اعتقد - والله أعلم - انني أول وآخر من كتب عن المجلة التي تصدر عن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، لقد تناولت ما يطرح من خلال هذه المجلة منذ سنوات عندما كانت تطبع في مطابع ذات امكانات إخراجية محدودة لا ترقى الى المستوى الذي وصلت اليه المؤسسة في مختلف المجالات.
وقد سعت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الى تطوير هذه المجلة لإبراز النشاط والجهود الكبيرة التي تقوم المؤسسة بها.
لقد خطت المؤسسة ممثلة في إدارة الإعلام التأميني خطوات كبيرة وملموسة في التفاعل مع وسائل الإعلام وبناء جسور من التواصل، وقد كنت أكثر من لمس هذا التغيير من منطلق اهتمام الصفحة بشؤون القوى العاملة في القطاعين العام والخاص والتي تشكل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ركناً هاماً فيها.
ان التطور الذي شهدته مجلة التأمينات الاجتماعية والتي أصبحت تعد وتخرج من قبل مؤسسة إعلامية متخصصة شهد طفرة إخراجية كبيرة نقلت المجلة الى مصاف المجلات الجذابة التي يمارس فيها الإخراج الصحفي الاحترافي من خلال المدارس الحديثة والأساليب الفنية المبتكرة. وقد اطلعت على الأعداد الثلاثة الأخيرة من المجلة والتي زودني بها الزملاء الأعزاء في المؤسسة واخص منهم الصديق الوفي الأستاذ محمد الحسيني وشاهدت الفرق الشاسع بين الإخراج السابق وحال المجلة الآن إلا انني تفاجأت بأن المجلة لم تتطور او تتبدل سوى في الشكل فقط أما المضمون فلم يجر عليه أي تطور ملموس، فالمجلة تفتقد الى الكتّاب المتخصصين في مجالات نشاط المؤسسة وما ينشر فيها حالياً لا يتعدى اسماء محددة تعمل في المؤسسة كانت أكثر الناس تجاوباً وتفاعلاً في دعم المجلة منذ أن صدرت وحتى الآن!!
لقد جاءت افتتاحية العدد «81» من المجلة وهو كما اعتقد العدد الأول الذي يشهد الطفرة الإخراجية لتؤكد على عزم المؤسسة على ان يكون العلم والبحث المستنير ورفعة الأداء وسموه هو طريق المؤسسة بهدف إعلام تأميني جيد وتحقيقاً لحسن أداء الرسالة التأمينية.
وعندما تتصفح العدد لا تجد أي اختلاف عن مواد المجلة السابقة سوى تغيير في الاخراج الذي ركز على إبراز لوقو «الناشر» إعادة ترتيب صفحات المجلة وتنظيمها وتبويبها.
والحقيقة التي لا يمكن اغفالها هو النقلة النوعية في الإعلام التأميني فتكليف الأستاذ عبدالله بن محمد العبدالجبار احدث نقلة نوعية في اداء العمل الإعلامي في المؤسسة إلا ان هذه الإدارة النامية المسؤولة عن نشاط يمتد ليتجاوز ملايين من المشتركين ومشاريع استثمارية كبيرة يحتاج الى دعم هذه الإدارة بكوادر إعلامية متخصصة.
فالإعلام ليس مجلة شهرية وإنما خطط شاملة ومتنوعة تخاطب كافة الفئات وبكافة الوسائل.
ان المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية من أكثر المؤسسات الحكومية تنظيماً وقد سبق لي ان زرت المؤسسة أكثر من مرة من منطلق اهتمامي بنشاط المؤسسة.
وفي الحقيقة وجدت صرحاً بديعاً من الإنجاز، وجهودا كبيرة يبذلها الشباب السعودي المخلص ولكن للأسف بأن هذه الجهود غير بارزة للعيان، وخاصة للجماهير النوعية للمؤسسة وهم المستفيدون من النظام.
ان المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية إحدى الصروح الاقتصادية التي يحق لنا ان نفخر بها، وبما وصلت اليه من تنظيم وما حققته من إنجازات.. ومؤسسة بحجم التأمينات الاجتماعية لهي جديرة بمجلة أكثر تخصصاً وشمولية.. مجلة تستطيع ان تصل الى كل مشترك في نظام التأمينات الاجتماعية لا مجلة لا تشاهد أو تقرأ إلا في مكاتب المؤسسة او مستشفى التأمينات الاجتماعية، والمستشفى الوطني ومؤسسات وشركات محدودة.
ان على المؤسسة الإعلامية التي تتولى مسؤولية إصدار هذه المجلة ألا تنتظر لكي تصلها المادة من قبل المؤسسة ليتم صفها وتوزيعها على أبواب المجلة لتظهر بالشكل الإخراجي الجديد الذي قد تتفوق فيه هذه المؤسسة على غيرها من المؤسسات بل لتعطي المضمون اهتماماً أكبر.
إننا نريد احترافاً وطفرة في المضمون اضافة الى الشكل فالقارئ لا يبحث عن الشكل وأسلوب الإخراج الذي يشده للحظات فقط وانما في المضمون ايضاً الذي يدفع القارئ للبحث عن المجلة.
إننا بانتظار الاعداد القادمة من المجلة فقد نرى تطوراً جديداً.. واذا لم يحدث ذلك فلتوفر المؤسسة على نفسها هذه الخطوة ولتبحث عن بديل أفضل!
ص.ب 86923 الرياض 11632
|