في ص «121»، نقرأ لكاتبنا: خواطرقاهرية»، وهي خواطر مجنحة جميلة، وقد مررت بمثلها في الصفحات التي مرت بي، ومررت بها في هذا الكتاب.. ونقرأ في المقطع الثالث من الصفحة - 122-، ثناءاً عاطراً على سكان القاهرة، ذلك أنهم في زحمة الحياة وضجيجها وهمومها، فهم كما يقول الكاتب:«يملكون قلوباً قدت من الورد، ومشاعر صيغت من عبقه، رغم- الشوك- أي الذي حول الورد- فإن الشخصية المصرية تبقى رقيقة الملمس، زكية الرائحة».. ولعلى أسأل أخي الوجيه:
هل تريد وردا بلا أشواك؟ وإذا قال نعم، فإنه يخالف الفنان الكبير الأستاذ محمد عبدالوهاب، الذي يقول: «علشان الشوك اللي في الورد، أحب الورد»..! وأسأل أخي: ألا يرى أن كلمة - قدت- فيها عنف لا يليق بالورد الناعم الملمس، كأن يقول: يملكون قلوباً وردية، أو من غراس الورد.
* في صفحة -124-، وتحت عنوان «قرن.. بأية حال جئت يا قرن».. قياساً على قول شاعر العروبة الذي لا يباري أبا الطيب المتنبي:«عيد بأية حال عدت يا عيد».. وأحداث هذه الأيام، التي تنداح في الدنيا، من خلال تحكم الأقوياء، بغية أن يهلكوا الحرث والنسل- وهو إفساد في الأرض- والله لا يحب الفساد-، وكان يجب أن يسود العالم السلام والرخاء والإنفاق على الأدواء، بدل الانفاق على وسائل الدمار..! وصدق الحق القائل:«قتل الإنسان ما أكفره»، إنه طغيان القوة، وفي ذلك يقول الحق:«كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى».
* يتمنى كاتبنا صلاح أمر الأمة العربية، في هذا القرن الجديد.. ودستور هذه الأمة الخالد يحثها على الاعتصام بحبل الله، وعدم التشرذم، لأن في الاعتصام قوة وإرادة واحدة، ذلك أن وحدة الهدف قبل وحدة الصف، كما قيل.! ونحن نردد، أن أمتنا لو قاست حالها على حال أوربا، فالشعوب الأوربية، لا يجمعها دم ولا لغة ولا عقيدة، غير أنهم ينظرون إلى مصالحهم، لكن الأمة العربية، يبدو أنها أمة شقاق وفرقة..
فهي حتى على المصالح العامة الخارجية، لم تنفق.. نرجو الله أن يهديهم سواء السبيل.!
* وما ألقى به الكاتب في هذه الحال، من أمانيّ ومنى، نرجو الله أن يحققها.. ويبقى على المسلمين والعرب، أن يغيروا ما بأنفسهم، كما أشار إلى ذلك الكتاب العزيز، وأن يكونوا أكثر قربا وإيمانا بخالقهم، فهم إذا نصروه، فإنه سبحانه سينصرهم، وذلك وعده الذي لا يخلف.!
* وما أجملها من أمانيّ، تلك التي سطرها كاتبنا في آخر الصفحة -125-، فقال: أتمنى أن يدخل العرب الألفية الجديدة بإرادة تهزم اليأس وتفل البأس تخلصا من هواجس الأمس ورومانسياته« إلخ..! ما أجملها من أماني وأحلام، وأردد مع القائل:«مني إن تكن حقاً تكن أجمل المنى، ولا أقول إننا عشنا بها زمناً رغداً».! حقيقة، فأنا غير متشائم، وبالمقابل، فإنني غير متفائل.. غير أن قدرة الله جل في علاه، تغير من حال إلى حال.. ونسأله جلت قدرته، أن يغير حال أمتنا إلى أحسن حال، وأن يعيننا على أنفسنا حتى لا نضل، وأن يعيننا على أعدائنا حتى لا نذل.. ونرجوه وهو القادر على كل شيء، أن يجنب أمتنا العربية والإسلامية ويلات الحرب والدمار، ونسأله سبحانه أن يجعلنا آمنين في أوطاننا، ونسأله بقدرته التي لا تقهر، أن يعم السلام العالم بأسره، إن الله على كل شيء قدير..!
|