قبل عدة أعوام
يوم الجمعة
ماتت مريم
كانت آية في الجمال
كنت في سن الطفولة
كانت قصة موتها
مؤلمة جدا جدا
وقد أصابت أهل القرية بذهول
عندما كانت مشيئة الله
أن يكون والدها سبباً في وفاتها وهو يقود السيارة
دون أن يعلم بأن مريم
كانت خلف السيارة
وقام بقيادة السيارة وبالرجوع إلى الخلف
كانت مريم قد دُعست بعجلات السيارة التي يقودها والدها
فكانت المصيبة.
على والدها ووالدتها
كفيلة بأن تصيب أهل القرية بالذهول
مما حدث لهذه الطفلة ولوالديها
ودام تأثير هذه القصة
في الأذهان لفترة من الزمن
رحم الله مريم.
بنت القرية وعوّض الله والديها بخير إن شاء الله
وقبل أيام قليلة
كانت مريم بنت المدينة
تلهو وتلعب مثل جميع أطفال المدينة
كانت في الزهرة التاسعة من عمرها
بدون مقدمات مرضت مريم
اختفت هذه الزهرة
توقفت عند هذا الحد من النمو
بدأت تذبل مرحلة يتبعها مرحلة
أسرع من البرق.
كانت الحالة في الحارة مذهلة
البيوت مظلمة
ماتت
مريم بنت المدينة
يوم الجمعة
فشمل الحزن الجميع
كنت أدرك بأن والدها رجل مؤمن
نحسبه كذلك والله حسيبه
لذلك لم يشعرنا الا بثبات الرجولة
وحسن التصرف في مثل هذه المواقف
وكأنني ازددت تقديراً لهذا الرجل ولجد هذه الطفلة
وكل من حولها من أقاربها
وعندما أختلي بنفسي
أشعر بألم نحو هذه القصة
وحسرة على هذه الوردة الجميلة
أتذكر بأن إرادة الله كانت فوق كل شيء
وسألتني في نفس ذلك المساء الموحش
ابنتي الصغيرة
أثناء رجوعنا من العزاء «وبلغة البراءة»
بابا مريم عند ربي فوق وما أخذت ألعابها معاها
وعندها لم أتمالك نفسي إلا أن أحضن هذه الطفلة البريئة
وهي لا تعلم بأن مريم إن شاء الله
سوف تكون طيراً من طيور الجنة
الذين جميعنا يدعو ويحلم ويتمنى أن يسكن فيها
وان تستقبله مريم بنت القرية ومريم بنت المدينة عند أبوابها ينشران فرحاً ومتعة فيها.
«اللهم اجعل أبويهما معهما في نفس الجنة واجعلنا اللهم من سكانها وارزقنا اللهم الجنة وأنعم علينا برؤية وجهك العظيم ووجه رسولك الكريم عليه الصلاة والسلام ورؤية مريم بنت القرية ومريم بنت المدينة فإنك قادر على كل شيء».
وسوف تبقى لمريم ذكرى في القرية ولمريم ذكرى بالمدينة.
وهذه قصة من الحقيقة وليست من الخيال.
سلطان الجامع
|