Tuesday 18th march,2003 11128العدد الثلاثاء 15 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

22/2/1390هـ - الموافق 28/4/1970م - العدد 291 22/2/1390هـ - الموافق 28/4/1970م - العدد 291
كلمة الجزيرة
فتح جديد بعيد عن المحاور والتكتلات
عبدالرحمن المعمر

لسنا في درجة من الضعف تعجزنا عن القيام بواجبنا.. ولكننا في حاجة فقط إلى قوة الإيمان و الإخلاص في العمل والعزيمة على التنفيذ.. وإذا قلنا فيجب أن نفعل.. وإذا قررنا فيجب أن ننفذ.
بهذه الكلمات خاطب رائد التضامن الإسلامي الفيصل الباني وفود الدول الإسلامية التي شهدت المؤتمر العتيد في جدة هذا الأسبوع وإذا تكلم فيصل، جاء بالحكمة وفصل الخطاب، فهو يقول ويفعل وهذا شأن العظماء أبداً. ولقد ارتفع صوت المملكة في أرجاء العالم على لسان قائدها وعلى لسان وزير خارجيتها يدعو المسلمين إلى التلاقي والتآخي وينبه من خطورة الدروب الملتوية والسراديب المعتمة ويحذر في إشفاق من المتربصين بنا الدوائر.
يجب ألا ننتظر من أعداء الإسلام أي إنصاف أو مساعدة إن أمتنا ا لإسلامية تتعرض اليوم لأفظع عدوان في التاريخ، ونحن في عملنا وتعاوننا لا نقصد شراً بأحد ولكننا في الوقت نفسه لا يمكن أن نقر الشر فينا أو الاعتداء علينا. لا أجد لنا اليوم أي عذر لنتأخر عن العمل.. وهكذا يحدد الفيصل مسؤولية القادة والزعماء في دنيا العمل السياسي اليوم. فليس أمام الأمة الإسلامية سوى التضامن لتصون عقيدتها وتحفظ كيانها الكبير من الاندثار أو الذوبان.. إن مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية هو كما عبرت عنه كلمة وزير الخارجية اجتماع البناء الخير غير المتعصب الساعي للتقدم بعيدا عن كل أشكال التمييز.
إن المملكة السعودية التي تحتوي مقدسات المسلمين ومهوى أفئدتهم وهي تحتضن دعوة الإسلام وتذود عنها ترى لزاما عليها أن توقظ الشعور الإسلامي، وتنذر بخطر الأبعاد الحقيقية للمؤامرة الصهيونية التي تمثل إسرائيل فيها رأس الحربة والتناقض الصارخ والتجسيد البشع للتعصب العنصري والتفرقة والتناحر الديني.
وبعد فقد انقضى المؤتمر وانفض الجمع عن مقررات عظيمة وجسيمة قابلتها الملايين المسلمة في كل مكان من اليابسة بالبهجة والترحاب.. وعبرت عنها عشرات المئات من البرقيات المرفوعة إلى الفيصل.. ولقد امتاز هذا المؤتممر عن سواه من اجتماعات الساسة بابتعاده عن تكتلات المحاور المذهبية العنيفة والمحاجر الفكرية والتعصب الذميم.. إنه فتح جديد للفكر وتحرر للإرادة الإسلامية وتصافح للروح الدينية الخالصة بعيداً عن العنصرية المذهبية الماحقة.
لقد كان هذا المؤتمر إعجازاً في كل شيء، فقد التقت فيه قوميات مختلفة وألسن متباينة وأنظمة سياسية متناقضة، فهجعت كلها للإسلام وتطامنت لصوته وسلمت له.
التقى العرب الفرس والأفارقة بالأتراك وجلس ممثلو أنظمة علمانية بجانب ممثلي أنظمة إسلامية وهكذا تصنع دعوة الإسلام الأعاجيب.
حيا الله مؤتمر المسلمين الكبير وشكراً لمن دعا إليه وتقديراً لمن استجاب له وأملاً حارا في أن ننتهي إلى تجمع إسلامي روحي كبير يقود الإنسانية الحائرة إلى من مدارج الحق والإيمان والحنان لتتفيأ ظلال العدل وتطمئن إلى صفاء الإيمان وتهجع بين أحضان الحنان.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved