Tuesday 18th march,2003 11128العدد الثلاثاء 15 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوافذ نوافذ
الحقيقة
أميمة الخميس

هناك مجموعة من المفاهيم والتصورات تخضع لها المجتمعات في فترة ما، بحيث تمتلك عليها سلطة قوية قاهرة تسهم هذه السلطة في تشكيل وعيها وتحريك مساراتها وتسيطر على الطريقة التي تتعامل بها مع محيطها بصورة قوية وراسخة.
فمثلاً قضية السعودة على الرغم من كونها قضية وطنية، وقضية تتعلق بتشكيل علاقاتنا مع الوطن ومدى مساهمتنا في تمهيد دروبه ونزع أشواكها وعراقيلها. إلا أن المجتمع لم يكوّن مفاهيم راسخة عن السعودة بعد. فالمهوم العام عن الموظف أوالعامل السعودي هو عدم الالتزام والميل إلى الراحة الدعة مع التهرب من المسؤولية.
هل أُعطي هذا العامل أو الموظف الوقت والفرصة والتدريب الكافي، وهل وجد مناخ عمل مع حوافز وأمان وظيفي يحثه على العطاء والتطوير، مفهوم السعودي الكسول هو مفهوم خطر ومهدد لقطاع واسع من طالبي العمل.
وهذا بالضبط ينقلنا إلى المفهوم المقابل لهذا التصور الذي يتكئ عليه المجتمع ويستخدمه بصورة تعويضية، وهو الأجنبي النشيط المعطاء القادر على تحقيق العمل والانتاج والعطاء، ولا نعلم بأن هذا المفهوم يقود تماماً إلى حنفية التهريب التي تنقل اقتصاد هذا الوطن الى الخارج. وهذه الحنفية أيضاًَ هي التي تسقي الكثير من المهن الصغيرة الجانبية التي تنمو في مناخ بأن الأجنبي هو الذي يمتلك الأفضل. هناك تصور آخر يهيمن على المجتمع مثل «هل لديك واسطة»؟ لا أدري هل حجم الفساد الإداري قد استشرى بصورة تُفقد البعض ايمانهم بالطرق الإدارية المعهودة وأصبح البحث عن الواسطة يسبق معرفة الأنظمة ومعرفة المتطلبات المعهودة ويسبق المحاولة عبر الطرق الرسمية! وكلام الصحف ولا أعتقد ان كلام الصحف ينحصر فينا بقدر ما ان اعلام دول العالم الثالث المؤطر بالولاء المطلق لنظامه عاجز عن أن ينتقل من مواقعه المعهودة والتحرك إلى مواقع جديدة بحيث يصبح محل ثقة من الجميع، بحيث لا يتحول كما يخبر الجميع إلى «كلام جرايد».
من سيكسر طوق هذه المسلمات التي تسيطر وتهيمن وتفرض سلوكياتها وظروفها حتى تحولت إلى حقيقة يقينية قطعية. الواقع والأرقام يقولان إن السعودية تمتلك «330» ألف فرصة عمل، ولكن هذا الواقع مطوق بالمسلمات السابقة التي تسهم في خنق أي بادرة مشرقة أو مغيرة لهذا الواقع.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved