|
|
قرار إيقاف الحرب ليس مثل قرار البدء فيها. تاريخ الحروب جميعاً يؤكد هذه الحقيقة، لذلك فإن التفسير النفسي للوعود التي يطلبها قادة البدء بالحروب لشعوبهم بأن الحرب ستكون قصيرة وخاطفة ومحققة لأهدافها العسكرية ولن تمس المدنيين بأذى، كلام غير واقعي القصد منه تخفيف حدة النقمة لدى شعوبهم التي أرسلت فلذات أكبادها إلى مصير مجهول لا يعلمه إلا الله، وإلى حرب لا يستطيعون ولا يعلمون متى ستنتهي.قد يكون الدافع لهذه الوعود فرط الثقة بالنفس الناتج فقط عن الاتكال الكامل على التفوق العسكري على العدو، ولكن الدافع غير المباشر هو الشعور بأن هذه الحرب غير مبررة وأن الشعب الذي ودَّع فلذات أكباده غير مقتنع تماماً بالهدف الذي أُرسلوا من أجله إلى بلاد بعيدة.هذه هي الحقيقة المُرَّة التي يحاول الرئيس بوش تغليفها بكافة الأغلفة الجميلة والكلمات العاطفية البرَّاقة لإخفائها عن الشعب الأمريكي ومحاولة إقناعهم بأن أولادهم ذهبوا إلى ما وراء البحار من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية والرخاء للشعب العراقي، هكذا لوجه الله ودونما مصلحة خاصة. وقد سخر مواطن أمريكي في إحدى المظاهرات المضادة للحرب من هذا وقال: هل هانت عقلية المواطن الأمريكي للدرجة التي يريدوننا معها أن نصدق أنهم يقفون ضد العالم كله بهدف إعطاء الحرية لشعب لم يطلبها منهم. هذا هو مفهوم الحكومة الأمريكية الجديد للحرية.! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |