Tuesday 18th march,2003 11128العدد الثلاثاء 15 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
قناة المجد
عبدالرحمن صالح العشماوي

هنالك في الفضاء ما تزال المساحات الشاسعة مفتوحةً امامنا، تتيح لنا أن نبثَّ من خلالها الخير، والفضيلة، وأن نبعث إلى الناس عَبْر أمواجها الأَثيريَّة التي هيَّأها الله لعباده، أجمل الكلام، وأصفَى الفكر، وأصدق الخبر، وأنقى المعتقد، مساحات شاسعة في فضاءٍ رحبٍ لا حدودَ له، فضاءٍ عجيبٍ فطن إليه أهل الباطل، فركبوا مَتْنَ أثيره، وانطلقوا ينشرون من خلاله، ضلال هذه المدنيَّة المعاصرة، وأهواءَها، وشهواتِها، ووجوهها الكالحة التي لا تستطيع ألوان «المساحيق» أَنْ تخفي ما فيها من القُبح، انطلق أهل الباطل «عَبْر الفضاء» يعكِّرون صَفْوَ الفطرة السليمة، ويهزون بنيان الأسرة المستقرة، ويحطمون نوافذ بيوت الفضيلة وأبوابها، بمعاول الفنِّ الرخيص، والغناء الماجن، والمسرحية المسكونة بالرذيلة، ويقتحمون على الناس بيوتهم بآليات الدَّمار الأخلاقي، ومجنزرات الأفكار المضلِّلة، ويطلقون بطريقة عشوائية نيران رشاشات الأجساد العارية، والعقول الخاوية، على الفطرة السليمة، والحياة المستقرة المستقيمة، وعلى العقول الغضَّة، والقلوب الصافية من أجيال الأمَّة فَيُجَنْدِلون في صدورهم البراءَةَ والعفَّة، ويُريقون دماء الاستقامة، ويمزِّقون أجساد الهدوء والراحة والاطمئنان.
هنالك مساحات شاسعة في الفضاء الرحب تنادي أَهلَ الخير، وأصحابَ الفكر السليم، والسلوك القويم، والغيرة على نقاء الإنسان وصفائهِ، تقول لهم: انطلقوا في مساحاتي الشاسعة بكل إبداعٍ أصيل، وكلمةٍ مضيئة، وفنٍّ أدبي نزيه، اركضوا بخيولكم الأصائل في ميدان الأثير المفتوح لكل من يجيد الرَّكض، ويجد العزيمة على الانطلاق.
اغرسوا في كل ذرة من ذرَّات فضائي الفسيح شتلة حُبٍّ نقيٍّ، وأدبٍ رَفيع المقام، نزيه الكلام، لا تتركوا باباً من ابواب الخطاب الإعلامي الواعي، المتجدد إلا وتدخلون منه دخول الصادقين المخلصين، الذين يتوقون إلى إصلاح ما أفسد الناس.
هناك في تلك المساحات الشاسعة من الفضاء الرَّحب، تلوح لنا مراكب مضيئة، وتبرز أمام أعيننا نجومٌ يخترق ضَوْءُها ما تراكم في جنبات الفضاء من غياهب الإعلام العابث الرخيص.
«قناة المجد» فضائيَّةٌ جديدة سلكت طريقها في هذا الفضاء الفسيح، وبدأتْ وانطلقت عَبْر موجات الأثير وقد عَزَمَتْ على أن تشرح صدر ذرَّات الفضاء، بما تبثُّه من مادةٍ إِعلاميةٍ «نظيفة» حسب قدرتها وطاقتها.
«قناة المجد» هنالك كلام يدور حولَها، يسري في مجالس الناس، أَنَّها بدأتْ بدايةً ضعيفة، وأَنَّ رَؤية بعض القائمين عليها ضيقة لا تتسع لتستوعب الخطاب الإعلاميَّ المعاصر بأبعاده وأطيافه المتعددة، وأن هنالك عزوفاً من القائمين عليها عن سماع الرأي الآخر «الناصح». وأنَّهم يقعون في حفرة التصنيف للأشخاص من مفكرين ومثقفين وإعلاميين لا يخرجون عن دائرة التصوُّر الإسلامي الكبيرة، ولكنهم يخرجون عن نظرة القائمين على القناة التي تُعَدُّ نظرة قصيرة.
كلام كثير يقال، كما هي عادة مجتمعاتنا المسلمة في ظل ضعف أمتنا المعاصر، حيث تكثر الأحاديث، وتتضاءل أمام الأقوال الأفعال.
أيها الأحبة: قناة المجد خطوةٌ في طريق النَّقاء الفضائي، وإضاءةٌ في ليل الإعلام المعاصر الذي يبث للناس ما تعلمون من إفرازات انحرافات مدنيَّة هذا العصر الشَّوهاء، خطوة طيبة تحتاج الى أن نَدْفَع بموكبها الطيِّب الى الأَمام، ناصحين موجهين متعاونين، إنها خطوة عملية يجب أن نعرف لها قيمتها وقدرها، فهي تحقِّق لنا أن نفتح بيوتنا لرسالة فضائية نظيفة الفكرة، سليمة المنهج - إن شاء الله تعالى - وذلك في - في حدِّ ذاته - عملٌ إعلامي قدير.
وأما الإخوة القائمون على القناة فجديرٌ بهم أن يعلموا أن رسالة الإعلام المعاصر مهمة وخطيرة، وأنهم ينطلقون في فضاء مليء بأساليب الإعلام المتطورة، وأن ميول الشخص المنطلقة من سمات شخصيته الخاصة به لا يجوز أَنْ تسيِّر دفة عمل إعلاميِّ كبير، إنه طريق إعلامي مزدحمٌ بالسالكين، وهناك برامج متعددةٌ في فضائياتٍ مختلفة، لديها من القدرات الإعلامية، والمادية ما جعلها رائجةً عند الناس، وليس الأمرُ مرهوناً بما أريد أنا أو ما تريد أنت، أو ما يريد فلان، وإنما هي رسالة أمّة، تحتاج إلى أفقٍ واسع، ورؤيةٍ شاملة، وصفاءِ قلبٍ في التعامل مع الناس جميعاً، خاصةً مع من نحتاج اليهم، فنياً، أو فكرياً أو ثقافياً.
العمل أيها الأحبة - في قناة المجد - هو المحكُّ، وأَنتم انطلقتم وبدأتم في رحلةٍ فضائية مباركة، وأصبحت «القناة» مكشوفةً امام الناس في فضاء فسيح، ولكنه مشحون بالرسائل الإعلامية الناجحة فَنَّاً وأداءً، وإن ساحة الخير لمليئة بالطاقات القادرة على العطاء، وإنكم - بإذن الله - جديرون بالإفادة منها في توجيه الخطاب الإسلامي الواعي النظيف الذي تحتاج إليه البشرية في هذا العصر.
«قناة المجد» إضاءةٌ تُضَافُ إلى بعض الإضاءات الإعلامية السابقة التي تحاول أن تغسل عن الفضاء أدران الإعلام العابث الرخيص، فأهلاً بها صوتاً إعلامياً صافي النبرات.
إشارة


أيُّها الإيمانُ بالله الجليلْ
رائعٌ فجرك كالبسمة في الثَّغْر الجَميلْ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved