* نيويورك (الامم المتحدة)العواصم - ديفيد كروسلاند- رالف بولتون - الوكالات:
في اطار ازمة إنسانية محتملة في العراق مع استعداد القوات الأمريكية والبريطانية للحرب وبعد فشل الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة. . . . بدأ مجلس الامن الدولي أمس الاربعاء اجتماعا للبحث في دور الامم المتحدة وتتمثل خمس من الدول الاعضاء وغالبيتها معارضة لعمل عسكري على العراق بوزراء خارجيتها في هذا الاجتماع وهذه الدول هي فرنسا والمانيا وروسيا وسوريا وغينيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس.
ورفضت الولايات المتحدة وبريطانيا ارسال وزيري الخارجية وهما ممثلتان على مستوى سفيرهما إلى الامم المتحدة.
وقد بدأ الاجتماع بكلمة للامين العام للامم المتحدة كوفي انان حيث اعتبرانان امام مجلس الامن الدولي ان ملايين الاشخاص عبر العالم خاب املهم بسبب الحرب الوشيكة على العراق في الوقت نفسه اعرب كبير مفتشي الامم المتحدة في العراق هانس بليكس أمس الاربعاء عن اسفه لعدم منح فرقه مزيدا من الوقت لانجاز عملهم.
واوضح بليكس امام مجلس الامن الدولي اشعر بطبيعة الحال بالحزن لان ثلاثة اشهر ونصف الشهر من العمل الذي قمنا به في العراق لم يسمح بالحصول على التأكيدات اللازمة حول عدم وجود اسلحة دمار شامل.
كما عبر عن اسفه لان مفتشي الاسلحة لم يحصلوا على المزيد من الوقت والعمل العسكري يبدو وشيكا.وقال بليكس: في الوقت ذاته انا مرتاح لاننا تمكنا من سحب كل افراد فرق الامم المتحدة امس «الثلاثاء» موضحا ان السلطات العراقية وفرت تعاونا كاملا في هذاالاطار وانسحابنا إلى لارنكا «قبرص» تم بشكل آمن ومنظم.
وبالرغم من استعداد الولايات المتحدة لبدء عمليات العسكرية ضد العراق . . فقد أكدت ألمانيا رفضها المطلق لمنطق الحرب وقال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر أمس الاربعاء انه ما يزال من الممكن نزع اسلحة العراق سلميا وان برلين ترفض لذلك باصرار الحرب ضد العراق.
واضاف فيشر الذي تحدث في اجتماع لمجلس الامن التابع للامم المتحدة ان المجلس طلب بالفعل ان ينزع العراق أي اسلحة دمار شامل.
وقال: من الممكن نزع الاسلحة سلميا بالتمسك بهذه المطالب مع ( اعطاء ) مهلة قصيرة. . ومن ثم فان السبل السلمية لم تستنفد . . ولهذا السبب ايضا فان المانيا ترفض باصرار الحرب الوشيكة.
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان في كلمة امام مجلس الامن الدولي أمس الاربعاء ان شن حرب على العراق سيفاقم الارهاب في الشرق الاوسط.
غير انه قال ان باريس التي قادت الحملة العالمية ضد شن الولايات المتحدة حربا قبل ان ينتهي مفتشو الاسلحة من عملهم تماما قالت ان الآن وقت تماسك المجتمع الدولي ومعالجة الاحتياجات الإنسانية للعراق.
وقال دو فيلبان: لاولئك الذين يظنون ان وباء الارهاب سيقضى عليه من خلال ما يحدث في العراق نقول لهم انهم يجازفون بالفشل في تحقيق هدفهم.
وقال ان تفجر القوة في منطقة مضطربة كهذه انما سيفاقم التوترات والتصدعات التي يتغذى عليها الارهابيون.
وقالت روسيا امام مجلس الامن أمس الاربعاء ان الامم المتحدة لم تقر مطلقا شن حرب للاطاحة بحكومة العراق واضافت ان شن هجوم على بغداد سيقوض الحرب العالمية على الارهاب.
وقال وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف انه من بين كل الاعلانات الكثيرة التي اصدرتها الامم المتحدة بشأن العراق بما فيها اكثر من عشر قرارات اصدرها مجلس الامن منذ ام 1990 لم يمنح أي من هذه القرارات الحق في استخدام القوة ضد العراق خارج اطار ميثاق الامم المتحدة.
أما وزير الخارجية السوري فاروق الشرع فقد أكد على ان هذه الحرب غير عادلة وهي حرب عدوانية لا أساس لها في شرائع الأمم المتحدة، بل هي حرب عدوانية تشن بموجب شريعة الغاب التي تنتهجها أمريكا وبريطانيا.
وفي كوالا لمبور ادانت رئاسة حركة عدم الانحياز أمس الاربعاء شن الولايات المتحدة وحلفائها هجوما على العراق ووصفته بأنه سيكون «عملا عدوانيا غير مشروع».ودعت جنوب افريقيا وماليزيا وكوبا وهي الرئيس السابق والحالي والقادم لحركة عدم الانحياز التي تضم 116 دولة نامية إلى الاسراع بالعودة إلى الطريق الدبلوماسي لتحقيق نزع ما قد يكون لدى العراق من اسلحة الدمار الشامل.
وهاجمت رئاسة الحركة الولايات المتحدة وحلفاءها لنزوعهم إلى استخدام القوة.
وقالت في بيان اصدرته وزارة الخارجية الماليزية ان: مثل هذا العمل دون تأييد واذن مجلس الامن الدولي ولا دفاعا عن النفس ضد أي هجوم مسلح هو بالتأكيد انتهاك لمبادئ القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة. وحول الدعم اللوجستي الذي تنتظره الولايات المتحدة من تركيا، ترك وزير الخارجية التركي عبد الله جول أمس الاربعاء الباب مفتوحا امام تقديم مساعدة عسكرية أوسع للولايات المتحدة في العراق بعد ساعات من عرض تركيا اتفاقا اساسيا يسمح لواشنطن باستخدام ممراتها الجوية فقط في شن هجمات.وقال انه اذا طرحت قضية تقديم مساعدة اكبر تشمل نشر قوات فان المساعدات المالية الأمريكية قد تناقش مرة اخرى .
وفي واشنطن قال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض ان الولايات المتحدة لم تستبعد تقديم مساعدات مالية لتركيا لكنه لم يذكر تفاصيل.وقال فلايشر ان صفقة المساعدات الاقتصادية الاولى التي كانت تشمل تقديم ستة مليارات دولار مساعدات مباشرة وما يصل إلى 24 مليار دولار في صورة ضمانات قروض أمريكية لم تعد ممكنة لان البرلمان التركي رفض السماح بدخول قوات أمريكية قوامها 62 الف فرد إلى تركيا.
لكن ألمانيا منحت أمس الاربعاء القوات الأمريكية حق الطيران في اجوائها في أي حرب ضد العراق رغم معارضتها لش هجوم وتحذيراتها من ان هذا العمل العسكري ربما يمثل انتهاكا للقانون الدولي .
ورفض المستشار الالماني جيرهارد شرودر نداءات من المعارضة باجراء تصويت في البرلمان يسمح للقوات الألمانية بالمشاركة في رحلات استطلاع ينظمها حلف شمال الاطلسي فوق تركيا وعلى ابقاء وحدات رصد التلوث النووي والكيماوي في الكويت.
على صعيد آخر أبلغ عبد الله العطية رئيس اوبك وكالة الطاقة الدولية ان المنظمة مستعدة لسد أي نقص في الامدادات في حالة شن حرب على العراق العضو في اوبك.
وقال بيان ارسله مكتب العطية إلى رويترز أمس الاربعاء ان وزير النفط القطري اكد لكلود مانديل المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية في محادثة هاتفية تصميم الدول الاعضاء في اوبك على بذل اقصى الجهد لتعويض أي عرقلة محتملة لامدادات النفط نتيجة للاوضاع الحالية.
واضاف البيان ان العطية أكد ايضا ان اهتمام اوبك الرئيسي سيكون تلبية حاجات المستهلكين والحفاظ على استقرار امدادات واسعار النفط في الاسواق الدولية.
وتقول الدول المستوردة للنفط التي تمثلها وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس انها ستعطي اوبك الفرصة اولا لتعويض أي نقص في حالة وقوع حرب.
|