أصر شارون على الاستئثار بجانب من الأضواء التي تتابع الاستعدادات لحرب الخليج الثالثة وأوعز إلى جنوده بارتكاب مذبحة جديدة في قطاع غزة كانت حصيلتها 12 شهيداً بينهم رضيع سقطوا كلهم قبل أن ينتصف نهار أمس.معظم الذين استشهدوا أمس أصيبوا في رؤوسهم بما في ذلك الأطفال، فالمذبحة استهدفت حصد أكبر عدد من القتلى. ومع كل هذه البشاعة المرتبطة بالمذبحة فقد انتقلت قوات شارون منها إلى ارتكاب عمليات قمع أخرى في الضفة الغربية لتضع كامل القطاع والضفة في حالة استنفار وترقب مع حزن يلف الجميع من تلك الفظائع.
وتأتي العمليات العسكرية الجديدة لقوات رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون كتمهيد لما هو أفظع في الأيام المقبلة وهي الأيام التي يتوقع أن تشن فيها القوات الأمريكية والبريطانية هجومها ضد العراق.. حيث التوقعات أن شارون سيعمد خلال ذلك إلى بسط سيطرته على كامل قطاع غزة بعد أن أعاد احتلال معظم أجزاء الضفة الغربية.. وتصورات شارون تحاول مواكبة أهداف الحرب الأمريكية التي تسعى في محصلتها الأخيرة إلى إعادة رسم خارطة المنطقة بحيث يتقوى الوجود الإسرائيلي فيها بما يتيح لإسرائيل التصدي لأي محاولة سلام ترمي إلى تجريدها مما سرقته من أراض فلسطينية.
وتأتي المذبحة الجديدة بعد يومين من تأكيدات الرئيس الأمريكي التزامه بالعمل على تسوية القضية الفلسطينية وتأكيده على أهمية قيام الدولة الفلسطينية وهكذا فإن المذبحة هي رد شارون على ما قاله الرئيس الأمريكي ورسالة شارونية واضحة برفض أي توجه نحو السلام لا يستوعب التصورات المنقوصة لإسرائيل بشأن السلام.
وفي ظل الحرب الأمريكية المتوقعة بين ساعة وأخرى، ولا نقول بين يوم وآخر فإن شارون سيصعد حربه ضد الفلسطينيين تحت مبرر ضرب الإرهاب وهو عنوان آخر من عناوين الحرب الأمريكية، ومن خلال ذلك سيحاول سرقة المزيد من الأراضي، بل وتهجير سكانها وأسر آخرين دون أي اعتراض من الدول الكبرى المشغولة بحرب أكبر، بل الأحرى أنه يحظى بدعم بعضها طالما كان العنوان هو «محاربة الإرهاب».
|