هيمنت وسائل العصر الحديثة على عقول معظم شبابنا وبعض «شيبنا» وحولوا هذه النعمة المتمثلة في «تقنية» العصر إلى «نقمة» ونكبة بسبب سوء تصرفاتهم واختيارهم للجوانب السلبية في استخداماتها في الوقت الذي يديرون ظهورهم لكل ما هو إيجابي منها !!
هاكم مثلا السيارات التي تحولت إلى وسيلة قتل بسبب تهورنا وسرعتنا في الوقت الذي كان من المفترض أن تنقلنا بسلام وأمان إلى مقاصدنا ولكنه سوء الاستخدام وأعرجوا معي إلى الفضائيات وكيف سرقت وقتنا وعيوننا لأننا نمضي معها الساعات الطوال دون اكتراث بالوقت والصحة ولا تنسوا كيف أسأنا استخدام «الإنترنت» في الوقت الذي كان من المفترض أن نسخر أنفسنا لاكتساب المزيد من العلوم وخبايا وأسرار هذه الشبكة العنكبوتية وأن نستثمرها لخدمة ديننا ووطننا وعروبتنا ولكن بعض السفهاء منا يمضون جل وقتهم للبحث عن المواقع المشبوهة وما ينشر عبرها من سخافات وسذاجات وشائعات وهناك الكثير من وسائل العصر التي لا حصر لها استخدمناها بطريقة خاطئة وسلبية للأسف ولكن ما أنا بصدد الإشارة إليه بعد هذه المقدمة هو الاستخدام السيء للرسائل الإلكترونية عبر الهاتف الجوال وما يحدث فيها من تجاوزات من لدن أصحاب النفوس الضعيفة الذين لا هم لهم إلا كتابة وانتقاء الرسائل «الخبيثة» ونشرها على جوالات أصحابهم بطريقة فيها من الجنون الشيء الكثير!!
المشكلة هنا ليست في هذه التصرفات الحمقى المشكلة أكبر من ذلك وقد تصل إلى أن جوالات أبرياء قد تصلهم مثل هذه الرسائل «المسمومة» سواء كان ذلك بطريقة متعمدة أو خاطئة!!
لقد أسر لي أحد الأصدقاء أن هاتف زوجته المتنقل قد تعرض لمثل هذا الغزو من الرسائل المشبوهة والمخالفة للأعراف والأخلاق من طرف تلفون شخص آخر وحين قام بقراءة الرسالة أجرى اتصالاً بصاحب الرسالة ليسأله عن مغزى هذه الرسالة ولماذا أرسلها على هذا الرقم فاعتذر له وقال إنني أخطأت في رقم واحد فقط فبدلا من الضغط على الزر رقم 9 ضغطت على الزر رقم 6 وتحولت الرسالة إلى جوالك!.
الرجل لولا ثقته المطلقة في زوجته وأخلاقها وسلوكها لاتخذ في لحظة غضب واندفاع قراراً قد يندم عليه بسبب عبث مجنون الرسائل هذا ولكن الله لطف وستر.
عموماً أتمنى من الأباء والأزواج ان لا يصدقوا مثل هذه الرسائل السخيفة، فقد تتسبب رسالة طائشة إلى طلاق وخراب بيوت وأرجوا أن لا يصدقوا أكاذيبهم وآلاعيبهم وكم كان بودي أن يكون على هذه الرسائل رقابة صارمة من طرف شركة الاتصالات وعدم تمرير العبارات غير اللائقة وتشفيرها بطريقة عصرية، فخدمة الرسائل جاءت للتذكير بالمواعيد وتبادل التهاني في المناسبات والطرائف والنكات البريئة ولكن أن تتحول الرسائل إلى الشكوك بين الأزواج والزوجات إلى درجة الطلاق لا سمح الله فهذا الذي لا نريده من هذه الرسائل وكل ما أقوله: حسبنا الله ونعم والوكيل على كل من تسول له نفسه من همج البشر الأضرار بالناس وتكدير حياتهم الخاصة وأتساءل هنا هل نحن بحاجة إلى «تنغيص» أكثر مما نرى الآن؟!!
|