قرأت وعيناي تذرفان بالدموع ما كتب تحت عنوان «هذه قصة موت صملان» في شواطئ العدد 11117 تاريخ 4/1/1424هـ ورغم اننا ننتظر يوم الجمعة لنمتع انظارنا بشواطىء الجزيرة التي تشبه فعلاً شواطئ بحر يمتلئ بكل شيء جميل ومقتطفات منوعة فكاهية وغريبة من كل نوع. نعيد قراءتها طوال اليوم وربما في اليوم التالي.
ولكن الأخ عبدالله الكثيري رغم إسعادنا في شواطئ من كل اسبوع الا انه جعل عيوننا تذرف دموعها حزناً وألماً لما حل «بصملان» من تعزيز به حتى وفاته جوعاً وعطشاً حسبما كتب عنه بعد الابر بالديزل والاسيد والهواء.
فأين الرفق بالحيوان؟
وأين هؤلاء من الاحاديث التي تحث على الرحمة والرفق بالحيوان، فأين هؤلاء من قصة المرأة التي دخلت النار بسبب هرة حبستها وماتت جوعاً؟
والذي دخل الجنة بسقياه كلباً يأكل الثرى من العطش عندما ملأ خفه «حذاءه» وسقى الكلب به حتى ارتوى وأحاديث كثيرة.
كل شيء معروف وغير مجهول ولكن حتى القتل له اساليب غير الحقن بمواد بترولية او مواد سامة، فاذا كان لابد من القتل لهذا الحصان، فلماذا لا يتم ذبحه كما يذبح غيره من المواشي.
كما ان هناك اعتقادات سادت في الماضي يستعملها بعض العامة عندما يصاب احد الحيوانات او المواشي، فاما أن يذبح ويؤكل او يذبح لإراحته من الألم حسب زعمهم ثم يلقى خارجاً.. معتقدين انهم اراحوه من عناء الالم وكأنهم ارحم من خالقه الذي قدر له الالم والمرض وهذا بسبب الجهل سابقاً.
ولكن عندما يتم إقرار عدم صلاحية هذا الحصان للسباق وعدم شفاء ساقه التي كسرت حسب رأي الاطباء البيطريين فإن الذبح يكون حسب الطرق الشرعية الاسلامية.
وفي المقابل كنت قبلها بأيام قليلة عند أخي وهو يقوم بالعناية بإحدى القطط التي أصيبت بإصابات بالغة عندما ادار سيارته صباحاً وإذا بإحدى القطط مختبئاً في محرك السيارة يريد الدفء حين حولته مروحة السيارة الى كرة من الرضوض والخدوش وحالة اغماء دامت حوالي ثلاث ساعات معتقدين انه فارق الحياة ولكن عمره لم ينته بعد.
احس أخي انه السبب وبدأ في رعايته الصحية من اكل وماء ورعاية طبية بيطرية استمرت حوالي عشرة ايام من باب الرحمة بهذا الحيوان الذي يتألم وليس من باب الحاجة الى قسط بملء البيت او الشارع ازعاجاً وعبثاً.
فشتان ما بين القسوة والرحمة وما بين القوة والضعف.
فهل قست القلوب ونسينا مبادئ ديننا الذي من مبادئه الرحمة والعفو والشفقة والاحسان ومعظم المثل النبيلة التي تدل على كرم الخلق والاخلاق وفي الختام ستظل حادثة «صملان» وقصة موته شبحاً يمثل الظلم والقسوة للحيوان وربما امتدت الى الانسان في قسوة التعامل وخشونة الطباع وضياع الالفة والمحبة فهل نجد على ضفاف شواطئ الكثيري ما يثلج الصدر ويريح النفس من عناء الاسبوع وهمومه وارهاقه بعيداً عن النكد وصملان وغيره جمع الله القلوب في دائرة الحب والرحمة والشفقة للإنسان مع الانسان وكذلك الحيوان لنكون مثاليين في الرحمة والتسامح الدائم.
محمد عبدالله الحميضي/ مكتب شقراء
|