* بروكسل أ ف ب:
يبدو حلف شمال الأطلسي ضحية للحرب المعلنة في العراق وسيكون مدعوا في حال وقوعها لحماية تركيا وسيكلف على الأرجح بدور بعد الحرب ولكنه سيدفع في المقابل وحدته وتماسكه، اللتين ستهتزان بشدة، ثمنا لهذه الحرب.
واعتمدت الولايات المتحدة باعتمادها، كما فعلت في افغانستان، على «تحالف من المتطوعين» لمواجهة نظام صدام حسين وقررت ان ينحصر دور أكبر منظمة عسكرية في العالم في دعم حليف أساسي لها هو تركيا، العضو الوحيد المجاور للعراق في الحلف الاطلسي.وقال السير تيموثي غاردن من المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن ان إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش «لم تكن مهتمة بطلب خدمات الحلف» في العراق لانها كانت «ستضطر للخضوع لقاعدة التوافق» التي تحكم المنظمة.
وكانت الانقسامات داخل الحلف حول ضرورة تدخل عسكري ضد العراق اغرقت المنظمة العسكرية في احدى أخطر الأزمات في تاريخها واعتبر السفير الاميركي لدى الحلف نيكولاس بيرنز انها أثرت على «مصداقيته».
وكانت الولايات المتحدة عبرت في كانون الأول ديسمبر الماضي عن املها في ان يلعب الحلف دوراً ولو محدوداً في حال نزاع، محاولة بذلك التعبير عن ثقتها المتجددة في الحلف.وتعبيراً عن رفضهم لما ينطوي عليه هذا الإجراء من تسييد منطق الحرب، رفضت فرنسا والمانيا وبلجيكا الطلب الاميركي وأجبرت واشنطن على اعادة النظر في مطالبها في بداية الشهر الماضي.
وبعد مفاوضات طويلة استمرت سبعة أيام تمكن الحلفاء من التفاهم في 16 شباط فبراير على إرسال أنظمة صواريخ مضادة للصواريخ «باتريوت» وطائرات أواكس إلى تركيا.
لكن هذا القرار اتخذته 18 من الدول ال 19 الأعضاء داخل لجنة خطط الدفاع في الحلف التي لم تعد فرنسا تنتمي إليها منذ انسحابها من البنية العسكرية للحلف في 1966.
وقال غاردن ان «الحلف ضحية جانبية للنزاع على السلطة الذي يجري في الأمم المتحدة»، معتبراً ان مستقبل الحلف «قاتم جداً».وقد أكد الامين العام للحلف جورج روبرتسون ان الحلف تجاوز الأزمة لكنه اعترف بانها أثرت على وحدته في مرحلة بالغة الحساسية من تاريخه.
وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته منذ أسابيع ان «السؤال الذي سيطرح يتعلق بمعرفة ما إذا كان الحلف مفيداً».
|