وهانحن نلبي رغبة الباتع بنشر صورته مع الصقر في المقناص متمنين له المزيد من صيد «الحبارى».
نهاية مأساوية ظالمة وغير متوقعة ولم تكن على البال أو الخاطر لسيارتي الكرسيدا.. فقد أختطفتها أيدي العابثين من الشباب المراهقين المستهترين وهي قابعة ساكنة ومنهكة ومتهالكة أمام المنزل.. ومارسوا بها هواية «التفحيط» إلى أن انتهى بها المشوار في عمود كهربائي شطرها إلى نصفين فأصبحت جثة هامدة عديمة الفائدة على غير عادتها واضطررنا لبيعها إلى شريطية التشليح بثمن بخس وكانوا في دفعه من المترددين.
والنهاية المأساوية لصديقة العائلة «الكرسيدا» لا تتناسب إطلاقاً مع تاريخها المشرف والطويل معنا.. فطوال 13 عاماً كانت لنا العون والعضد والسند.. وخير من يقضي حاجتنا ويقوم بمشاويرنا.. وغير هذا فقد كانت يتيمة تعلمنا في رأسها الحلاقة.. فسواقنا الهندي «حنيفه» سلمه الله.. استطاع مجاراة أهل الرياض في «سواقتهم» وأتقن القيادة الغريبة العجيبة في شوارع العاصمة بفضل «الكريسيدا» وسعد الابن الأكبر تعلم القيادة واستخرج الرخصة بفضلها.. وغضضنا الطرف عن سطام واسطة العقد وهو يحاول أن يتعلم قيادة السيارة ويأخذها بين حين وآخر وتجاهلنا ما يقوم به لأقدميتها ومحدودية صلاحيتها وعدم غلاء ثمنها فهي لن تكلفنا كثيرا لو حدث وأن صدم بها.. تماماً مثلما هي لا تكلفنا في وقودها وزيتها الذي نغيره بصفة فصلية أو متى ما أضاءت «لمبة» «الزيت» مؤكدة وجود قطرات فقط في ماكينة السيارة. المهم أن حزننا ولوعتنا على فراقها كانا مضاعفين ومؤثرين ومؤلمين.. فهي لا تستحق تلك النهاية المأساوية البشعة عطفا على الخدمات الجليلة التي قدمتها لنا وعطفا على عمرها الطويل معنا.. فقد كنا نطمع أن تقدم لنا المزيد من العطاء وان تساهم في تعليم باقي الأولاد وسائقي الأقارب فن القيادة ولكن حدث ما حدث وما قدر حصل.
عموما ستبقى ذكراها خالدة في قلوبنا.. حاضرة في أذهاننا.. ولا نلام على ذلك فقد كانت وفية معنا ورفيقة درب لنا طوال ثلاثة عشر عاماً تعطينا دون أن نعطيها وتخدمنا دون أن نتكلف في خدمتها.
وسامح الله من تسبب في فراقنا لها وهداه وأتمنى أن يكون إن شاء الله في صحة جيدة لأنني رأيت اثار دمائه على السيارة نتيجة اصطدامه بالعمود الحديدي الذي غيب «الكريسيدا» للأبد.
|