها في تنفيذ اعمال هذه الحق الا اننا لازلنا على ثقة بانه طالما ان هناك رغبة صادقة وارداة قوية وايمانا باهمية هذاالحق .. فسوف يتم التغلب على المعوقات التي تحول دون تحقيقه .
السيد الرئيس
الى الوفود الكرام
15 - انطلاقا من سياسة المملكة الراسخة الداعية الى تعزيز وحماية حقوق الانسان وحرصا منها على اهمية التعاون مع اليات حقوق الانسان فقد وجهت دعوة خلال شهر اكتوبر 2002م للمقرر الخاص المعني باستقلال القضاء السيد بارام كومار سوامى لزيارة المملكة والتي كان لها اثرها الايجابى على الصعيد الشخصى والوطنى حيث سنحت للمقرر الخاصة فرصة الاطلاع على الانظمة والقواعد المعمول بها في نظام القضاة وزيارة كبار المسئولين في الدولة حيث جرى تبادل لوجهات النظر في عدة امور ولعل في تقريره المطروح على لجنتكم هذه ما يعكس مدى اهتمام وتعاون المملكة والمرئيات التي يمكن الاستفادة منها او معالجتها وفي اطار تعاون المملكة مع المنظمات الاخرى فقد استقبلت وفد من منظمة مراقبة حقوق الانسان غير الحكومية خلال الفترة من 19 الى 29 يناير 2003 م قابلوا خلال الزيارة بعض كبار المسؤولين في المملكة واتصالهم بشريحة متعددة من المجتمع اطلعوا خلالها على الحياة الاجتماعية للاسرة السعودية وزاروا السجون واطلعوا على الانظمة ذات العلاقة ولاسيما الانظمة الحديثة مثل نظام الاجراءات الجنائية ونظام المرافعات ونظام المحاماة وما تضمنته تلك الانظمة من احكام ومواد تكفل الحفاظ على حقوق الانسان وصيانتها ونامل ان تكون نتائج هذه الزيارة قد اوضت بعض الامور لمنظمات المجتمع المدنى عامة وكذلك تكون مفيدة بالنسبة للجهات المختصة في المملكة .
السيدة الرئيس
السادة الحضور
لايسعنى وانا اختم كلمتي الا ان اتوجه الى لجنتكم الموقرة مجددابالتاكيد على عالمية حقوق الانسان وانها لاتخص فردا دون غيره او مجتمعا او دينا دون اخر وللوصول الى الكمال في تعزيز هذا الحق فانه يتعين علينا الحيلولة دون تسييس قضايا حقوق الانسان والتي باتت جلية في التعامل مع حالات بعض الدول بل وفي القضايا الموضوعية .. وان ينبع عمل لجنتنا هذه منايمانها الصادق بحماية حقوق الانسان بصرف النظر عن اية تداعيات سياسية قد تؤثر سلبا على نشاط واعمال لجنتنا .. ان عالمنا يمر بتحديات كبيرة وصراعات متفرقة تهدد حقوق الانسان وتتطلب من لجنتنا الان اكثر من اى وقت مضى الوقوف بحزم لردع اية مؤثرات قد تزيد من الانتهاكات او تولد المزيد من الماسى الانسانية التي هي قاب قوسين او ادنى..
|