Wednesday 19th march,2003 11129العدد الاربعاء 16 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
آباء.. ليسوا قدوة..!!
عبدالرحمن بن سعد السماري

بعض الآباء أو الأمهات.. يستهينون بسلوكيات معينة أمام الأبناء.. وهي سلوكيات خاطئة لا يمكن قبولها ولا يمكن أن يقال إنها أمور عادية.. ومع ذلك.. فبعض الآباء أو الأمهات يمارسونها أمام أبنائهم.. وكونها تصدر منهم ككبار هذا لا شك خطأ.. والخطأ الأكبر هو أن تصدر منهم أمام أبنائهم ليعودوهم عليها.. ويقولون لهم.. إن الأمر عادي.. وإن هذا السلوك الخاطىء لا شيء فيه بل ينبغي عمله.
** فمثلاً.. أب يؤذن المؤذن وتقام الصلاة وهو جالس أو نائم في منزله وهو يسمع الأذان والإقامة.. ويخرج الناس من الصلاة وهو لم يتحرك من مكانه أمام أنظار كل أبنائه..
**وأب يدخن ويشيش أمام أبنائه.. بل يطلب من أبنائه تصليح عدة الشيشة أو شراء الدخان من البقالة.. وتجد الصغير يتنقل من بقالة إلى أخرى يبحث عن دخان لأبيه.
** وأب أو أُم.. يسب أقاربه أمام أبنائه.. بل ربما تعدى بالسب إلى أخيه الأكبر أو أخته الكبرى مثلاً.. بل ربما صارت المسألة أشد من ذلك وأسوأ.. عندما يسب والديه أو يسيء الأدب مع والديه أمام أبنائه.. وآخر عندما يتآمر مع أمهم ضد والده أو والدي زوجته أمام أبنائه في أي شيء كان.. حتى لو كان الأمر تافهاً للغاية.
** أما الكذب والكلام البذيء.. فحدث ولا حرج.. فقد تسمع على لسان بعض الصغار أحياناً كلاماً بذيئاً للغاية.. ولو سألت أو استقصيت لوجدت العبارة نفسها على لسان الأب دائماً.
** وهناك بعض الآباء من يُقلب الدش ويتابع محطات رديئة بحضور أبنائه ويقول لك.. الأمر عادي.. ومصيره يشوفها.. أو هذه مشاهد عادية أو الأمر هين.. أو يعتقد أن الصغير أبو سنتين أو ثلاث أو أربع.. لا يفهم شيئاً.. يعني «بزر» كما يقولون.
** وبعض الآباء أو ربما الأمهات لا يعرفون في منازلهم شيئاً اسمه الصدق أبداً.. فهو يكذب حتى على أولاده ويشعرهم أنه يكذب.. بل ربما يمارس غشاً أو خداعاً أو مراوغة في أي شيء أمام أبنائه كلهم.. بل ربما أعلن أمام أبنائه.. أنه قطع الاشارة أو خالف نظام المرور.. وتحايل على رجل المرور أو رجل الأمن.. أو ارتكب هذا الخطأ أونصب على فلان وضحك على الآخر وتحايل على الثالث وأن الحياة كلها هكذا.
** وبعض الآباء أو الأمهات يتحدث عن الغش في الامتحان وأنه غش في السنة الفلانية وخاتل المدرس وضحك عليه أو تحدث عن مشاكساته مع المدرسين والمدير ومعاركه الكثيرة مع زملائه ومراهقاته داخل المدرسة.. وكل ذلك يتم أمام الأبناء وهم ينصتون بكل اهتمام لهذا المسلسل المخجل.. لكنه القدوة مع الأسف .. وطبعاً «أَمْحَقْ أبُو؟!!».
** بل إن بعض الآباء يعلم أولاده ويلقنهم التلاعب والتحايل والغش والكذب.. ويدرسهم كيف يتحايلون ويكذبون ويغشون.. هذا هو الأب القدوة.
** ممارسات أخرى كثيرة من هذا القبيل.. نخجل من ذكرها..
** انهم آباء ليسوا قدوة مع الأسف.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved