* واشنطن من راندال ميكلسن رويترز:
عكفت الولايات المتحدة على الاعداد للحرب بعد رفض الرئيس العراقي صدام حسين مطالبة امريكا له بمغادرة بلاده الى المنفى بينما اتخذ الامريكيون اجراءات لحماية أنفسهم من هجمات ارهابية انتقامية.
وقال مسؤولون ان رفض الانذار النهائي وعدم المغادرة سيكون (خطأ صدام الاخير) وإن الولايات المتحدة شكلت تحالفاً من نحو 45 دولة مؤيدة للقيام بعمل عسكري لكن عدداً (قليلاً جداً جداً) منها سيشارك في القتال.
وأمضى الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الثلاثاء في اجتماعات مع وزيره للدفاع دونالد رامسفيلد لدراسة التحركات العسكرية النهائية والتحدث هاتفياً الى زعماء اجانب ممن يحتمل ان يشاركوا في التحالف الذي يريد قيادته في الحرب على العراق. كما تحدث مع زعماء روسيا والصين في محاولة لرأب التصدعات التي تجددت بشأن معارضتهم للحرب.
وبدأ بوش العد التنازلي الفعلي للحرب مساء الاثنين عندما أمهل الرئيس العراقي صدام حسين 48 ساعة لمغادرة العراق والا واجه غزوا من 280 ألف جندي يحتشدون في منطقة الخليج على أهبة الاستعداد للحرب.
واستهزأ صدام بالانذارالامريكي وتوعدت حكومته بصد (الغزاة المعتدين).
وحذر اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض من ان رفض الانذار سيكون (خطأ صدام الاخير). لكنه قال ان بوش لم يزل يأمل ان يقبل صدام الانذار. وقال مسؤول بالحكومة الامريكية ان (الخطوة التالية متروكة لصدام).
وفي انحاء الولايات المتحدة بدأت الشرطة وغيرها من اجهزة الامن تنفيذ (عملية درع الحرية) وهي برنامج من الاجراءات الامنية الوقائية المشددة بعدما رفعت الحكومة الاتحادية يوم الاثنين درجة التأهب خوفاً من اي تهديدات ارهابية الى الدرجة الاقل مباشرة من القصوى.
وقال فلايشر ووزير الامن الداخلي توم ريدج ان هذه الاجراءات تشمل تشديد الامن في المطارات والموانىء وفرض قيود جديدة على تحليق الطائرات فوق المدن الكبرى وزيادة اليقظة على الطرق والسكك الحديدية ومنشآت تخزين وتوزيع الاغذية وغيرها من المواقع الحساسة.
وفي واشنطن اغلقت ارصفة الطرق المحيطة بالبيت الابيض في وجه المشاة وشددت الاجراءات الامنية في الحدائق العامة وعند المعالم الشهيرة. وقال بوش يوم الاثنين ان حدوث هجمات ارهابية انتقامية وارد في حالة الحرب.
ويشعر الامريكيون الذين اعتادوا الاحساس بالامان داخل حدودهم منذ عشرات السنين بمخاوف جديدة عليهم منذ هجمات 11 من سبتمبر ايلول 2001 على واشنطن ونيويورك التي جعلت بوش يعلن (الحرب على الارهاب).
وأعلن بوش انذاره النهائي لصدام بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن جهودها الدبلوماسية لحل الازمة العراقية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة والمنقسم على نفسه انقساماً حاداً في هذا الشأن.
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة جالوب عقب كلمة بوش مباشرة أن 66 في المئة من الامريكيين يؤيدون المهلة الاخيرة لصدام في حين يعارضها 30 بالمئة بهامش خطأ نسبته أربعة في المئة.
وظلت فرنسا وألمانيا العضوان في مجلس الامن الدولي على معارضتهما للحرب برغم تصريح السفير الفرنسي في واشنطن بأن الرئيس جاك شيراك سيعيد تقييم موقفه من صدام اذا استخدم اسلحة كيماوية أو بيولوجية.
وقال فلايشر ان بيان السفير الفرنسي (جدير بالملاحظة) لكنه لايزال قيد الدراسة.
وقال الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب للرئيس الامريكي جورج بوش في اتصال هاتفي يوم الثلاثاء عن أسفه لانذار بوش باستخدام القوة العسكرية ضد العراق ولفشل الجهود الدبلوماسية. كما اجل البرلمان الروسي التصديق على اتفاقية ثنائية رئيسية مع الولايات المتحدة بشأن الاسلحة النووية مما يعطي اشارة أخرى على غضب روسيا من اندفاع واشنطن نحو عمل عسكري.
|