* العواصم الوكالات:
توالت ردود فعل الدول على الانذار الذي وجهه الرئيس الاميركي جورج بوش الى الرئيس صدام حسين لمغادرة العراق خلال 48 ساعة بين مؤيدة ورافضة.
واعربت الولايات المتحدة أول امس الثلاثاء عن (خيبة املها) لرفض كندا والمكسيك المجاورين الاشتراك في عملية عسكرية ضد العراق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان بلاده لن تستمر في التعاون في جميع المجالات مع هذين البلدين اللذين لهما حدود طويلة مع الولايات المتحدة.
واعلن وزير الخارجية الكندي بيل غراهام تعليقا على الانذار الذي وجهه الرئيس الاميركي جورج بوش الى الرئيس العراقي صدام حسين. ان كندا لن تشارك في حرب على العراق (من دون تفويض صريح من مجلس الامن).
ورفضت كندا انتقادات واشنطن لقرارها الا تؤيد غزواً امريكياً على العراق وقالت ان اتاوا ترى ان مثل هذا الهجوم سيكون حربا (غير مبررة).
واعلن جان كريتيان رئيس الوزراء الكندي يوم الاثنين ان كندا لن تشارك بقوات في اي هجوم لايسمح به مجلس الامن الدولي وهو القرار الذي وصفته وزارة الخارجية الامريكية بأنه مخيب للامل.
وقال كريتيان للصحفيين (انا متأكد انه خاب املهم. انا اعرف ذلك. لقد كان علينا اتخاذ قرار يستند إلى قناعات الشعب الكندي والحكومة الكندية).
واضاف (انهم يريدون الحفاظ على علاقات طيبة معنا لقد اختلفنا في الماضي وسنختلف في المستقبل). وقال منتقدون ان قرار عدم ارسال جنود قد يفاقم من التوترات مع الولايات المتحدة اقرب حلفاء كندا واكبر شريك تجاري لها.
وقال كريتيان وفي ذهنه ان استطلاعات الرأي تشير الى ان معظم الكنديين يؤيدون موقفه انه ليس لديه نية للتراجع عن موقفه.
وعندما سألته المعارضة في البرلمان الكندي عما اذا كانت هجمة امريكية ستبرر ام لا اجاب كريتيان بقوله (قلت بوضوح انها غير مبررة).
وقال كريتيان للبرلمان انه ايضاً خاب امله لانه كان قد شعر ان الجهود الدبلوماسية لتفادي الحرب ستمنح مزيداً من الوقت.
ومن جانبه قال نيكوس خريستودو لاكيس وزير مالية اليونان يوم الثلاثاء ان شن حرب تقودها الولايات المتحدة على العراق من دون تأييد من الامم المتحدة يسجل سابقة مقلقة للعلاقات الدولية ويؤدي الى اثارة غضب الدول العربية.
وقال الوزير للتلفزيون اليوناني (ان الحرب) سابقة سلبية للمستجدات المستقبلية انها ستسمم مناخ التعاون بين الدول العربية وباقي دول العالم).
وتتولى اليونان حالياً الرئاسة التناوبية للاتحاد الاوروبي المنقسم بشدة بشأن الازمة العراقية. ويترأس خريستودو لاكيس مجموعة وزراء المالية في الاتحاد.
وقال خريستودولاكيس منحازاً الى الموقف الالماني الفرنسي المناهض للحرب ومستخدماً مصطلحاً صاغه دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي الشهر الماضي (لا يهمني ان يقال انني مع اوروبا القديمة). وكان رامسفيلد رحب بالدول الاوربية الشيوعية سابقا كحلفاء مخلصين للولايات المتحدة وتبنى رامسفيلد فكرة (اوربا الجديدة) لتمييزها عن دول اوروبا الغربية الاغنى والاكثر تشككاً التي تعارض هجوماً عسكرياً من طرف واحد للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
واعلن الاتحاد العام للعمال اليونانيين انه ينوي تنظيم تظاهرات في جميع انحاء اليونان في اليوم الاول من الحرب المتوقعة على العراق. وقال خريستو سبوليزوغوبولوس رئيس الاتحاد (في اليوم الذي ستسقط فيه اولى القذائف. سندعو فوراً الى التظاهر في اثينا في مدن اخرى).
واعلنت رومانيا (تأييدها) انذار بوش واكدت التزامها الوقوف الى جانب (التحالف المناهض للارهاب). واكد مجلس الدفاع الاعلى الذي يرأسه الرئيس ايونالييسكو دعم رومانيا للتحالف المناهض للارهاب والانذار الذي وجهه الرئيس الاميركي الى نظام صدام حسين.
واعربت تايوان عن تأييدها انذار بوش واعلنت فتح مجالها الجوي للطائرات الاميركية اذا ما اندلعت الحرب على العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريشار شيه ان تايوان تأمل في ان يدمر العراق اسلحته المحظورة وان (يغادر صدام حسين البلاد خلال 48 ساعة اذا اراد تجنب اندلاع حرب).
واعتبر الرئيس السلوفاكي رودولف شوستر ان قرار مجلس الامن 1441 يمنح الولايات المتحدة التفويض لنزع سلاح العراق. وقال (ندعم الولايات المتحدة إذ ليس لدينا اي سبب يحملنا على الا نصدق الولايات المتحدة التي تملك بالتأكيد معلومات اكثر مما تملكه الدول الاخرى).
وحذر رود لوبيرز المفوض الاعلى للامم المتحدة للاجئين من المضاعفات الانسانية اذا ما اندلعت الحرب في العراق واعرب عن امله في ان يتنحى الرئيس العراقي. وقال (في هذه اللحظة الاخيرة وعلى غرار كثيرين ليس لدي خيار آخر غير ان اتمنى ان يدرك صدام حسين ان الوقت قد حان ليغادر العراق هو وابناه).
ودعت رئيسة الوزراء النيوزلندية هيلين كلارك صدام حسين الى مغادرة العراق وتجنب وقوع (كارثة حرب). واضافت خلال مناقشة برلمانية حول الازمة العراقية (في هذه الساعة تطلب حكومتنا من العراق اغتنام هذه الفرصة الاخيرة لتجنب وقوع كارثة حرب).
وفي بروكسل اعلن وزير الخارجية لووي ميشال (بعد جميع الجهود التي بذلناها ليس بلجيكا فقط. انما فرنسا والمانيا ايضا وخصوصاً في اعقاب حشد ملايين المواطنين في العالم فان الحرب مع ذلك ستندلع على الارجح).
واضاف (كان في مقدورنا تجنب هذه الحرب لو سارت عمليات التفتيش على مايرام. ولو اضفنا بضعة اسابيع او بضعة اشهر لكان ممكنا ان نخرج من هذه المسألة من دون صعوبات كبيرة). وقال (نحن اليوم في منطق آخر هو منطق الانذار قبل اندلاع المعارك).
واعربت ايران عن الامل في ان يعود الرئيس الاميركي (الى الصواب) عبرالتراجع عن الانذار (الذي لا يستند الى اي اساس شرعي). وقال المتحدث باسم الحكومة عبد الله رمضان زاده ان (تصريحات بوش تفتقد الى المنطق ولا تستند الى اي مبدأ دولي. وآمل في ان تعود الحكومة الاميركية الى الصواب وان تصغي الى الرأي العام الدولي).
ودعا نائب رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الولايات المتحدة الى اعادة النظر في خططها العسكرية في العراق مؤكداً ان تأثيراتها على الدول النامية ستكون مدمرة.
وانتقد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الانذار الاميركي مؤكداً ان هذا الانذار لايحترم الامم المتحدة والمجموعة الدولية. وقال (في رأيي انه لا يحترم الامم المتحدة ولا يأخذ مجلس الامن في الاعتبار. ولاينظر الى ما يفكر فيه العالم. وهذا امر خطر على مستقبل الامم المتحدة. لان الانذار يصبح مرجعية سلوكية في العلاقات بين دول العالم).
واعربت الهند عن (خيبة املها العميقة) لعجز مجلس الامن عن تخطي خلافاته في شأن الازمة العراقية. واعلنت وزارة الخارجية (نشعر بخيبة امل عميقة لعجز مجلس الامن عن التحرك بصورة جماعية ولان اعضاءه الدائمين لم يتوصلوا الى تنسيق مواقفهم حول العراق).
واعتبرت تايلندا ان في الامكان تجنب الحرب على العراق بالطرق الدبلوماسية.
واعلنت الحكومة الهولندية ان قواتها لن تشارك مشاركة (فعالة) في العمليات العسكرية في العراق لان مجلس الامن لم يتخذ قراراً ثانياً. وذكرت وزارة الخارجية في بيان بأن هولندا ساهمت في تعزيز الضغط العسكري على العراق عبر فتح مجالها الجوي ومرافئها ومطاراتها لنقل المعدات والجنود الى الخليج.
ووجهت باكستان العضو غير الدائم في مجلس الامن نداء جديداً للتوصل الى حل سلمي لنزع سلاح العراق.
| 
