أي حرب تشن لا بد أن يكون هناك هدف لتحقيقها، وأن هذا الهدف وراء إعلان الحرب والتورط في خوض المعارك وسقوط الضحايا وتكبد الخسائر الفادحة.
والحرب التي سيشنها الأمريكيون ومَنْ معهم ممن يطلق عليهم اسم «محور الحرب» - إن لم يكونوا قد بدؤوا في شنها فعلياً - هدفها كما كان معلناً هو نزع أسلحة الدمار العراقية..!!
ومع إقرارنا أن كل الحروب لها أهداف معلنة، وأخرى غير معلنة تتعلق بمخططات الجهات التي تدفع باتجاهها والدول التي تنفذها، إلا أن الأمريكيين والبريطانيين القوة الرئيسة لمحور الحرب لا يخفون أن هناك هدفاً آخر لا يقل في رأيهم أهمية عن الهدف المعلن «نزع أسلحة الدمار الشامل» وهو إزاحة الرئيس صدام حسين ونظامه عن حكم العراق، وهكذا تداخل الهدفان حتى أصبح الهدف الثاني الذي كان مستتراً الهدف الرئيس، لأن هدف نزع أسلحة الدمار التي لم تستطع كل عمليات التفتيش إثبات حيازة العراق لها تشكل خطورة على الأمن والسلام العالمي والإقليمي.. وحتى الأسلحة التي اعتبرها المفتشون نوعاً من أسلحة الدمار كصواريخ الصمود وطائرات الرش، وافق العراق على تدميرها، وكان متوقعاً أن يتم التخلص من كل ما تبقى من الأسلحة حتى المشكوك فيها لو ترك المفتشون الدوليون يؤدون مهمتهم واعطوا الوقت الكافي إلا أن تأكد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من الهدف «المستتر» وهو تغيير النظام العراقي والإطاحة بصدام حسين وأعوانه لن يتحقق بإنجاز الهدف الأول المعلن لأن النجاح في نزع أسلحة الدمار الشامل، وإعلان خلو العراق منها، سيترتب عليه رفع ما فرض على العراق من عقوبات وحصار اقتصادي، مما سيعزز سلطة صدام ويقوي النظام العراقي وهذا ما لا تريده أمريكا وبريطانيا، وكل دول محور الحرب.
وهكذا أصبح الهدف المستتر «إزاحة صدام حسين وتغيير النظام الحاكم في بغداد»، هو الهدف الأساس والرئيس الذي لا يمكن تحقيقه إلا بشن الحرب التي كانت الخيار الأول لدول محور الحرب أمريكا وبريطانيا وإسبانيا واستراليا وباقي التبع.
|