* دمشق - الجزيرة - عبد الكريم العفنان:
اعتبر مصدر دبلوماسي غربي في دمشق أن الاتصالات السياسية مع العاصمة السورية ستتكثف خلال الأيام القليلة القادمة. وأكد المصدر في حديث مع «الجزيرة» أن اتصال وزير الخارجية الألماني فيشر مع نظيره السوري، جاء قبيل جلسة مجلس الأمن الأخيرة، وهدف الى التشاور حول وجهات النظر التي تقسم مجلس الأمن حيال مشروع القرار الأمريكي تجاه العراق.
وقال المصدر إن التنسيق لاكتساب أصوات الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن لا يقتصر على اتصالات كل من فرنسا والولايات المتحدة، لأن ألمانيا وسوريا يملكان نفس الهدف وهما أيضا لا يبديان وصول مجلس الأمن الى فيتو فرنسي أو روسي. مبينا أن هناك تنسيقاً واضحاً لاكتساب مواقف باقي الدول كي تقف ضد المشروع الأمريكي، وبالتالي لا يتم إحراج أي من روسيا أو فرنسا نتيجة استخدام حق النقض.
وركز المصدر على أن فرنسا وألمانيا تعولان على الموقع السوري عربيا أو داخل مجلس الأمن، وذلك على اعتبار أن دمشق لا ترفض الحرب فقط، بل أيضا المنهج الذي تحاول الولايات المتحدة العمل به، عبر كسب شرعية لأي حرب وقائية قادمة سواء في الشرق الأوسط أو في أي منطقة من العالم.
فالموقف السوري وإن كان واضحا من خلال موقفه تجاه أي عمل عسكري، لكنه في نفس الوقت:
- يتحسب من التبدل الذي تسعى الولايات المتحدة لإقامته في الشرق الأوسط، حيث تعتبر دمشق حسب نفس المصدر أن الولايات المتحدة تريد تكوين نظام إقليمي ينسجم مع «الحالة الإسرائيلية»، وذلك عبر فتح جبهة بغداد. لأن أي ضربة محتملة للعراق لا تأخذ أهميتها من الوضعية العسكرية، بل من الحالة السياسية التي سيتم فرضها.
- إن مسألة الحرب لا تتعلق فقط بالعمليات العسكرية، لأن ما يجري الآن يؤكد أن الحرب بدأت منذ اللحظة التي بدأت فيها فرق التفتيش تدمير أسلحة العراق، في وقت تتضخم فيه الترسانة العسكرية الإسرائيلية.
وقال المصدر إن مجمل الحركة الديبلوماسية السورية تؤكد أن دمشق التي تصر على تطبيق قرارات الأمم المتحدة من قبل العراق. تؤكد أيضا أن إسرائيل لا تلتزم بأي قرار ولا حتى بالاتفاقية المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل.
وهو ما يوحي بأن نزع سلاح طرف دون آخر ولو بشكل سياسي هو حرب يتم فيها الإخلال بموازين القوى الإقليمية.
وقال المصدر إن التنسيق الأوروبي مع سورية اليوم مفيد جدا، خصوصا عبر وجودها في مجلس الأمن، او سعيها عربيا وإقليميا للحد من احتمالات العمل العسكري، معتبرا أن الوضع الدولي المعقد يحتاج الى تنسيق دائم مع دول المنطقة لمنع أي عمل عسكري سيزعزع في النهاية الاستقرار العام للشرق الأوسط.
أخذ المواقع داخل الأراضي العراقية
|