* الرياض محمد العيدروس صالح الفالح:
رفعت دولة الكويت درجة استعدادتها لقواتها العسكرية بالداخل وعبر حدودها.. مع اقتراب اندلاع حرب محتملة ضد العراق تشنها القوات الأمريكية وقوات التحالف.. ونشرت الكويت منصات لصوارخ «باتريوت» الأمريكية على طول حدودها وفي العديد من المواقع بداخل الكويت.. ورأى السفير الكويتي لدى المملكة العربية السعودية الشيخ جابر دعيج الصباح في حديث خص به «الجزيرة» اتخاذ كافة الاحتياطات العسكرية في مثل هذه الظروف والأوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة بأنها مطلوبة وواجبة وأمر طبيعي تفرضه طبيعة الوضع إذا ما قامت أية عملية عسكرية ضد العراق على الحدود.
ونفى السفير الكويتي حول ما ذكرته أنباء أن هناك نشراً لصواريخ عراقية عبر الحدود الكويتية. مؤكداً ان ذلك ليس صحيحاً وأمور مختلفة.. مشيراً في هذا السياق ان المسؤولين الكويتيين قد نفوا ذلك الأمر نفياً قاطعاً وعلى رأسهم وزير الدفاع الكويتي..
ورَّحب السفير الكويتي في معرض حديثه بقوات درع الجزيرة على أرض الكويت بعد تكامل وصولها للحفاظ على أمن وسلامة المنطقة في حالة اندلاع حرباً ضد العراق لا قدر الله وعدَّ قوة درع الجزيرة بأنه أحد ثمار التعاون المشترك بين دول المجلس في المجال الأمني والعسكري.. حول ما أثير بأن هناك نزوحاً من الكويتيين والمقيمين من داخل الكويت لدول أخرى مجاورة هرباً وتخوفاً من نشوب حرب.
نفى السفير الكويتي ذلك. وأكد أن ما قيل عن نزوح من الكويت للكويتيين وغيرهم عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً.. لافتاً إلى أن الحكومة الكويتية متواجدة داخل الكويت ولم تغادرها وحاضرة داخل أرض الكويت.. مضيفاً بقوله حتى أن كافة افراد عائلتي موجودة حالياً بداخل الكويت.. مُشدداً بإن الكل باق في الكويت ولن يغادرها أحد سواءً من الحكومة أو الشعب أو من المقيمين فيها..
وعن مدى التكامل الخليجي وتعامله مع هذه الأزمة وعما إذا كان هناك اتفاق في ارائها تجاه ضرب العراق.
أكد السفير الكويتي إن الدول الخليجية متفقة في مصالحها ومصيرها المشتركة ووحدة صفها.
وقال إن الاتفاق هنا وارد 100% وليس ثمة هناك أي اختلاف في هذا الشأن.. مؤكداً في هذا الصدد إن ما يضر ويمس أي دولة خليجية هو يضر الأخرى.. مُعتبراً أن الموقف بين دول مجلس التعاون الخليجي واحد..
ودلَّل السفير الكويتي على الوحدة الخليجية المشتركة بين دول المجلس ما صدر عن وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد مؤخراً بجدة.. من بيان أتفق فيه بإرسال قوات درع الجزيرة إلى الكويت نتيجة الأُوضاع الراهنة في المنطقة.
حول الكيفية التي ستعامل معه الحكومة الكويتية فيما لو تمت الضربة للعراق وتغيير النظام الحاكم بنظام جديد في البلاد..
أكد أن الكويت دائماً مع كل نظام لأي دولة يحترمها ويخدم حدودها وسيادتها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.. وكذلك يحترم المواثيق والمعاهدات الدولية الصادرة مرحباً في هذا السياق بكل دولة تلتزم بمثل هذه المواثيق تجاه دولة الكويت وسيادتها.. ورأى سفير الكويت إن الشعب العراقي.. لا ذنب له وليس له علاقة بكل الأمور التي تحدث في الوقت الراهن.. ولا يتحمل أية مسؤولية تجاه هذا الشأن.. مُحملاً في هذا السياق النظام الحاكم في العراق مسؤولية كل ما يقع ويحدث للعراق.
وفيما يتعلق بانعكاسات الأحداث التي وقعت داخل الكويت من قبل بما يسمى «بتنظيم القاعدة» أو«الافغان العرب» تجاه أفراد القوات الأمريكية.. وأثرها في الوضع الأمني في الكويت.. استنكر السفير الكويتي مثل هذه الأحداث.. مُعتبراًَ بأنها قد شكلت قلقاً وإزعاجا للمجتمع الكويتي والأمن في الكويت.
وعزا ظهور مثل هذه الأحداث من قبل «بعض» الشباب الكويتي ممن قد غرر بهم تأثروا بأفكار خارجية ومبادىء متشددة ومتطرفة.. ووصف السفير الكويتي بأن الوضع الأمني داخل الكويت أكثر من جيد وكافة رجال الأمن منتشرون في كل مكان من الكويت ومتيقظون لمثل هذه الأحداث ومنها قبل أن تحدث أو تقع.. مشيراً إلى أن مثل هذه الأحداث تقع في كل مكان وفي بكل دولة في العالم.
وجَّدد في هذا السياق رفضه وكل الكويتيين لكل أشكال وأعمال العنف وقتل الأبرياء.. ووصف الكويت بأنه بلد مسالم وعاش على المحبة ويحب الخير ويسعى إليه دائماً وأبداً في علاقته مع جيرانه والدول الشقيقة والصديقة في العالم أجمع.. والمبنية على الاحترام المُتبادل والصداقة.
وبخصوص وجود خلايا نائمة في الكويت ويتبعون لأفراد تنظيم القاعدة وعما تشكله من قلق وهاجس أمني للكويت..
أكد السفير الكويتي إنه لايزال هناك أفراد قد يكونون من تنظيم القاعدة داخل الكويت.. مؤكداً بثقة رجال الأمن الكويتي بمتابعتهم وتيقظهم وإحباط مخططهم وأهدافهم الرامية إلى زعزعة الأمن داخل الكويت.. كاشفاً في هذا السياق بأنه قد تم مؤخراً الكشف على 3 أشخاص وإلقاء القبض عليهم كانوا قد قاموا بأحداث داخل الكويت.. وقد نُشر عنهم عبر الصحف الكويتية.
إلى ذلك أكد السفير الكويتي على أهمية الزيارات المتبادلة بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي للتشاور وتعزيز مسيرة التعاون الثنائي والعلاقات المشتركة.. وفي كل ما فيه خدمة دول الخليج ومواطنيه.. وإرساء المزيد من الأمن والاستقرار في المنطقة وتوفير المزيد من التطور والازدهار والرقي لكافة أبناء وشعوب المنطقة وتحقيق كافة الآمال والتطلعات التي ينشدونها..
وأكد السفير الكويتي في ختام حديثه أن الكويت دولة مُسالمة وتسعى دائماً إلى الأمن والسلام والخير.. داعياً الله سبحانه وتعالى أن يحمي الكويت وكافة الدول الخليجية والعربية والإسلامية وشعوبها قاطبة من كل سوء ومكروه.. وأن يجنبها كل ما قد يزعزع ويؤثر على أمنها واستقرارها.. وأن يعم الخير والأمن والسلام كافة أرجائها.
|