إنَّ من أهم ما يميز مجتمعنا السعودي ولله الحمد - أنه مجتمع محافظ متمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية بينما نجد المجتمعات المجاورة غارقة في اللهو والمنكرات، مما أقلق أعداء الإسلام وأشغل فكرهم فقاموا بالهجوم على المسلمين عامة وعلينا خاصة ليس بالحروب المسلحة ولكن بأخطر من ذلك عن طريق الغزو الفكري، مما جعل بعض شبابنا وفتياتنا يتعلقون بكل ما يصدر عن الغرب من لباس مخالف وقصات غريبة وتكسر ونعومة لدى الشباب وعدم احترام للوالدين والكبار كذلك انتشار المعاكسات الهاتفية والتي هي مدار حديثي في هذا المقال نتناول فيها الأسباب والعلاج فأقول مستعيناً بالله، إن أهم أسباب المعاكسات هي:
1- الفراغ لدى الشاب والفتاة، والنفس إن لم تشغل بالطاعة شغلت صاحبها بالمعصية، وكما قال صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» وصدق الشاعر:
إن الشباب والفراغ والجده
مفسدة للمرء أيُّ مفسده
|
فلا بد للشاب والشابة من شغل الوقت بالطاعة أو على الأقل بما ينفع في دنياهما من صلة للرحم والمشاركة في المسابقات النافعة في الأحياء وملء البيت بالعمل للفتاة فهو مقر المرأة كما قال تعالى:{وّقّرًنّ فٌي بٍيٍوتٌكٍنَّ}.
2- ضعف الوازع الديني، وعدم المبالاة بما أمر الله به في كتابه حيث قال:{مّا يّلًفٌظٍ مٌن قّوًلُ إلاَّ لّدّيًهٌ رّقٌيبِ عّتٌيدِ} فكل كلمة محسوبة على العبد فكيف إذا كانت في معصية الله.
وقد توعد الرسول صلى الله عليه وسلم وتعوذ من شر اللسان حيث قال لمعاذ رضي الله عنه: «وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم».
3- متابعة القنوات الفضائية الهابطة والمجلات الخليعة فهي مجال خصب لانتشار الفساد في المجتمعات، خاصة بعد ظهور قنوات فضائية مباشرة تحاور الفتاة مع الشاب ويتم تبادل الكلمات الغزلية والمثيرة للغرائز. والأسباب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، وأما أهم طرق العلاج فهي:
1- المتابعة المستمرة للأبناء من قبل أولياء الأمور مع مراعاة حسن التعامل معهم مع محاولة إيجاد البديل الحلال.
2- عدم ترك الشاب أو الفتاة لوحدهما لأوقات طويلة والمتابعة عن بُعْد، وعدم الثقة الزائدة في الأبناء فالمتابعة واجبة، وكم جرّت هذه الثقة من ويلات وهتك أعراض لم يحسب لها حساب، إلا بعد أن وقعت الفأس في الرأس.
3- صحوة المجتمع ككل لمحاربة هذه العادة الدخيلة على مجتمعنا المسلم المحافظ كل في مجال تخصص فالمعلم والمعلمة عن طريق توزيع الأشرطة والنشرات التي تحذر من خطر المعاكسات وأثرها في فساد المجتمع ونشر الرذيلة، في المدارس، والموظف عن طريق النصح والتحذير لمن هم معه، والجار لجاره، وكذلك الأئمة في المساجد والخطباء في الجوامع، والدكاترة والمحاضرون في الجامعات.
|