في مقال مشرق اضاءته أنامل الدكتور حسن بن فهد الهويمل على سطور مقاله الاسبوعي في جريدتنا الغراء «الجزيرة» في 25/11 يوم الثلاثاء تحت عنوان «ثقافة المتن وثقافة الهامش» وكان الدكتور يتحدث عن هذه الفئة المتناقضة والمستغربة في آرائها وعرضها وطرحها والتي هي حديثة السن بسيطة التفكير لم تصل بعد الى مرحلة العمق والنضج وهي ايضاً لم تتقن فن الكتابة وتتمرس به فضلاً عن «الضجيج» الذي تحدثه وتحركه في الراهن والمشهد الثقافي من تهميش وتغييب لثقافتنا المتحضرة الاسلامية وجعلها «ثقافة هامش» بينما ثقافة «بوش وشارون» ان صح التعبير ثقافة «متن».
والمصيبة ان هؤلاء «المتعملقين» مذبذبون بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هولاء، لاهم الذين تعمقوا في ثقافة الآخر ودرسوا علومها وقلبوا في مراجعها ولا هم الذين تأصلوا في ثقافتهم وقرؤوا فكرها وتشربوا معارفها وعلومها- فقط ساقهم القدر على ان تفسح لهم زاوية او مساحة في جريدة او مجلة واخذوا في جرجرة اقلامهم وتسريحها للكتابة في اي مجال فكري ثقافي عقدي اخالف.. اعارض.. امس ثوابت.. اتعرض لمقدس.. اطمس مبادئ وقيماً - لا يهم - المهم ان يبرز اسمي ويزركش في عالم الصحافة وميدان الثقافة فالهدف هو ان اكتب. لا يحترمون ثقافتهم ويبرزونها ويعرضون صفاءها وطهرها للآخر ويفتخرون بها في كل مشهد ولا يقفون سداً منيعاً وحصناً حصيناً امام كل مُغرض يريد النيل والمس من هذا الدين.. لا ينطلقون من ارضية ولا يعودون الى مرجعية.. مرجعيتهم مقال لكاتب «مُظلم» في جريدة او صحيفة وهدفهم السير في طريق معاكس ومخالف انطلاقاً من مقولة « خالف تعرف» فهم يحاولون ان يثبتوا شخصيتهم ويؤكدوا ذاتهم عن طريق المعارضة والمخالفة وقطع الطريق على الفكرة الناصعة ومشاكستها. وباختصار فهم يسيرون على غير هدى من التقسيم الاخير لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه عندما قسم الناس فهم من قسم «همج رعاع يتبعون كل ناعق».
الحقيقة اننا امام اشكالية كبيرة وامتنا تعيش ازمة ليست بالبسيطة ولا مخرج لها الا بالفرار الى الله وليس هناك وقت لزيادة الجراح وتمييع القضايا وتضييع الجهود وازكاء جذوة الصراع فيما بيننا لان هذا في خدمة العدو ويسر فيه وفي هذه المرحلة الصعبة لامتنا الاسلامية ليس هناك انجع وافضل من التهدئة والمصالحة بين الاطراف وان تجتمع الافكار والاقلام وتُصدَّر باتجاه العدو فالتنازع والتراشق الكلامي يحدث الضعف ويوجد الثغرات للمغرضين والمستخدمين من قبل العدو وايضاً يؤسس للفشل ويُذهب الريح {وّلا تّنّازّعٍوا فّتّفًشّلٍوا وّتّذًهّبّ رٌيحٍكٍمً وّاصًبٌرٍوا إنَّ اللّهّ مّعّ الصَّابٌرٌينّ } .
وفي الاخير فهذه كلمات ملؤها الحب والصدق ابعثها الى كل مثقف مسلم منبهر بحضارة الغرب ومنساق خلف نظامها وفكرها فأدعوه الى ان يجلس مع عقله «الكبير» وينظر الى واقع الحضارة الغربية اليوم كيف تتعامل مع الآخر هل تحترمه ام تطارده
خالد عبد العزيز الحماد - بريدة
|