Tuesday 18th march,2003 11128العدد الثلاثاء 15 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إضاءة إضاءة
عندما لا تفهم ما يقوله الطفل!
د.سامي السقا *

كثيرا ما نواجه صعوبات في فهم ما يقوله صغار الأطفال حين يحاولون التحدث معنا. وفيما يلي اقتراحات تشتمل على إستراتيجيات قد تساعدك في التقليل من الإحباط الذي يصيبك أنت والطفل حين يحاول التحدث معك.
1- كرر أي جزء فهمته من الكلام: وهكذا إذا قال الطفل «إ لا بالا باب«، قل بابا؟ ماذا عن باب». هنا سيعرف الطفل بأنك فهمت على الأقل بعضاً مما قاله، ويركز بالتالي على الكلمات الأخرى. إننا نعرف أنه كلما قصرت الجملة، تحسنت في الغالب جودة كل كلمة يتم لفظها، وبهذا يستطيع الطفل أن يركز أكثر على قول الكلمات الأخرى بعد إدراكه أنك فهمت كلمة «بابا».
2- اطرح على الطفل أسئلة متعددة الخيارات: « هل تعني أروح مع بابا أو ألعب مع بابا؟». إذا ما استطعت أن تعرف الرسالة التي يرغب الطفل في إيصالها إليك، فإنك ستقدم له المساعدة المطلوبة من خلال تقديم نموذج واضح وفوري ليقلده. الآن وبعد أن سمعك تقول «أروح مع بابا«، فإنه يمكنه تقليد كلمة أروح على نحو أكثر دقة إذا ما كان قصده أن يقول تلك الكلمة.
3- أطلب من الطفل أن يوضح لك المعنى المطلوب إذا لم تفهم ما قاله: سيقوم بإمساك يدك أو استخدام الإيماءات لتوضيح المعنى الذي يقصده.
وقد تكون الكتب المصورة، ومجلات الصور والأشياء الأخرى مفيدة في إيضاح المعنى الذي يقصده الطفل.
4- لاحظ وتذكر أنماط الكلام لدى الطفل: إذا ما كان الطفل يستبدل دائماً حرف «ك» بحرف «ت» في بداية الكلمات كأن يقول «تورة» بدلاً من «كورة»، يمكنك استخدام هذه المعلومة لكي تفهم المعنى الذي يقصده حين يقول الكلمات أو التعبيرات الجديدة.
5- توقف وانظر إلى الطفل وانزل على ساقيك حتى تقابله وجهاً لوجه: بهذا فإنك تدع الطفل يعرف أنك تحاول فهم ما يقوله، وأنك تعطي وقتاً كافياً للإصغاء إليه، وهذا بدوره سيمنحه الوقت الكافي للإبطاء في كلامه، ويؤكد له بأن جهوده ليست عديمة الجدوى.
6- تعرف على مشاعر الإحباط لدى الطفل وخطط للقيام بمحاولة أخرى فيما بعد: قل «أعلم أنك غاضب، وأنا آسف لأني لا أفهم ما تقوله. قد يكون باستطاعتك أن تخبرني ماذا تريد في وقت لاحق». حاول توجيه انتباهه واهتمامه نحو شيء آخر في المكان الحالي والزمان الحالي يمكنك التحدث عنه بنجاح.
7- تعرف على حياة الطفل واهتمامه: عندما تحضر الطفل من بيت جدته، تحدث معه لبضع دقائق عما قام به في هذا اليوم، وبالتالي إذا ما حاول أن يخبرك أنه شاهد أرجوحة في المنزل المجاور، فإنك قد تتذكر الحدث.
8- كن مثلاً وقدوة للطفل وعلمه مهارات تعديل الكلام: تعديل الكلام يعني قول شيء بأسلوب مختلف في حالة عدم فهم هذا الشيء. يمكن للطفل تعديل كلامه بتحسين أو تغيير الأصوات التي يستخدمها في كلمة معينة، ومن خلال استخدام كلمات مختلفة تعطي نفس المعنى. يمكنك أن تعلم هذه الإستراتيجيات للطفل عن طريق استخدام هذه الإستراتيجيات حين تتحدث معه. وهكذا، يمكنك أن ترتكب أخطاء متعمدة، وتدع الطفل يرى كيف تصحح هذه الأخطاء. «أحضر تيارتك. لا.. لا أعني سيارتك!». أو «أحضر سيارتك. أنت تعرفها. اللعبة التي تلعب بها».
حين يلاحظ الطفل أنك تستخدم هذه الإستراتيجيات، فينظر إليها على أنها أساليب يمكنه استخدامها إذا ما ارتكب خطأ، أو أراد أن يوضح لك المعنى الذي يقصده. وحين يبدأ الطفل في تعديل كلامه، دعه يعرف بأنك تقدر الجهود التي يبذلها كأن تقول له «آه، كانت تلك فكرة جيدة أن تخبرني أنها تقول ميو حين كنت تتحدث عن القطة».
تذكر بأن هناك قدراً معيناً من الإحباط يتعذر تجنبه خلال عملية تعليم الطفل. تأكد من أنك تتيح للطفل الكثير من الفرص للتحدث معك عن كتبه المصورة والنشاطات اليومية التي تقومان بها معاً (مثال: اللباس، الاستحمام،وإعداد الطعام).
يمكن فهم ما يقوله الأطفال بسهولة حين يتحدث عن أشياء موجودة، ولذلك سيكون النجاح حليف الطفل إذا ما أمضيتما معاً بعضاً من الوقت تتحدثان بهذه الطريقة.
هذا ويمكن للأطفال الذين مروا بتجارب عديدة ناجحة أن يتحملوا بعض الإخفاق دون أي ضرر ماداموا يعلمون بأن الأشخاص الكبار يثقون في قدراتهم ويعجبون بما يبذلونه من جهود.

* المدير التنفيذي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved