* الرياض - عبدالله العصيمي:
ضحية أخرى تعيدني للكتابة مرة ثانية عن طريق مطار الملك خالد الدولي بعد ان كنت قد قدمت تقريراً مفصلا عنه تم نشره في عدد الجزيرة رقم 10967 الصادر بتاريخ 2 شعبان 1423هـ، جئت فيه أيضا وبشكل موجز بمقتطفات من بعض ماكتب عن خطورة الطريق حيث تعزى أسباب الحوادث المميتة على جانبيه الى الارتطام المباشر إما في أعمدة الانارة المحاذية للكتف الأيمن من الطريق أو أشجار النخيل الموجودة في الجزيرة الوسطية.
كما أنني ذيلت التقرير المشار اليه بجملة من المقترحات من بعض المختصين والمهندسين الذين أدلوا بدلوهم في هذا الشأن بغية الحد من وقوع الحوادث المميتة على هذا الطريق وهي كالتالي:
- تكثيف المراقبة المرورية على الطريق وبصفة مستمرة على مدار الساعة للحد من السرعة الزائدة التي هي من المسببات الرئيسية لحوادث الطرق المميتة.
- توسعة الطريق الى ثلاثة مسارات على أقل تقدير نظرا لامكانية ذلك، وذلك بتحجيم عرض الجزيرة التي في الوسط وازالة بعض أشجار الزينة.
- رفع أكتاف الطريق المنخفضة ومساواتها مع الطريق وابعاد الحاجز الأسمنتي عن مكانه.
- وضع حماية لأعمدة الانارة باستخدام حواجز خرسانية متصلة على طول الطريق أو تغيير نظام الانارة وترحيل الأعمدة ونقلها للجزيرة الوسطى وحمايتها.
والمقترح الأخير في نظري خاصة فيما يتعلق بوضع حماية لأعمدة الانارة وأشجار الزينة باستخدام حواجز خرسانية متصلة يجب ان يعطى الأولوية عند الأخذ بهذه المقترحات وذلك لسببين:
أولاً: ان وضعية أعمدة الانارة الحالي مخالف للمواصفات القياسية وعوامل السلامة الخاصة بالطرق حسب افادة وزارة المواصلات وتوصيتهم بوضع الحماية الخرسانية.
ثانيا: وهو ما أود تسليط الضوء عليه هنا ويتمثل في ان وضع حماية لأعمدة الانارة والجزيرة الوسطية باستخدام الحواجز الخرسانية إذا لم يقلل من عدد الحوادث.
على هذا الطريق فإنه سيسهم في التقليل من حجم الخسائر الناجمة عنها سواء في الأرواح أو الممتلكات. ولتوشيح الصورة بشكل أكثر من الناحية الفنية فإن وجود الحواجز الخرسانية يحول بين السيارة وبين ارتطامها المباشر بأعمدة الانارة أو أشجار الزينة الموجودة في الجزيرة الوسطية في حال فقدان قائد السيارة السيطرة عليها وهو الشيء الذي يلحق الأضرار البالغة بالسيارة ويؤدي الى تناثر أجزائها في الكثير من الحوادث التي وقعت على هذا الطريق ونتج عنها وفاة قائد أو ركاب السيارة.
ان ارتطام السيارة بجسم ثابت وبشكل عمودي ينتج عنه أضرار أكثر بكثير فيما لو ارتطمت السيارة بالحاجز الأسمنتي، حيث ان زاوية امتصاص الارتطام في هذه الحالة تكون بعيدة عن قائد السيارة مما يزيد فرصته في النجاة، اضافة الى ان حجم الضرر الذي سيلحق بالسيارة وهو على الرغم من أنه سيتناسب طردياً مع مقدار السرعة التي كانت عليها السيارة لحظة الارتطام إلا أنه وعلى كل الأحوال أقل بكثير فيما لو كان الارتطام مباشرا وبشكل عمودي في جسم ثابت كما هو عليه الحال الآن. ناهيك ان هذه الحواجز الأسمنتية تلعب دوراً أساسياً في تمكين السائق من اعادة السيطرة على المركبة وذلك بدلا من خروج السيارة عن المسار من على جانبي الطريق.
لا يمكنني حصر جميع الفوائد لهذه الحواجز الأسمنتية في هذا المقال ولكني أعود على التأكيد على ادارة مطار الملك خالد الدولي الذي يقع تحت مسؤوليتها هذا الطريق، على ضرورة الأخذ بالمقترحات التي ساهم بها كل من كتب عن خطورته وذلك لايقاف مسلسل حصد الارواح علي هذا الطريق أخيراً .. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .. والله الموافق .
| 
