بحكم صادر من ابي وعمي اللذين ظلا مكتوفي الايدي ولم يحركا ساكناً حيال ابن عمي عندما تركني وتزوج اجنبية بعد خطبة وانتظار طويل امتد لعشر سنوات والتي تعتبر اطول خطبة وايضا قد تكون اطول خطبة على امتداد التاريخ والعالم كله.
بسبب «التحجير» بقيت عانسا ومطلقة في آن واحد، وبعد مضي سنة كاملة على الطلاق دار بيني وبين صديقاتي حوار وحديث عن الزواج والخطبة، وجميعهن لايعرفن شيئاً عن حياتي الخاصة على الرغم من انهن صديقاتي، ولم اقل لهن عن خطبتي من ابن عمي.
قالت احدى صديقاتي انها مخطوبة منذ سنة تقريباً ولم يعقد قرانها على خطيبها الى الآن، فصرخت صديقتي الاخرى سنة كاملة وانت مخطوبة، ولماذا طالت الخطبة لهذا الحد، فاجابتها: لكي يتسنى لكل منا ان يفهم الطرف الاخر، والتسرع في امر الزواج تكون نتائجه سيئة.
وردت عليها صديقتي الاخرى بقولها بربك افرضي لو فسخ هذا الخاطب خطبته منك بعد هذه المدة الطويلة، كيف ستكون ردة الفعل عندك، وكيف تتحملين هذه الصدمة وبأي حال وبأي وجه ستقابلين الناس والمجتمع.. و.. و..
وقاطعتها صاحبة الشأن بقولها ماهذه الافكار السوداء ولماذا هذا التشاؤم والفأل السيىء؟!
قالت لها صديقتي اننا لاننصحك يا اختاه بإطالة الخطبة اكثر من ذلك، عليك تحديد مصيرك من الآن اما بالقبول او بالرفض حتى لاتندمي فيما بعد وتقولي ياليت اللي جرى ما كان وضحكت صديقتي صاحبة الشأن وقالت اطمئنن يا صديقاتي عقد قراني سيكون الخميس القادم وجميعكن مدعوات لمشاركتي في هذه المناسبة الغالية.
هنا ضحكت الحاضرات وقلن نحن لانؤيد اطالة الخطبة إلا اذا كان مثل خطبتك التي انتهت وستتم بعقد القران وإن شاء الله تسير الى بر الامان.
لم يساورني الشك لحظة واحدة بان الذي حصل لي يعد من أقسى انواع الظلم.
قلت لهن عن قصتي اريد بذلك ان استشف من خلال ملامح ونظرات عيونهن وقع مشكلتي وتأثيرها عليهن، اردت تعليقهن على خطبة العشر سنوات، بعدما سمعت انتقادهن لخطبة استمرت سنة واحدة وستنتهي بالزواج.
قلت لهن ان فترة سنة ارحم بكثير من خطبة امتدت فصولها الى عشر سنوات، وهنا تفاجأت الحاضرات وقلن: من هي هذه المجنونة التي قبلت بهذه الخطبة غير العادية وغير المألوفة ولماذا، وكل واحدة تلقي باعنف الكلام، وجميعهن في حالة استغراب.
قلن من الذي اجبر تلك المسكينة على الاستسلام لواقع تلك الخطبة وقالت احداهن: اظن انها قصة فلم هندي والاخرى تضحك وتقول انها نكتة من تأليفك لأنك مشهورة بتأليف النكت القاسية الغريبة، قلت لهن لا ليس من هذا ولا ذاك، بل هي قصة حقيقية عاشت تفاصيلها المشبعة بالألم انسانة مغلوبة على امرها واجبروها اهلها، على ما يسمى ب«التحجير» لابن عمها الذي رشح لها من قبل العائلتين والنتيجة بعد ذلك، سافر ابن العم للدراسة في الخارج وبالتحديد في اليابان وبعد ان تخرج عاد للبلاد وعقد قرانه على ابنة عمه التي انتظرته طويلاً، وبعد ان اقنعت نفسها بالموافقة على ابن عمها وتأهلت نفسياً لقبوله زوجاً ورضيت به، رغم انه لم يؤخذ في الاصل رأيها في القبول او بالرفض لأن الاهل هم الذين قرروا وانتهى كل شيء من زمن طويل والجميع يعلمون بذلك من اقارب واصدقاء الكل يعلم ان فلان لفلانة، المهم بعد الكتاب باربعة اشهر اي قبل الزواج الذي لم يتم والذي كان من المقرر ان يكون بعد ثمانية اشهر، رجع ابن عم الفتاة الى اليابان ولا احد يعرف السبب ارسل لها ورقة الطلاق وقال اهله انه تزوج صديقته اليابانية لانه يحبها والحب لايعرف التقاليد او الحواجز ولاشيء يقف بوجه الحب.
اتريدن معرفة من هي المغلوبة على امرها هذه، هنا قالت احدى صديقاتي، لايكون انتِ قالت ذلك لانها لمحت التأثر وتساقط الدموع من عيوني وايضا عندما شاهدت البؤس المخيم على ملامح وجهي، وكمية الحزن التي بدأت واضحة في نبرات صوتي، نعم انها انا مثلما قلت يا صديقتي، انا التي امامكن احمل هماً بين حنايا ضلوعي وغبن وقهر لا حدود له من ظلم البشر لي.
(مها ...)
|