تم التوقيع على اتفاقية تاريخية تضع معاييراً للمهارات المهنية في أماكن العمل بين كل من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وشركة بي أيه إي سيستمز.(BAE SYSTEMS )مثل المؤسسة في عملية التوقيع سعادة محافظها الدكتور علي الغفيص ومثل الشركة السيد فِل شامبنيس ، كبير المدراء التنفيذيين السابق لشركة بي أيه إي سيستمز (BAE SYSTEMS )في المملكة وحضر حفل التوقيع سعادة السفير البريطاني ، سير ديريك بلامبلي ، إلى جانب العديد من كبار المسؤولين السعوديين والشخصيات الهامة الأخرى.الاتفاقية ستعمل على إتاحة التعاون بين المؤسسة والشركة وذلك لإيجاد مجموعة من المعايير التي ستحدد المهارات والمعارف والمؤهلات المطلوبة لمختلف أشكال العمل. وستستغرق مدة المرحلة الأولى من هذا البرنامج سنتين.
المعايير الوطنية للمهارات المهنية هكذا سيتم تعريفها ستصل إلى مستوى المؤهلات المماثلة لها في بعض بلدان العالم كالمؤهل المهني الوطني في بريطانيا. وستعمل ، بعد الانتهاء من وضعها ، على تحديد مستقبل التعليم المهني في المملكة كما ستضع حدوداً دنيا لمستويات التأهيل اللازمة لوظائف معينة خصوصا في المجالات الحرفية والفنية. ونتيجة لذلك سيتعرف الموظفون على مستوى المهارة المطلوبة لبعض الوظائف ، أما رجال التعليم فسيصبح في وسعهم تأمين التدريب المصمم خصيصاً للغرض ، في حين سيعرف أرباب العمل ما الذي يتوقعونه من الموظفين المؤهلين مهنيا. وهذا التطور سيشكل خطوة هامة في طريق السعودة في المملكة العربية السعودية.السيد شامبنس قال في حديثه لوسائل الإعلام : «عند سؤالك للحكومة عن الأهداف الحاسمة للمملكة خلال السنوات العشرين القادمة فإن جوابها سيكون هو العمل على رفع مستويات التدريب المهني». ثم أردف قائلاً : «نحن نعمل على توفير الخبرة التي اكتسبناها من العمل في مثل هذا المجال في أماكن أخرى من العالم ».
وعن التزام الشركة في رفع مستوى المهارات المهنية في المملكة قال السيد شامبنس : «كانت شركة بي أيه إي سيستمز (BAE SYSTEMS ) قد حظيت بخدمة المملكة منذ عام 1973 م ولديها الآن عدد كبير من الموظفين السعوديين يتجاوز تعدادهم 2400 موظفا يعمل الكثيرون منهم في مجالات تتطلب خبرة في استخدام التقنية العالية. لقد أصبح التطوير الإضافي في الحقول الفنية أمرا في غاية الأهمية وذلك بالنسبة لحاجاتنا نحن ولمتطلبات السوق كذلك. إننا نعتقد بأن أفضل طريقة نستطيع من خلالها تقديم المساعدة هي القيام بمساندة عملية وضع المعايير الخاصة بالمهارات المهنية. فهذه المعايير هي الخطوة الأولى في عملية أساسية جديدة ترمي إلى إعداد الشباب للعمل في المملكة العربية السعودية».
من جانبه أوضح الدكتور الغفيص أن الاتفاق الذي تم مع شركة بي أيه إي سيستمز (BAE SYSTEMS ) جاء بعد أشهر طويلة من التخطيط المفصل. وقال سعادته:« إن هذا النوع من التعاون يختلف عن التعاون العادي إذ أننا عملنا جاهدين كي نضمن بأن تفي الخطط بمتطلبات المهمة». و أضاف : «لقد كان لا بد من مرحلة التخطيط الطويلة هـذه وذلك نظرا لما سيكون للمشروع من أثر محتمل على تنمية الموارد البشرية في سوق العمل السعودي. وعلى الرغم مما قمنا به من جهد حتى هذه اللحظة فإن عملنا الحقيقي لم يبدأ سوى الآن وأن تحدياتنا الرئيسية ما زالت أمامنا».
أما السفير البريطاني سير ديريك بلامبلي ، فرأى بأن التعاون الدولي مفيد جدا في مثل هذه المشاريع. حيث قال سعادته: «إن الحكومة البريطانية لترحب بهذه المبادرة التي تضطلع بها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والتي تتناول مجالا يحظى بأهمية خاصة. إننا سعداء جدا لأن بريطانيا قادرة على تقديم العون في المجال المطلوب». ستقوم الشركة ، بناء على أحكام الاتفاقية ، بتقديم العون في ثلاثة أشكال : أولها إعارة مدير للتدريب المهني وتقديم خدماته للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ثم تأمين الدعم اللوجستي والإداري من خلال الشركة السعودية للتطوير والتدريب. أما الشكل الثالث فيتمثل في التبرع بمبلغ من المال قدره أحد عشر مليون ريال.الجدير ذكره أن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني هي عبارة عن منشأة مستقلة أقيمت من أجل تطوير اليد العاملة الفنية والمهنية في مختلف المجالات الصناعية والزراعية والتجارية. وهي تشرف على (30) مركزا للتدريب المهني و (35) معهدا ثانويا للتعليم الفني و (27) كلية تكنولوجيا قائمة في المملكة. وتضم هذه المدارس والمعاهد والكليات في جنباتها (64000) طالبا. بالإضافة إلى ذلك تضطلع المؤسسة بمسؤولية الترخيص لمراكز التدريب المهني الخاصة.
| 
