* جدة - صلاح مخارش:
انتهى مؤخراً تصوير المسلسل التلفزيوني المحلي «أيام الشتات» الذي أنتجه التلفزيون السعودي وقد تم انجاز كافة العمليات الفنية والانتاجية،، حيث صورت مشاهد المسلسل في أكثر من سبعة مواقع استناداً إلى أجواء تلك المناطق الجغرافية وقربها من موضوع وشكل العمل، حيث استغرق تصوير هذا العمل مدة أربعة أشهر ونصف الشهر الشهر وبمشاركة نخبة من الممثلين الخليجيين والعرب منهم إبراهيم الحساوي، محمد الجناحي، بدرية أحمد، محمد الحجي، علي الإبراهيم، عمر الديني، محمد الزهراني، محمد بكر، عبدالله اليامي، عبير عيسى، شفيقة الطل، بكر قباني، محمد الضمور، ديانا حداد، رانيا فهد، رنا أبو غالي، إياد شطناوي، تحسين خوالدة، مأمون النعيمي، وغيرهم من الفنانين، وهذا العمل الذي يخرجه المخرج الأردني أحمد دعيبس الحاصل على ثلاث جوائز ذهبية في الاخراج، يرصد هذا العمل الفترة الزمنية التي سبقت توحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود حيث يتناول حال وصورة الجزيرة العربية في ذلك الوقت وماكانت عليه من تفكك وعدم استقرار وطمأنينة لعدم وجود الأمن والأمان وذلك من خلال مجموعة من الشخصيات الدرامية التي تجسد نفسها أمام هيمنة القوة والتسلط في تلك الفترة التي كان يعيش فيها أثرياء الاقطاع ويهيمنون على الحياة العامة لتصل الوقائع على كشف ضعف الانسان وهروبه من مواجهة السيطرة وسيادة العنف إلى أن تظهر عناصر بشرية قوية تقف صامدة في مواجهة هؤلاء المتنفذين، كما أنه يؤكد على استمرار الشر في كل الأزمنة حينما لا تواجهه قوى متحدة وباحثة عن مستقبل أكثر استقراراً وخالٍ من كل عناصر الظلم والاستبداد الذي كان يحصل في الماضي.
وينتهي هذا العمل بتوحيد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - لمناطق المملكة المختلفة ونشر الخير والتخلص من الظلم ونشر العدل والأمن بين الناس، كما يتطرق هذا المسلسل للعمل الجاد الذي كان يقوم به الملك الراحل لرفع سوية العيش في المملكة ونشر العلم وغيرها من ضروريات الحياة الأساسية التي عمل على خلقها وايجادها لأبناء الشعب السعودي، ويناقش هذا العمل هذه القضايا من خلال طرحها في قضية اجتماعية محبوكة درامياً ما بين صراع الخير مع الشر وتقديمه بشكل بدوي مختلف عن الأعمال البدوية الأخرى وذلك لأن اللهجة المحكية في هذا العمل هي اللغة الفصحى وقد رصدت لهذا المسلسل مبالغ انتاجية ضخمة وصلت إلى «650» ألف دولار حتى يظهر بصورة جميلة ومشوقة، فقد استخدم بهذا العمل أكثر من 2200 كومبارس و1200 رأس من الخيل و800 جمل وأكثر من 1500 رأس من الغنم وذلك لبيان الغنى والترف الذي كان يعيشه أبطال العمل الاقطاعيون ورجال العصابات ممن كانوا ينهبون من الناس الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة في مواجهة هذا الطغاء.
وقد تم بناء قرية كاملة للتصوير بنفس المواصفات والشكل والبيئة المطابقة لشكل البناء في تلك الفترة الزمنية وجاء ذلك بعد عودة ودراسة للمراجع التاريخية التي تظهر شكل العمارة والبناء في السعودية قبل أكثر من 100 عام باشراف المهندس الأردني فوزان العبادي والذي استخدم نفس الحجر واللون وتم استعمال جميع الأدوات المنزلية والعملية «كاكسسوارات» في هذا العمل حتى يكون الشكل العام وأدق التفاصيل بدرجة عالية من الدقة والواقعية التي تعود بالمشاهد لتلك الحقبة التي تدور أحداث العمل حولها. لم يقتصر هذا الاهتمام على الديكور والاكسسوارات فقط بل كانت العودة إلى الكتب الفلكلورية وخبراء تصميم الأزياء لمعرفة شكل الزي الشعبي الذي كان يرتدى في تلك الفترة الزمنية سواء كان خاصاً بالرجال أو الزي الخاص بالنساء، حتى أن شكل «العقال» و«المرود» يستمد بشكله المستخدم في العمل من تلك الفترة، ونوع الأسلحة التي استخدمت هي السيف والجنبية والبندقية وكانت مطابقة للأنواع التي استخدمت في تلك الفترة الأمنية والتي كان يستعملها أجدادنا العرب في شبه الجزيرة العربية.
المخرج أحمد دعيبس مخرج العمل قال هذا العمل يعد من الأعمال المميزة التي قمت باخراجها وذلك لجمال القصة ولتسارع الأحداث وكذلك الصراعات التي أعطتني أفقاً ومساحة أوسع لتسخير الامكانيات الفنية التي أتيحت لصالح العمل في خلق جو جذاب ومشوق للمشاهدين، كما أنني استخدمت مجاميع كبيرة في المعارك التي فاقت الخمس والتي استخدمنا بها أعلى مستويات الخدع الفنية الدرامية من القتل وقطع الرؤوس والأيادي وشكل الدمار بعد كل معركة، حتى انتقاء الممثلين كان بصورة دقيقة جداً معتمداً في ذلك على امكانية كل ممثل في تجسيد الشخصية المسندة إليه ويواصل دعيبس قوله: أنا سعيد بهذه التجربة مع الأشقاء السعوديين والعرب الذين شاركتهم في هذا العمل والذي استمر لأكثر من أربعة أشهر ونصف الشهر في التصوير.
فأنا أعتبره درامياً ضخماً بكافة المقاييس وأتوقع أن يكون له صدى وشعبية كبيرة عند الجماهير العربية.
أما الفنان عمر الديني مدير انتاج العمل فقد قال: سخرنا كل الامكانيات الفنية والانتاجية حتى يخرج العمل بصورة جميلة فقداستخدمنا أرقاماً كبيرة من الكومبارس والخيل والجمال والأغنام، ووصل عدد العاملين في الانتاج إلى أكثر من ثمانية أشخاص جميعهم من الذين لهم باع طويل في هذه المهنة واصلوا الليل بالنهار حتى لا ينقص أي شيء واجب توفيره لصالح العمل والعاملين به..
والحمد لله نتمنى أن يكون العمل على القدر الذي يرضي مشاهدينا في جميع أنحاء الوطن العربي.
فريق العمل
ضم فريق عمل أيام الشتات مجموعة كبيرة من المتخصصين والمحترفين في مجال الأعمال الدرامية وبالاضافة لمخرج العمل أحمد دعيبس هنالك مساعد من الاخراج نادر عمار مخرج منفذ، محمود الدوايمة مخرج مساعد والفنان الكبير بكر قباني كمدقق لغة عربية فصحى ومدير التصوير والاضاءة قصي الحديدي. والمساعدون هم جعفر نوفل، عبدالله أبو عويمر، مصعب الصرايرة ومهندس الصوت خالد القواس وفني أكسسوارات حسام براسنة وكوافير محمود الحايك ومكياج صبا حكزه.
الجهات المنتجة
المسلسل من انتاج القناة الأولى بالتلفزيون السعودي وتولت شركة النيزك الانتاج التنفيذي باشراف الأستاذ خالد بن سليمان الحجيلان.
الأشعار والقصائد
أعد القصائد الوطنية التي تحكي الشتات والألم حتى الوصول إلى مرحلة التوحيد الشاعر «ابن عبود» والذي قام بتأليف «25» قصيدة يتم تقديمها بنظام «الفيديو شعر» طوال حلقات المسلسل.
الأغاني
يغني شارة المسلسل الفنان محمد عمر و كتب كلماتها الشاعر مهدي بن سعيد ولحنها خالد العليان.
|