Friday 21st march,2003 11131العدد الجمعة 18 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض المداد نبض المداد
بين فقه الواقع وفقه التوكل!!
أحمد بن محمد الجردان (*)

الحديث في المجالس وفي المنتديات يتسم هذه الأيام بنبرة التشاؤم والقنوط فالسوداوية القاتمة هي نظرة كثير من الناس لمستقبل الأيام وهذه النظرة القاتمة ولدت قناعات بل مسلمات لدى البعض بأن الكوارث ستتوالى على هذه المنطقة من العالم بل إن من أولئك القوم من راهن جازماً على أن لا حياة برية ولا بحرية في بحار وبراري المنطقة إلى آخر ذلك الملف الأسود الذي لا يكاد تنتهي أوراقه القاتمة ودهاليزه المظلمة في تلك الرؤوس العامرة بكل شيء من فقه الواقع والإحاطة بالأحداث وبعد الرؤية إلى آخر تلك المصطلحات التي يتباهى بها أولئك القوم والخالية في الوقت نفسه من فقه التوكل على الله ذلك الفقه الذي فقهه الآباء والأمهات ومن قبلهم الأجداد والجدات فالبقية الباقية اليوم من ذلك الجيل الفذ لم تهتز لديها عقيدة التوكل على الله فلم تتخبط بين المحطات الفضائية والإذاعية طوال اليوم والليلة باحثة عن فقه الواقع وهي لا تفقه فقه التوكل. وقد يفهم البعض أنني أرى أن فقه الواقع يصطدم بفقه التوكل بل إن من فقه التوكل فقه الواقع غير أنني أتحدث عن تلك الحمى القاتلة وذلك الفيروس المدمر الذي لا أقول فشى لدى بعض الناس بل استفحل لديهم فكم هو مؤلم أن تجد أحدهم يقول لك مثلاً وقد ضاقت به السبل واسودت عليه الدنيا الحرب قائمة لا محالة دون أن يستدرك في ربط ذلك بالمشيئة الإلهية ولا ريب أن هذا خلل أيضاً في العقيدة جرته الأحداث المرتقبة!!!.وعلى المسلم أن يكون ذا رباطة جأش وثبات على عقيدته دون أن تهزه أراجيف الأبواق الإعلامية وضجيجها وصورها القاتمة ولو رأتها العيون بألوان زاهية فكل شيء مقدر بقدر الله ولن يحصل شيء إلا بقضائه وقدره جل وعلا قال تعالى:{وّمّا تّشّاءٍونّ إلاَّ أّن يّشّاءّ اللّهٍ} كما أنه لو اجتمعت الإنس والجن على أن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك!!.كم نحن بحاجة إلى أن نحرص على فقه التوكل لا بقدر حرصنا على فقه الواقع فحسب بل بحرص يفوقه فلن يسألنا الله جل وعلا عن معرفتنا للواقع بل سيسألنا عن معرفتنا ثم التزامنا قولاً وعملاً بعقيدتنا تلك العقيدة التي هي المحك والفيصل بين الصلاح والفساد والنجاة والهلاك والفوز والخسران والجنة والنيران!!!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved