*بغداد واشنطن الكويت الوكالات:
بعد ساعات من غارات الفجر التي شنتها الولايات المتحدة بـ40 صاروخاً من نوع كروز فضلا عن غارات بطائرات ستيلث «الشبح» لم يتم حصر الخسائر البشرية حيث استهدفت الغارات بصفة اساسية معسكرات للجيش يعتقد الامريكيون ان الرئيس العراقي يختبئ فيها، وقد تركز القصف الامريكي على العراق فجر امس على منطقة معسكر الرشيد في ضواحي العاصمة العراقية بغداد، ويعد هذا المعسكر اكبر المعسكرات العسكرية في البلاد.
ولم تتوفر اية معلومات حتى وقت لاحق امس عن وقوع خسائر بين افراد المعسكر الا ان وكالة انباء اشارت الى ان عددا من صغار الضباط كان في الموقع وان بعضهم قد يكون لقي حتفه، وسقط احد الصواريخ بالقرب من جسر صدام الكبير الذي يربط بغداد بالمحافظات الجنوبية الا انه لم يتأثر بالقصف.
وقال مصدر في الحكومة الامريكية ان الهجوم على العراق استهدف ابرز عناصر القيادة العراقية التي حددتها بدقة وكالات المخابرات الامريكية، الا ان المصدر اضاف لرويترز ان نتائج الضربة لم تتضح على الفور.
وتابع «لدى المخابرات الامريكية معلومات تشير الى أهداف تعد فرصة ثمينة.. قد تتضمن عناصر من القيادة العراقية»، وامتنع عن الافصاح عن اسماء المستهدفين الا انه قال انهم «قادة على اعلى المراتب»، وقد قام مراسل الوكالة بجولة صباح امس في وسط العاصمة بغداد شملت مناطق القصر الجمهوري ومبنى الاذاعة والتليفزيون والوزارات والمباني الحكومية ولم يلاحظ وجود اي شيء غير عادي.
وقالت صحيفة «الزوراء» العراقية في مقالها الافتتاحي ان العراقيين سيكونون سداً منيعاً لمحاولة النيل من بلادهم.
ومن جهة أخرى تجمع مئات من المراسلين العرب والأجانب المعتمدين لدى العراق في مبنى وزارة الاعلام منذ الصباح الباكر للحصول على معلومات عن نتائج القصف وطلب زيارة مواقعه.
وقالت وزارة الاعلام العراقية انها ستمكن الصحفيين من الانتقال الى مختلف الاماكن.
وترددت أنباء في العاصمة العراقية عن عمليات قصف في الموصل «400 كيلو متر شمالي بغداد» والمحاذية للحدود العراقية التركية ولم تتأكد هذه الأنباء بعد.
ولم يصدر في بغداد أية بيانات عسكريةعن القصف الامريكي صباح امس باستثناء ماذكره الرئيس صدام حسين في خطابه.
وقد لاحظ الصحفيون أن الرئيس العراقي حرص في خطابه على ذكر موعد بدء القصف فجر اليوم «امس» للتأكيد على أن خطابه لم يكن مسجلاً من قبل وللتأكيد على أنه لم يتعرض لسوء نتيجة القصف.
يذكر أن السلطات الأمريكية كانت قد أعلنت في أعقاب القصف أنه استهدف الرئيس العراقي وبعض القيادات العراقية.وقالت «رويترز» في تقرير لها من الكويت ان وحدات مشاة بحرية أمريكية اقتربت من الحدود العراقية في ساعة مبكرة من صباح امس الخميس تأهبا لغزو بري متوقع.
وقال مراسل لرويترز مرافق لكتيبة مشاة ان أفرادا من فرقة المشاة الامريكية الثالثة غادروا منطقة التجمع في الصحراء الكويتية وتحركوا بمركباتهم صوب الحدود لإقامة مواقع متقدمة أقرب الى الحدود.
وأضاف المراسل ان الموقع الجديد خارج المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود العراقية الكويتية.
ولم تصدر للجنود تعليمات بارتداء الملابس الواقية من الاسلحة الكيماوية وان حملوا جميعا أقنعة الغاز وبدا كثيرون منهم مدركين أن القوات الامريكية شنت هجمات جوية على بغداد في وقت سابق من يوم امس.
وبعد ساعات من بدء القصف الصاروخي قالت وزارة الدفاع الامريكية «البنتاغون» ان ثلاثة صواريخ عابرة على الاقل من طراز توماهوك اطلقت على العراق من المدمرة قاذفة الصواريخ «يو اس اس دونالد كوك» الموجودة في البحر الاحمر.ونشرت ثلاث صور للصواريخ على موقع وزارة الدفاع الامريكية على الانترنت.
وأمكن رؤية ضوء قوي ينير هيكل السفينة في الظلام وسط سحابات كبرى من الدخان.وقد انتقلت كوك وهي من المدمرات الاكثر تطورا «ارلي بورك» مؤخرا من المتوسط الى البحر الاحمر ترافقها عشر سفن اخرى وغواصات وكلها قاذفات لصواريخ توماهوك.
وبصفة عامة فقد انطلقت الصواريخ وعددها 40 صاروخا من نوع توما هوك «كروز» من اربع سفن حربية اميركية وغواصتان .وقال اللفتننات ويت دولوش ان الطرادتين «يو.اس.اس كوبينس» و«بانكر هيل» والمدمرتين «ميليوس» و«دونالد كوك» والغواصتين «شيين» و«مونبيلييه» شنت الهجوم، نها جميعا ان تطلق صواريخ توماهاوك.
وقال الاميرال جون كيلي للصحفيين على متن حاملة الطائرات الامريكية ابراهام لينكولن «بدأنا في ساعة مبكرة اطلاق صواريخ توماهوك على العراق»، وأضاف ان جميع السفن المشاركة في العملية سفن أمريكية.
وقال «الغالبية العظمى من الصواريخ التي أطلقت أصابت الهدف، وفشل صاروخ واحد في الانطلاق».
اما الطائرات التي شاركت في غارات امس فكانت من نوع الشبح «ستيلث» من طراز اف/117 ايه .
وقد استمرت الانفجارات المتفرقة تهز ضواحي بغداد امس الخميس بعد 100 دقيقة من بدء الغارات الجوية الامريكية.
وقال مراسلو رويترز في وسط المدينة ان موجة من الغارات التي شنتها الطائرات عند الفجر لم تتكرر على ما يبدو مما يشير الى ان الانفجارات اللاحقة ناجمة عن صواريخ.
وتوقفت النيران المضادة للطائرات في بغداد. وقال مراسل رويترز حسن حافظ ان تقدير الوضع من موقعه ومصادر الانفجارات حسبما تبدو تشير الى ان البطاريات المضادة للطائرات استهدفت فيما يبدو.
وقال مصدر في الحكومة الامريكية ان الهجمات تستهدف «عناصر القيادة العراقية».
| 
