باريس: انذار بوش يخالف إرادة مجلس الأمن
الجامعة العربية : واشنطن تعمل خارج الشرعية الدولية

* القاهرة - العواصم - الوكالات:
أعربت العديد من دول العالم عن معارضتها للانذار الذي وجهه الرئيس الأمريكي في وقت مبكر من فجر أمس الثلاثاء الى الرئيس العراقي بمغادرة بلاده أو مواجهة الحرب باعتبار ان الانذار يصدر خارج الشرعية الدولية المتمثلة في مجلس الأمن الدولي.
فقد رفضت الجامعة العربية أمس الثلاثاء الانذار، متهمة واشنطن بالعمل «خارج اطار الشرعية الدولية».
وقال المتحدث الرسمي هشام يوسف ان «الجامعة لا يمكن لها ان تقبل بتوجيه مثل هذا الانذار النهائي».
وأضاف «ان قرار مجلس الأمن 1441 لم يتضمن سقفا زمنيا. كما ان هناك اعترافا دوليا بتعاون العراق مع فرق التفتيش في سبيل تنفيذ هذا القرار».
وعبر يوسف عن أسفه لقرار الولايات المتحدة «العمل خارج اطار مجلس الأمن بالنسبة الى الأزمة العراقية. وبالتالي خارج اطار الشرعية الدولية»، مضيفا «يبدو واضحا ان الولايات المتحدة حسمت أمرها بنهاية العمل الدبلوماسي رغم توجه الرغبة والارادة الدولية التي كانت ترى ان هناك امكانية حقيقية لتحقيق حل سلمي للأزمة».
كما أعرب عن الأسف «لقرار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان سحب المفتشين الدوليين من العراق».
ووجه الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الاثنين انذارا الى الرئيس العراقي صدام حسين ونجليه للخروج من العراق وإلا فان الولايات المتحدة ستشن حربا ضد العراق في وقت تختاره.
وأعلن وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم في لشبونة في ختام لقاء مع نظيره البرتغالي انطونيو مارتينيز دا كروز ان عملية عسكرية في العراق من دون تفويض من الأمم المتحدة لا تتمتع بشرعية دولية.وفي باريس أعلنت الرئاسة الفرنسية صباح أمس الثلاثاء ان الانذار الذي وجهه الرئيس الأمريكي الى العراق يمثل «قرارا منفردا» وانه «يخالف ارادة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة».
وقال بيان رئاسي فرنسي «ان الانذار الذي وجه الى العراق تم من دون التشاورمع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة».
وأضاف البيان «ان هذا القرار المنفرد مخالف لارادة مجلس الأمن والمجموعة الدولية اللذين يرغبان في مواصلة نزع اسلحة العراق وفق القرار 1441».ويأتي البيان الفرنسي بعد الانذار الذي وجهه الرئيس بوش الليلة قبل الماضية الى الرئيس العراقي صدام حسين بمغادرة العراق خلال 48 ساعة وإلا فانه سيعطي الأمر الى 250 ألف جندي أمريكي محتشدين حول العراق ببدء الحرب.
وتابع البيان مهما كان الهدف المنشود فان فرنسا تعيد الى الأذهان بأن مجلس الأمن هو الجهة المخولة اجازة استخدام القوة وهي تدعو الجميع الى تحمل مسؤولياتهم لاحترام الشرعية لأن تجاوز شرعية الأمم المتحدة وتغليب القوةعلى القانون يعني تحمل مسؤوليات ثقيلة».وتستعد الولايات المتحدة وبريطانيا لشن الحرب على العراق من دون موافقة مجلس الأمن. وقد عمد البلدان أول أمس الاثنين الى سحب مشروع قرار كان قدم الى مجلس الأمن يجيز استخدام القوة ضد العراق بعد ان عجزا عن توفير اكثرية التسعةاصوات المطلوبة داخل المجلس.
إلا ان لندن وواشنطن حملتا مسؤولية هذا الفشل لفرنسا التى هددت باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار (الانذار).