ليس أيُّ ألمٍ هذا الذي يجثمُ على الصدورِ ثقلُه...، ويبددُّ أمل الأحلامِ في عدالة المشهدِ الذي ينبسط... ولا حيلة غير الكلام...
أيُّ القلوب تقوى على منابذة الألم في معصرة اليأس؟
وأيُّ النفوس في يدها مفاتيح الفردوس المفقود في يباب الحقيقة
وهذا القادم الطوفاني يزحف ببركانه حميماً... يجثمُ... ثم يتراكضُ... ثمَّ يحرقُ ثمارها... ويُسقط جذوعها... ويقفُ على أشلائها...، ولا يلبث أن يلتهم أوتاد خيام الآمال... والأماني... وكلّ رغبات السلام؟!
بركانٌ..
غولٌ...
ماردٌ...
شيءٌ خياليٌ، كما خيالات وأحلام الأفلام المتحركة، تلك التي جسَّمت طموحات الشّر في نفوس تقوم وتقعد، تقف وتضَّطجع في صدور عمَّها أمل «الإنقاذ» على يد أسطورة... رُسمت من أجلها خريطة الدمار... والزحف... والفتك...
شيءٌ سرطانيّ يمدُّ أجزاءه، في تفاصيل شرايين حياةٍ، لم تعد في أفكار الصغار سوى البارود... والسكين...،
جرحٌ يغور من الوريد للوريد، وبين المسامَّة والمسامَّة...، في عمق الذاكرة ببصرها وبصيرتها...
بركانٌ..
غولٌ...
ماردٌ...
وأيُّ بركان يزلزل عرش الاطمئنان في صدور الرُّضع قبل الصبايا...
ويعمِّق حكمة اليأس في أعماق الكهول قبل الشباب...
وأيُّ غول يجزُّ وتد الديار في مدن السلام تلك التي رسمتها تطلعات الإنسان بعد أن استوى له سلطان العلم أو شيءٌ غير يسير منه...
وأيُّ مارد يزحف كما الديناصورات في وهم الغاب... ذلك الوهم الذي تحوَّل من الشاشة الصغيرة إلى البسيطة الكبيرة...؟!
وهذه الأرض الفسيحة، عادت لنظام الغاب... يفترس فيها القوي، وتهرب القطعان...، وتنزوي الزواحف!... و....
وهذه القلوب الرهيفة تقصد الباب الكبير... للرحمة العظيمة...
عسى أن يُنزِّل على الرَّهبة والخوف أمناً وسكينة...، وأن يُعْجز المارد... البركان... الغول... بقوَّته عليه....، وأن يجعل النار برداً وسلاماً... والإيمان قوَّةً وسلاحاً.
|