لم يبق إلا الضغط على الزناد لتشتعل جبهة قتال تمتد من مياه الخليج العربي إلى جبال تركيا.. إذ سيكون الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأمريكي جورج بوش هو الاشارة التي ينتظرها جنوده، وجنود بريطانيا واستراليا ومن يسير وراءهم لبدء الحرب ضد العراق.
ففي ختام قمة الآزور التي عقدها الرئيس بوش وحليفاه رئيس الحكومة البريطانية توني بلير ورئيس الحكومة الإسبانية أزنار، وبحضور مضيفهم رئيس الحكومة البرتغالية أعطوا مهلة يوم واحد فقط لتحزم الأسرة الدولية أمرها وتصدر عن طريق مجلس الأمن الدولي «قرار شن الحرب».
وقال الرؤساء الثلاثة، إن مهلة اليوم الواحد لا تعني مزيداً من العمل الدبلوماسي بل هي لعمل إجراءات عقد اجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر أصلاً أن ينعقد مساء الاثنين «أمس» بتوقيت المملكة «بعد الظهر» في نيويورك وحملت أقوال الزعماء الثلاثة تهديدات للأمم المتحدة ووصمها بالمنظمة التي عجزت عن تأدية دورها وأن التخلي عنها أصبح أحد الخيارات لأمريكا خصوصاً.
أما التهديد المبطن الذي كان موجهاً بصورة واضحة من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وبصورة مواراة من الرئيس الأمريكي جورج بوش فكان صوب كل من فرنسا وروسيا اللتين هددتا باستعمال حق الاعتراض «الفيتو» ضد قرار شن الحرب.
وهكذا، بين التهديد والوعيد والمطالبة بمنح تفويض لشن حرب على العراق، اختتم الزعماء الثلاثة قمتهم في الآزور وعادوا إلى بلدانهم للإعداد لهذه الحرب التي يرفضها الجميع ولا يؤيدها إلا حكومات هذه الدول ونفرٌ قليل من الحكومات التي تواجه معارضة من شعوبها.
وعاد بوش لواشنطن ليراجع مُسَوَّدة خطاب إعلان الحرب.. بينما عقد توني بلير اجتماعاً طارئاً لحكومته لدراسة المأزق الذي وضع بلير نفسه وحكومته وبريطانيا فيه، إذ إن شن حرب على العراق دون تفويض من مجلس الأمن سيُظهر بريطانيا كدولة متمردة على الشرعية الدولية وهو نفس مأزق أزنار رئيس الحكومة الإسبانية وهما الزعيمان الوحيدان اللذان يقفان ضد إرادة شعبيهما ولذا فإن المحللين البريطانيين والإسبانيين يتوقعون سقوط حكومتيهما إذا ما أُعلنت الحرب دون تفويض من الأمم المتحدة، وبما أن اصدار قرار من مجلس الأمن الدولي عملية مستحيلة، إذ لا يؤيد إجراءً من هذا القبيل سوى أربع دول هي أمريكا وبريطانيا وإسبانيا وبلغاريا، في حين تعارضه خمس دول هي فرنسا وروسيا والصين وألمانيا وسوريا، وهناك ست دول تطالب بإعطاء مهلة لا تقل عن شهر لنزع أسلحة العراق، فإن هذا يعني أن هناك إصراراً على عدم شن حرب قريباً وبالتالي فإن أمريكا وبريطانيا وإسبانيا سيشنون الحرب دون قرار شرعي.. وهذ يجعل بلير وأزنار في موقف ضعيف أمام معارضة شعبيهما ومعارضيهم من السياسيين مما سيعجل بسقوطهما ربما قبل سقوط بغداد كما يقول المحللون في لندن ومدريد.
|